أسامة الرحباني: متساوون بالإرث الرحباني… و«ما حدا كبير على حدا»

يؤكد المؤلف الموسيقي أسامة منصور الرحباني أن المجتمعات العربية لم تتقبّل حفلات «الأونلاين»، لأنها جديدة عليهم، على عكس الغربيين، معتبراً أن هذه الحفلات هي الوسيلة الوحيدة البديلة عن الحفلات الجماهيرية في زمن «كورونا»، ومتمنياً ألا تُعمَّم هذه التجربة كي لا يفتقد الفنان حضور الجماهير في الحفلات.

وفي حوار مع «الراي»، لم يغب عنه الخلاف مع أولاد عمه ريما وزياد عاصي الرحباني، طلب أسامة منهما أن يطبّقا على نفسيْهما ما يطلبانه من غيرهما، مؤكداً أنه «ما حدا كبير على حدا»، وأنه وإخوته يمثلون 50 في المئة من ورثة الأخوين الرحباني، ومتوجّهاً إليهما من دون تسميتهما بالقول «طبِّقوا على أنفسكم قبل أن تطبّقوا على غيركم، وعندما تفعلون ذلك، عندها يمكن أن نتكلم».

• كيف ترى الحركة الغنائية «أونلاين» في زمن «كورونا»؟

– هذه الحركة لم يتعوّد عليها رواد «السوشيال ميديا» لأنها جديدة عليهم، وهي في الغرب موجودة ويتم التفاعل معها بشكل أكبر، بينما عندنا الناس يملّون منها مع أنها ضرورية في زمن «كورونا» وتحلّ مكان الأداء المباشر للفنان داخل القاعة أو الصالة بحضور الجمهور.

ولا شك في أن الناس سيعتادون عليها مع الوقت، مع أننا نتمنى ألا تُعمَّم كي لا نفتقد حضور الناس في الحفلات الكبيرة داخل الصالات.

الغناء «أونلاين» ضروري وهو يعطي نوعاً من الحيوية للحركة الفنية ولاستمرار عمل الفنانين، كي يظلوا على تواصل ونشاط فني.

«غذاء روحي»

• وهل يمكن القول إن الغناء هو القطاع الأكثر تضرُّراً في ظلّ نشاط واضح للحركة الدرامية؟

– الفن بمجمله يُعتبر من الكماليات، وهو أول قطاع يتوقّف في الحروب وآخِر قطاع يعاود نشاطه بعد انتهائها. لا يمكن للإنسان أن يتخلّى عن الدواء والغذاء وغيرهما من الأشياء الضرورية.

مع أنني أعتبر أن الفن والثقافة هما نوع من الغذاء الروحي والفكري للإنسان.

لكن الحفلات الغنائية أو الموسيقية تتطلّب حضور الجمهور، والتركيز والتفاعل والاختلاط مع الناس، في حين أن الوضعَ يختلف بالنسبة إلى الدراما التي هي اليوم في أفضل أحوالها، لأن المنصات بحاجة إلى هواء وهي تملأه بالمسلسلات.

مجرّد تواجد أي عمل على منصة، يعني الحاجة إلى مشاهدة الدراما أكثر، وتالياً ازدياد أعداد الأعمال لأن هناك طلباً عليها، على عكس الموسيقى والحفلات التي تشهد تَراجُعاً كبيراً في الظروف التي نعيشها.

«اتهامات باطلة»

• بعد حفلك الأخير مع هبة طوجي، شنّت ابنة عمك ريما الرحباني هجوماً عنيفاً عليك، وهي اتهمتْك بوضع اسمك كملحّن على أغنية «حبيتك بالصيف»، ووصل الأمر إلى قرار صدر باسمها وباسم زياد يحذّر من إعادة تسجيل أو تصوير أو توزيع أعمال فنية للأخوين الرحباني من دون إذنهما؟

– بالنسبة إلى الاتهامات الباطلة، فأنا لم أضع اسمي أبداً كملحّن على عمل «حبّيتك بالصيف»، الذي كانت مدته دقيقتين ونصف الدقيقة فقط.

أما بالنسبة إلى «الصولو» الذي تلاه، فلا علاقة له، وهو كان رائعاً وحظي برواجٍ كبير في الصالة وعلى «السوشيال ميديا»، ورافقتْه حركةٌ راقصةٌ عبارة عن مشهد لبناني، يحكي عن أجواء معينة مع إيقاعات.

الأغنية أدّتها «ديفا» بالجاز واسمها «ميلودي غاردو» والشخص المعني بالانتقاد لم يعرف ما الفارق بين «ميلودي» و«ميلودي غاردو».

