مروان خوري: أفتخر بـ «دقوا عالخشب» مع الجسمي.. «برامج الهواة للاستعراض وأساسُها اللجنة قبل المَواهب»

أكد الفنان اللبناني مروان خوري أنه فخورٌ بأغنية «دقوا عالخشب» التي يقدّمها على طريقة «الدويتو» مع الفنان الإماراتي حسين الجسمي.


وفي حديث إلى «الراي»، وَصَفَ خوري هذه الأغنية التي قام بتلحينها وتَشارَك في كتابة كلماتها مع الشاعر علي الخوار (وهي من توزيع الفنان محمود العيد وداني خوري) بأنها تندرج في إطار توطيد العلاقات بين لبنان والإمارات «وتعبّر عن إيماني بمبدأ التسامح وعن المحبّة لدولة الإمارات لِما يوجد بينها وبين لبنان من صفات مشتركة وحبّ متبادل».
وتطرّق خوري أيضاً في حديثه إلى تجربته التلفزيونية الجديدة من خلال برنامج «الزمن الجميل» الذي عُرض على قناة «أبو ظبي»، وهو البرنامج الخاص بالهواة الذين يضيئون بأصواتهم على أعمال كبار الفنانين، مُقارِناً بين هذا البرنامج حيث «الموهبة هي الأساس» وبين البرامج الأخرى التي تضيء على النجوم قبل الهواة.

● كيف تتحدّث عن ظروف ولادة أغنية «دقوا عالخشب» التي شاركت بتأليفها وقمتَ بتلحينها وقدّمْتَها بشكل دويتو مع الفنان حسين الجسمي؟
– أفتخر كثيراً بهذه التجربة التي قدّمتُها مع الفنان حسين الجسمي وبمشاركة الشاعر علي الخوار، وبطلب من سعادة سفير الإمارات في لبنان الدكتور حميد سعيد الشامسي والأستاذ زياد حمزة. عندما طُرحتْ عليّ الفكرة أحببتُها كثيراً، خصوصاً أنها تندرج في إطار توطيد العلاقات بين لبنان والإمارات، وهي تعبّر عن إيماني بمبدأ التسامح والمحبّة لدولة الإمارات لِما يوجد بينها وبين لبنان من صفات مشتركة وحبّ متبادل. وقدّمتُ الأغنية من قلبي وبصدق كبير، وأتمنى أن تلعب الدور المطلوب منها.
● وبعيداً من الغناء، كيف تقارن بين تجربتيْك في برنامجيْ «طرب» و«الزمن الجميل»؟
– التجربتان مُخْتَلِفَتان تماماً ولا توجد أي علاقة بينهما. في برنامج «طرب» كنتُ أستضيف الفنان وأعزف على البيانو وأغنّي وأقدّم أغنيات على شكل دويتو مع الضيف، بينما في برنامج «الزمن الجميل» أعطي رأيي كعضو لجنة تحكيم ومن خلفيةِ التجربة الفنية التي مررتُ بها خلال الأعوام الماضية ليس كمغن فقط، بل كملحّن وشاعر أيضاً، بالإضافة إلى تجربتي في الاستوديو مع الفنانين وتجربة المسرح. أنا أستخدم تجاربي وأحاول أن أوظّفها في هذا البرنامج.
