التلسكوب هابل يلتقط انفـجارًا غامضاً في الفضاء.. ما القصة؟

التقط تلسكوب هابل الفضائي انفجارًا نجميًّا غريبًا تكرر 5 مرات، يمكن أن يساعد على حل أحد أكبر ألغاز علم الفلك، وهو مدى سرعة توسع الكون طبقًا لما أوردته مجلة أخبار العلوم.

ومنذ نحو 13.8 مليار سنة، كان الكون كما نعرفه اليوم، مجرد نقطة صغيرة في الفضاء، تحتوي على كل المادة الموجودة، ثم حدث انفجار سمي بـ«الانفجار العظيم».

واندفعت هذه المادة إلى الخارج، ولا تزال تفعل ذلك حتى اليوم، وتكتسب السرعة طوال الوقت.

وعرف العلماء توسع الكون إلى ما يقارب قرنًا من الزمان، ولكن مدى سرعة توسعه لا تزال تعد لغزًا كبيرًا. ولا تتوافق الطريقتان المستخدمتان لقياس هذا المعدل السرعي، ويطلق عليهما اسم ثابت هابل مع وصف دقيق لتوسّع الكون.

وتعتمد إحدى هذه الطرق على «الشموع القياسية» (standard candles)، باستخدام أجسام لامعة ذات مسافة معروفة لحساب مدى سرعة اندفاع النجوم والمجرات بعيدًا عنا. والانفجار العظيم، أي النجوم المتفجرة التي تنتج ضوءًا غزيرًا وثابتًا، هي واحدة من هذه المعايير المهمة للمسافة.

والطريقة الأخرى تستخدم «الخلفية الكونية الميكروية» (cosmic microwave background)، الإشعاع المتبقي من الانفجار العظيم. والمشكلة هي أن هاتين الطريقتين تنتجان إجابات مختلفة.

وتوجد تفسيرات كثيرة للقيم المختلفة. وربما فشل العلماء في أخذ الطاقة المظلمة في الاعتبار، وهي ظاهرة غامضة تتسبب، على ما يبدو، في تمدد الكون بمعدل أسرع منها في أي وقت مضى. وقد يحتوي الكون على جسيمات لم نتعرف عليها بعد. أو قد تكون أحد الحسابات الحالية خاطئة.

وقال الأستاذ المساعد في الفيزياء وعلم الفلك بجامعة مينيسوتا والمؤلف الرئيس لدراسة جديدة حول ثابت هابل، باتريك كيلي: «إنه لغز».

وفي عام 2014، اكتشف كيلي النجم المتفجر في مستعر أعظم يسمى Refsdal للمرة الأولى، عندما ظهر أربع مرات، في مواقع مختلفة، حول نفس العنقود المجري.

وظهر المستعر الأعظم في مواقع متعددة، لأن الجاذبية الشديدة للعنقود كانت تنحرف، وتعكس ضوء المستعر الأعظم، مكونة ما يسمى عدسة الجاذبية.

وتوقع علماء الفلك أن يعود المستعر الأعظم Refsdal أيضًا إلى الظهور عام 2015. وتحقق توقعهم بالفعل.

وفي الدراسة الجديدة، أجرى كيلي وزملاؤه تثليث قياسات موقع المستعر الأعظم لحساب قيمة جديدة لثابت هابل. والنتائج التي نُشرت في 11 مايو بمجلة Science، وجدت قيمة لثابت هابل أقرب بكثير إلى القيمة المشتقة من نظرية «الخلفية الكونية الميكروية»، بدلًا من طريقة «الشمعة القياسية».

ووفقًا للدراسة الجديدة، يتوسع الكون بمعدل 41.4 ميل في الثانية (66.6 كيلومتر في الثانية) لكل ميغا فرسخ (أو لكل 3.2 مليون سنة ضوئية).

ولكن النتائج لا تضع حدًّا للجدل، بل إنها مجرد طريقة أخرى، من بين طرق عديدة، لدراسة الكون المتوسع.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.