برنياع يطالب بـ «هجوم واسع» في لبنان وهاليفي يفضل «تحييد الحزب» عن الرد

هجوم تل ابيب (ا ف ب)

استعرض رئيس جهاز «الموساد» دافيد برنياع، ورئيس الأركان الجنرال هيرتسي هليفي، موقفين مختلفين من الوضع على الحدود الإسرائيلية – اللبنانية في لبنان فجر الجمعة، خلال مداولات أمنية سبقت اجتماع مجلس «الكابينيت» المصغر، في حين قرر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تجنيد آلاف جنود الاحتياط.

كما تستعد إسرائيل، لنشر تعزيزات أمنية في أعقاب هجومين أسفرا عن مقتل ثلاثة أشخاص، في الداخل.

ونقل موقع «واللا» عن مصدر أمني، إن موقف برنياع، يتمثل في أنه يوجد احتمال كبير أن يرد «حزب الله» في كل الأحوال على القصف الإسرائيلي، «لذلك يجب تنفيذ هجوم واسع» في لبنان.

ولفت إلى أنه بعد إطلاق القذائف الصاروخية من جنوب لبنان باتجاه منطقة الجليل الغربي، نقل الحزب رسائل إلى إسرائيل بواسطة فرنسا وجهات دولية أخرى، جاء فيها أنه لم يعلم بوجود تخطيط لتنفيذ إطلاق قذائف صاروخية، وأنه لم يوافق على إطلاقها.

وأضاف المصدر أن المعلومات الاستخباراتية تدعم رواية «حزب الله».

من جهته، قال هاليفي إن «مصلحة إسرائيل هي إبقاء حزب الله خارج جولة التصعيد الحالية»، معتبراً أنه «إذا ركز القصف على أهداف (حركة) حماس في لبنان، فإن حزب الله لن يتدخل بالضرورة».

إلى ذلك، قدر مسؤولون في مكتب نتنياهو، أن «جولة التصعيد انتهت» بعد الهجمات التي نفذتها إسرائيل في قطاع غزة ولبنان ليل الخميس – الجمعة.

وأضافوا أن جميع الأطراف ليسوا معنيين بتصعيد آخر، رغم إيعاز هليفي، باستدعاء قوات الاحتياط، خصوصاً في سلاح الجو ووحدات الدفاع الجوي.

وأشار «واللا» إلى أن غاية إسرائيل الأساسية، الامتناع عن مواجهة واسعة مع «حزب الله في توقيت غير مريح»، والامتناع أيضاً عن «توحيد جبهة لبنان مع جبهتي غزة والضفة الغربية، الذي سيكون إنجازاً لحماس»، في حين اعتبر مسؤولون أن «هذه الغاية تحققت».

ومساء الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي، إسقاط مسيّرة انطلقت من لبنان، فيما نقلت إذاعة الجيش، عن مصادر أمنية أن «الدرون تابعة لحزب الله».

هجومان وتعبئة أمنية

من جانب آخر، وفي أعقاب الهجوم في تل ابيب الذي وقع أثناء أسبوع عيد الفصح اليهودي، أمر نتنياهو «الشرطة بتعبئة جميع وحدات شرطة الحدود الاحتياطية والجيش بتعبئة قوات إضافية لمواجهة الهجمات الإرهابية».

وجاء قرار نتنياهو بعد مقتل سائح إيطالي (36 عاماً) وإصابة آخرين ليل الجمعة – السبت دهساً وسط تل أبيب، في عملية نفذها الاستشهادي الفلسطيني من مدينة كفر قاسم العربية يوسف أبوجابر (45 عاماً)، وهو أب لخمسة بنات.

وأسفر الهجوم أيضاً عن إصابة سبعة أشخاص تراوح أعمارهم بين 17 و74 عاماً.

ومن بين الذين عولجوا في مستشفى إيخيلوف في تل أبيب أربعة سياح هم ثلاثة بريطانيين وإيطالي.

في وقت سابق الجمعة، قتلت شقيقتان من مستوطنة إفرات تبلغان 16 و20 عاماً، وأصيبت والدتهما بجروح خطرة.

وتعرضت الشقيقتان الحاملتان الجنسيتين الإسرائيلية والبريطانية لإطلاق نار على سيارتهما في غور الأردن.

وأعلنت الشرطة أنه سيتم نشر أربع كتائب احتياط من قوة حرس الحدود بدءاً من اليوم وسط المدن، بالإضافة إلى الوحدات التي تم استدعاؤها بالفعل في منطقة القدس ومدينة اللد المختلطة.

وبحسب عضو الكنيست ووزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان، فإن نتنياهو، جرّ إسرائيل، خلال ثلاثة أشهر، إلى «وضع مستحيل».

وأمس، أعلن الجيش الاسرائيلي، أنه تعرض لإطلاق نار قرب قرية يعبد الفلسطينية شمال الضفة.

من جانبها، اعتبرت حركة «حماس» أن هجوم تل أبيب يأتي «في سياق الرّد الطبيعي والمشروع على عدوان الاحتلال وحكومته الفاشية ضدّ المسجد الأقصى المبارك».

في المقابل، عبّرت واشنطن، عن تأييدها حقّ تل أبيب في الدّفاع عن النفس إثر هجومَي تلّ أبيب وغور الأردن، وإطلاق صواريخ من لبنان.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة فيدانت باتيل في بيان، إنّ «استهداف مدنيّين أبرياء، من أيّ جنسيّة كانوا، هو أمر غير مقبول»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة تقف إلى جانب حكومة إسرائيل وشعبها».

وفي القاهرة، قالت مصادر لـ «الراي»، إن الساعات الأخيرة شهدت اتصالات مع جهات أممية، جنباً إلي جنب مع اتصالات مع رام الله وتل أبيب وواشنطن وفصائل غزة، في اتجاه وقف التصعيد، والتوصل إلى «هدنة جديدة».

وأكدت أن القاهرة أرسلت وفداً رفيع المستوى لرام الله وغزة وتل أبيب، وتتواصل مع واشنطن، لمنع تدهور الأوضاع أكثر.

وفي بروكسيل، دان الاتحاد الأوروبي الهجمات في إسرائيل وإطلاق الصواريخ من لبنان باتجاه الدولة العبرية، ودعا إلى «ضبط النفس».

الراي – محمد أبوخضير وزكي أبوالحلاوة ـ محمد عمرو

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.