● هل تَعتبر أن تجربة «طرب» كانت متميّزة، لناحية تَعاطُفك مع ضيوفك حتى المغمورين بينهم؟
– اعتمدتُ في البرنامج مبدأ أساسياً. فمن خلال تجربتي كفنانٍ، كنتُ أعتذر عن عدم الحلول ضيفاً على الكثير من البرامج، لأنني كنتُ أعتبر أنها لا تُشْبِهُني. وبعض البرامج تعتبر أنه لا يجوز «تدليل» الفنان دائماً، وأن لا شيء يمْنع من مواجهته وإبراز نواقصه، ولكنني ضدّ هذه الفكرة، وأفضّل عليها فكرة تكريم الفنان، ومَن لا يستحقّ مِن الأفضل ألا نستضيفه من الأساس. هو مبدأ كلاسيكي، وأيّ برنامجٍ هو بمثابة احتفالٍ بفنان نحبّه كونه قدّم شيئاً للموسيقى ويجب استضافته والاستماع في الوقت نفسه إلى أخباره وأغنياته. وأنا اعتمدتُ هذا المبدأ في برنامج «طرب»، وكل فنان استضفتُه كان انطلاقاً من مبدأ أنه يملك الموهبة وأُحِبُّه وقمتُ بالاحتفال به. والأمر ليس مجرّد تَعاطُف مع الضيف، بل أيضاً من باب المَحَبّة له. أنا لم أكن أبحث عن مشاكل الضيف، بل عن الشيء الإيجابي الذي يقدّمه فنياً، وقد حرصتُ على أن أُبْرِزَه للمُشاهد. الكل كان سعيداً وقال لي نحن تحدّثنا عن الفنّ وغنّينا، والجوّ كان إيجابياً. لكن هذا لا يعني أنه مطلوب من كل البرامج أن تكون مثل «طرب»، بل يبقى لكل شخص رأيه وقناعاته وطريقته في تقديم البرامج الفنية.
● ولا شك في أنك ساهمتَ في تلميع صورة بعض الفنانين، خصوصاً المبتدئين؟
– هم ضيوفي، وتعاملتُ معهم وكأنهم ضيوف في بيتي. أنا تصرّفتُ معهم على هذا النحو، والإعداد أعطاني كامل الحرية للتصرف في البرنامج، وأنا ركزتُ على الإيجابيات وأكملتُ فيها بعيداً عن النواقص، والمشاهد كان مرتاحاً.
● تشارك حالياً كعضو لجنة تحكيم في برنامج «الزمن الجميل»، وهناك مَن يعتبر أنه لا يحقّ لأي فنان أن يجلس على كرسيّ التحكيم ويقيّم صوتاً ما لم يكن يملك تاريخاً فنياً وصاحب تجربة فنية كبيرة ويملك صوتاً جميلاً، فهل ترى أن هذه المواصفات تتوافر في أعضاء لجنة تحكيم برنامج «الزمن الجميل»؟
– فكرة برنامج «الزمن الجميل» ليست مأخوذة من أي برنامج آخر، بل هي فكرة جديدة تَطَوَّرَتْ من حلقةٍ إلى أخرى. الهدف من البرنامج هو العودة إلى الجدية بعيداً عن الاستعراض. وأنا لا أقول إن برامج الهواة الأخرى كانت رديئة، بل كلٌّ منها كان له دوره، والفنان الذي كان في مكانه الصحيح تمكّن من ملئه. هي برامج كانت الغاية منها الاستعراض، وكانت اللجنة فيها هي الأساس قبل المَواهب. صحيح أنه شاركتْ فيها مواهب مهمة، ولكن الأضواء كانت تُركَّز على النجوم دائماً، بينما في برنامجنا نحن نضيء على الموهبة، ونقوم بدورنا من خلال تقييم الأصوات. وأنا مؤمن وواثق ومتأكد من أن الفنانين الذين تم اختيارهم للجلوس على كرسي التحكيم هم من أصحاب الخبرة ويعرفون ماذا يقولون. أذكر أن لجنة برنامج «ستوديو الفن» كانت تضمّ أسماء كبيرة كزكي ناصيف، وليد غلمية، جورجيت جبارة وروميو لحود، وكلهم من أصحاب الخبرات ولم يكونوا مطربين، وكل واحد منهم كان في مكانه الصحيح، كما كانت هناك أكثر من فئة يتنافس عليها المشتركون. ولذلك، فإن مَن يقيّم صوتاً ليس بالضرورة أن يكون صاحب صوت جميل، لأن هناك خبراء للصوت، من دون إغفال أن الأمر يكون أفضل لو أنه يتمتّع بصوت جميل.
