الجمباز.. من تدريبات «العراة» إلى خوض الحروب
تثير رياضة الجمباز، بكل أنواعها، إعجاب من يشاهد أداء اللاعبين وقوة أجسادهم ومرونة عضلاتهم المذهلة، فضلا عن تكريس اللاعب عمره كله لممارستها رغم تدريباتها الشاقة.
غير أن هذه الرياضة الأوليمبية العالمية انطلقت من بداية غير متوقعة ولا تخطر على بال، وهو ما يدل عليه اسمها فى اشتقاقها اللغوى.
ولدت هذه الرياضة من رحم الحضارة منذ ألف عام مضت، بينما جاء اسمها الذى يعود إلى اللغة اليونانية القديمة من الفعل «جيمنازيين»، والذى يعنى يتمرن «عاريا». وكان الشباب يمارسون هذه التدريبات عراة استعدادا للحرب، والذين كانوا يقفزون بحركات رشيقة بهلوانية أثناء اعتلاء مجسم يحاكى الحصان الحقيقى، وهو ما تطور إلى حصان الحلق وحصان القفز فى اللعبة الأوليمبية التى يعرفها عالم اليوم.
وأكدت هيئة الجمباز الأوروبية أن الإسكندر المقدونى كان يدرب جنوده على هذه المعدات والحركات للتمرس على ركوب الخيل أثناء المعارك. وقالت وكالة أسوشيتد برس، فى تقرير لها أمس الاثنين، إن الناس ظلوا على مدار التاريخ الإنسانى وفى جميع أركان الكرة الأرضية يستشرفون مدى قدرة الجسم على الالتواء والتقلب رأسا على عقب والدوران، وذلك لاستكشاف حدود وقدرات هذا الجسد.
وتصف الكتابات الهيروغليفية المصرية انثناءات الظهر، وفقا لموسوعة بريتانيكا، التى أشارت فى الوقت نفسه إلى وجود تفاصيل مصورة منحوتة فى الحجر من الصين القديمة تصف الأكروبات.
أما فى الوقت الراهن فهناك مجالات مختلفة يتنافس فيها لاعبو الجمباز من الرجال والسيدات.
فهناك مسابقات الجمباز الفنى للرجال، وتتكون من 6 أجهزة هى البساط الأرضى وحصان الحلق وحصان القفز وحاليا يسمى بطاولة القفز، إلى جانب المتوازى وجهاز العقلة كونا فى مجال الجمباز الفنى، أما مسابقات السيدات فتقتصر على أربعة مجالات فقط.
غير أن الأمر لم يكن كذلك فى الماضى، حيث كان الجمباز يشمل أنشطة مثل تسلق الجبل.
أما الشكل الحديث للجمباز، فقد اخترعه الألمانى فريدريك لودفيج يان المشهور باسم «أبوالجمباز»، وذلك فى باكورة القرن التاسع عشر، الذى شهد تأسيس سلسلة مراكز الجمباز بغرض ترسيخ صحة البدن والروح الوطنية.
Comments are closed.