ورشة عمل لنقابة المهندسين عن ادارة بساتين الحمضيات في صيدا.. تابت: نخاف من تراجع القطاع نتيجة زراعات بديلة لأسباب تجارية بحتة

نظمت نقابة المهندسين في بيروت – الفرع السابع (المهندسين الزراعيين الاستشاريين) على مدى يومين ورشة عمل حول “التدريب الفني والميداني في ممارسات إدارة بساتين الحمضيات” في مقر نقابة المهندسين في صيدا، برعاية وحضور رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب المعمار جاد تابت ورئيسة الفرع السابع في النقابة الدكتورة ميشلين وهبه وممثلين عن الشركات والمراكز الزراعية والمهندسين الزراعيين في لبنان.



وهبه
بداية، تحدثت وهبه فقالت: “لم يكن هذا اللقاء وليد صدفة، فصيدا بوابة الجنوب، وصيدا نقطة الالتقاء بين الجبل والجنوب والعاصمة بيروت. صيدا الشعب الطيب المعطاء والارض الخصبة، الشعب الذي عمل في بساتين الليمون وكتب صفحات من تاريخ لبنان”.

أضافت: “نحن هنا في صيدا بناء على طلب واصرار نقيب المهندسين المعمار جاد تابت واعضاء مجلس النقابة ومكتب الفرع السابع ان نكون على مسافة واحدة من كل المهندسين المنتشرين على مساحة الوطن وتفعيل كل مراكز النقابة دون استثناء”.
وأثنت وهبه على دور شركة Unifert “التي تدعم النشاط والتي تتوزع في كل المناطق اللبنانية والتي يعمل فيها اكثر من 30 مهندسا وهي تأسست منذ 1968 وتقدم خدمات تجارية وفنية للمزارعين وتقديمات وتسليفات للمزارعين، هدفها إيجاد حلول للمشاكل الزراعية والنسبة التي يواجهها المزارع وتجهز مشاريع الري المدينة”.

تابت
ثم كانت كلمة للنقيب تابت فقال: “يطيب لي ان اتحدث في هذا الحفل الكريم، ونحن في الجنوب اليوم، ويعني لنا الجنوب رائحة زهر الليمون وشجرة الحمضيات والموز والتبغ، على أن شجرة الليمون تحتاج إلى عناية خاصة من المتابعة والاهتمام لتبقى متجذرة بأصالتها في هذه الارض الطيبة المعطاءة”.
واعتبر “ان زراعة الحمضيات في لبنان من الزراعات الاساسية والاقتصادية حيث تتوفر العوامل البيئية المناسبة لها، وهي تتركز في الساحل الجنوبي من صيدا الى الناقورة، في مساحات جميلة تتنفس من البحر وعمق الجبل، وفي ساحل عكار، وفي بعض الاراضي المستصلحة على ارتفاع لا يزيد عن 300 متر من المناطق اللبنانية”.

وقال: “لكن الخوف يحدونا من ان يتراجع هذا القطاع نتيجة عوامل عدة أبرزها عدم التطبيق الفعلي للاستراتيجيات والسياسات الزراعية التي يقترحها او يضعها الخبراء والمهندسون خاصة بالنسبة لمعالجة الحشرات وذبابة البحر المتوسط التي تلحق خسائر فادحة كل سنة. وبدأت تتردد على مسامعنا بدء تراجع هذه الشجرة لصالح بعض الزراعات البديلة مثل الافوكا والموز لأسباب تجارية بحتة. كنا نأمل ان يتم معالجتها بالأطر العلمية الصرفة والسياسات الزراعية الحكيمة بعيدا عن هذه الحسابات التجارية التي هي حسابات مرحلية قصيرة الامد”.

وأشار الى “ان بساتين الحمضيات الجنوبية، وتحديدا تلك الممتدة من منطقة أبو الأسود وصولا إلى الناقورة، بدأت تغزوها التغيرات، ما دفع المزارعين إلى التعويض بزراعات أخرى، ولم يعد يبق في الجنوب من بساتين ليمون إلا في ثلاث مناطق هي: سهل عدلون والدامور والمنصوري، فيما أقفلت معامل توضيب وبرادات مهمة في الجنوب كانت تصدر الحمضيات على مدار السنة وتشغل نسبة جيدة من اليد العاملة”.

وقال تابت: “ازاء كل هذه التحديات لا يمكننا الوقوف بموقف المتفرج بل يجب علينا كمسؤولين تقنيين وضع كل امكانياتنا في النقابة وخارجها للتوصل الى اعادة تطوير هذا القطاع الذي يتطلب بالدرجة الاولى اعادة اعتماد الطرق الحديثة والمتطورة في انشاء ادارة البساتين وتحسين معاملات ما بعد القطاف من اجل المحافظة على الجودة وتحسين القيمة التسويقية وبالتالي زيادة الدخل الفردي للمزارع ليبقى صامدا ومتابعا لهذه الشجرة الخيرة”.

وختم: “مراكزنا التدريبية في خدمة المهندسين الزراعيين والتقنيين للبدء في اجراء التدريبات النظرية اللازمة لكيفية العناية ببساتين الليمون والحمضيات ووضع الخبرات اللازمة لإعادة احياء هذا القطاع على اسس علمية سليمة ومتطورة، لتبقى هذه الشجرة جزءا من الزراعات الاساسية في لبنان”.

محاضرات
ثم تحدث الخبير الزراعي الدولي والمهندس في ادارة البساتين والحقول رامون نافيا عن ادارة بساتين الحمضيات لجهة التشذيب والري والعلاجات والتخصيب والتسويق متناولا نماذج من اسبانيا والعالم.
وتناول الخبير في تسميد الاشجار المثمرة جوزف افرام في محاضرتين، اهم العناصر الغذائية وأهميتها في تغذية الحمضيات، فضلا عن الاضطرابات الفيزيولوجية وكيفية علاجها.

جولة
بعد ذلك، جال المشاركون في ورشة العمل على بستان المصيلح لصاحبه عضو المجلس التنفيذي لتجمع مزارعي الجنوب ورئيس جمعية تعاونية الانتاج وتصريف الموز والحمضيات في صيدا والجنوب محمد علي نحولي الذي اكد “ان البستان تم تأسيسه سنة 1958 ويحتوي على جميع انواع الحمضيات وبدأ تغيير بعض المزروعات فيه منذ العام 2014 مثل الليمون الشموطي والافوكا والموز بسبب العوامل الاقتصادية وتصريف الانتاج”.

وأخيرا، جرى تحضير وتقديم الطعام من البساتين والحقول المزروعة.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.