وعن نفسي، أقدّم خبرتي الموسيقية في البرنامج، لأنني درستُ الموسيقى. صحيح أن هناك غيري يملكون خبرات أكبر، ولكنني اكتسبتُ ما يكفي من الخبرة من خلال عزْفي مع مغنين طوال 20 عاماً، كما أنني تعلّمتُ، من خلال تعاملي مع فنانين كبار في الاستوديو، كيف أختار أغنية معيّنة لصوت معيّن، لأن الاختيار يمكن أن يُنَجِّحَ المغنّي أو يفشّله. عدا عن أن غنائي على المسرح أَكْسَبَني خبرةً في التعاطي مع الجمهور. وهذا يعني أنني أجْمع بين العلم والخبرة معاً، والأمر نفسه ينطبق أيضاً على أنغام وأسماء لمنور، كون أنغام تنتمي إلى عائلة موسيقية ودرستْ العزف على البيانو وتعرف الكثير من التفاصيل الفنية. ولذلك، نحن كلجنة عندما نقيّم صوتاً نعرف جيداً ماذا نقول.
● وهل يمكن القول إن أسماء لمنور هي الحلقة الأضعف في اللجنة من ناحية التجربة؟
– بل هي صوت كبير، كما أن لديها خبرة موسيقية كبيرة ودرستْ الموسيقى.
● لماذا وَصَفْتَ برامج الهواة الأخرى بـ«الاستعراضية»؟
– لأن تركيبتَها استعراضية، وهي تركيبة ذكية جداً وتحديداً «The Voice» الذي يُعدّ من أجمل البرامج كونه يعتمد التشويق والمنافسة. البعض انتقد برنامجنا وقال إن اللجنة هادئة وجامدة قليلاً، مع أنها في مكانها الأساسي والمُناسب، بينما في «The Voice» التَفاعُلُ مختلفٌ ويقوم على اللعبة التنافسية سواء بين المشتركين أو بين النجوم. فكرة البرنامج جميلة، ولكن أعضاءها ليسوا كلهم مُناسِبين لأن يكونوا أعضاء لجنة تحكيم، ومَن بَرَزَ بينهم وبَرْهَنَ عن قيمةٍ وطريقة جيدة في التقييم، عرَفه الناس الذين أدركوا مَن كان في مكانه الصحيح ومَن كان مجرّد نجم ولم يكن في مكانه من ناحية التقييم.
● لكن ألا ترى أن نِسَب المُشاهدة هي التي تتحكّم بمحطات التلفزيون؟
– هذا أمر خاطئ وستدفع ثمنه مع الوقت محطات التلفزيون. «الرايتينغ» مهمّ والعدد مهمّ، ولكنه لا يحدّد النوعية. وإذا استمرّ الوضع على هذا النحو، سنعاني أزمة في النوعية والمحتوى. أنا أتحدّث هنا بمسؤوليةٍ، وفي حال استمر شراء الأعداد في «السوشيال ميديا»، سنصل إلى مرحلةٍ لا نعود فيها قادرين على التمييز بين الصحّ والخطأ. وفي رأيي أنه لا يجوز استضافة فنان يهرّج على الهواء لمجرّد أنه يؤمّن نسبة مُشاهَدة، لأن هذا الأمر سينعكس سلباً على التلفزيون والمُشاهِد.
● والحفلات، ألا تميّز أيضاً بين النجومية الحقيقية والنجومية المزيّفة؟
– التفاعُل مع الفنان في «السوشيال ميديا» مهمّ جداً، ولكنه متاح أيضاً لفنان صاعِد، وبالتالي هو لا يشكل تقييماً جدياً للمحتوى أو للفنان، وهذا ما يجب أن يتنبّه له كل الفنانين.

  • الراي – من هيام بنوت
مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.