والتلفزيون ذكر أسماء الفنانين الذين قدّموا العمل، وهما «ميلودي غاردو» وماتيو شديد وأسامة الرحباني وإبراهيم معلوف.

وللأسف لا أعرف ماذا حصل للشخص الذي كان يشاهد وكيف فسّره.

كل الاتهامات باطلة ومسيئة بحقنا وبصدقية الشخص الآخَر، ومَن يفعلها يسيء إلى نفسه وهذا ما حصل فعلاً، ونحن أصدرنا بياناً مفصلاً وواضحاً ورسمياً عن طريق محامٍ حول كل المواضيع كوننا نمثل 50 في المئة من ورثة الأخوين الرحباني.

وأنا أقول ابدأوا بأنفسكم وطبِّقوا على أنفسكم قبل أن تطبّقوا على غيركم، وعندما تفعلون ذلك، عندها يمكن أن نتكلم. ولا يمكنني أن أضيف المزيد، و«ما حدا كبير على حدا»، بل نحن متساوون بالإرث الرحباني كما أنتم.

«الزواج أجمل شيء»

• في رأيك إلى أي حد يمكن أن ينعكس زواج هبة طوجي على مسيرتها الفنية، خصوصاً أنكما شريكان في الفن كما في النجاح؟

– أولاً، أريد أن أقدّم التهنئة لهبة بمناسبة زواجها من المؤلف والعازف إبراهيم معلوف، وأتمنى لها حياة سعيدة، والزواج هو أجمل شيء يمكن أن يفعله الإنسان.

وبالنسبة إلى حياتها الشخصية، فلا علاقة لها بالعمل، وأنا وهي نعرف بعضنا جيداً من ناحية العمل، ولا أحد يعرف هبة بقدر معرفتي لها، ولا أحد يعرفني بقدر معرفتها بي، لأنه يجمع بيننا تَكامُل فكري وأخلاقي وروحي وعملي واجتماعي.

الحياة ستستمر بشكل عادي، والكونسرت الأخير الذي قدّمناه («متحدون من أجل لبنان» في الأولمبيا باريس دعماً للشعب اللبناني بعد انفجار مرفأ بيروت) كان أكثر من رائع، بسبب ما فعله إبراهيم معلوف، من خلال جمْعه لكل الفنانين الذين شاركوا فيه ومن بينهم أنا وهبة.

هبة لديها شخصية رائعة وقوية وتعرف ماذا تريد ولا أحد يمكن أن يُمْلي عليها شيئاً.

الحياة مستمرة وعلاقتنا على الصعيد الفني رائعة ونحن نحضّر حالياً لأسطوانة، وبانتظارنا الكثير من المشاريع المستقبلية، حتى إننا قمنا بتسجيل أغنية جديدة، في اليوم الذي تلا الحفل مباشرة، وهي من أشعار منصور الرحباني، وستُطرح قريباً.

• عاودت هبة قبل أيام عدة طرح أغنية «إذا رجع وقلي بحبك» بأسلوب جديد. ما الأسباب التي تدفع الفنان إلى معاودة طرح أغنية؟

– هذا المشروع وُلد في فترة «كورونا» في أبريل الماضي، ويومها قالت لي هبة إنها تريد أن تجمع 3 أغنيات في عمل واحد على أن تكون الموسيقى المرافِقة له غير إلكترونية.

وهذا ما حصل فعلاً، من خلال استخدام البيانو والرباعي وتري والكونتر باس والغيتار في بعض القطع.

نفذنا قطعة جديدة اسمها «روح يا قمر» من تأليف موسيقى يزن الهاجري وشعر غدي الرحباني وإعدادي وتوزيعي، والثانية «يمكن أحلى فل» من مسرحية «الانقلاب» لمروان وغدي الرحباني، بعد أن غيّرت مقطعاً فيها وعدّلتها، و«إذا رجع وقلّي بحبك» من مسرحية «جبران والنبي»، وهي من شعر والدي الراحل منصور الرحباني والتي أعدنا توزيعها العام 2017 وكانت ضمن ألبوم «هبة طوجي 30»، وقررنا إعادة تقديمها بشكل مصغّر وبأداء هبة الرائع.

الفكرة لهبة والإخراج لنادر موصلي، ونحن نفذنا في أجواء «كورونا» رغبةً منا في الاستمرار إنتاجياً ومع الجمهور.

هذه الأغنية جميلة جداً ويمكن تقديمها بأطر عدة.

الراي – هيام بنوت

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.