الحق يعود الى أصحابه.. علم أذربيجان يرفرف بمدينة لاتشين

العلم الأذربيجاني يرفرف بمدينة لاتشين

“عدنا نحن الأذربيجانيون اليوم الموافق 26 أغسطس/آب إلى مدينة لاتشين”، بهذه الكلمات أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، عودة مدينة لاتشين في قره باغ، وقريتي زابوخ وسوس، لسيطرة بلاده.

هي المدينة الصَقر، وهو الشعب الذي لم ولا يتسكين تحت قيادة قائد أحب وطنه وأحب شعبه، قبل ان يستعيد كامل الأرض وحبات التراب التي تتعطر بدماء ذكية عند كل فجر تاريخ، هي الأمة التي حُملت جبالها ووديانها على اكتاف أجيال احبت ارض النار وغُرست فيها فلم يقو عليها لا ظالم ولا مستبد، شعبٌ يؤمن بأن “الحق يعلو ولا يعُلى عليه”، وها هو الحق يحلّق عالياً الى جانب علم أذربيجان ليعيد المدينة الحبيبة الى حيث يجب ان تكون.

واعلنت عودة مدينة لاتشين وقريتي زابوخ وسوس إلى أذربيجان، في بيان ضمن إطار الإعلان الثلاثي الموقع في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 مع أرمينيا.

وأمل البيان أن يساهم التطور المذكور، الذي يشكل خطوة مهمة نحو إحلال السلام والاستقرار جنوبي القوقاز، في التطبيع الإقليمي وكذلك العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا.

ورفع جنود أذربيجانيون، علم بلادهم في مدينة لاتشين بعد بسط سيطرتهم عليها إثر مغادرة وحدات روسية ومستوطنين أرمن.

مدخل مدينة لاتشين بعد تحريرها

وبالعودة الى التاريخ فقد احتلت أرمينيا لاتشين في مايو/ أيار 1992، وخلال الأعوام الـ 30 التي خضعت فيها للاحتلال شهدت المنطقة توطين أرمينيين بطرق غير شرعية عبر استقدامهم، خاصة من سوريا ولبنان.

وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوما، اطلق خلالها الجيش الأذربيجاني عملية لتحرير أراضيه المحتلة في إقليم “قره باغ”، أعلنت روسيا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظات محتلة.

وتعدّ لاتشين، الممر الذي يربط بين مدينة “هانكندي” الأذربيجانية التي يسكنها أغلبية أرمينية، وبين أرمينيا، إذ أن هذا الممر يمر من لاتشين نفسها.

وأعربت وزارة الخارجية التركية في بيان لها عن امتنانها وسرورها لعودة مدينة لاتشين وقريتي زابوخ وسوس اليوم الى أذربيجان بموجب التفاهم الثلاثي.

كما أعربت الوزارة في البيان عن أملها ان يساهم هذا الحدث، الذي هو خطوة مهمة في إحلال السلام والاستقرار في جنوب القوقاز، في التطبيع الإقليمي كما كان في العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا.

وجاء في البيان ان تركيا ستتواصل دعمها لوحدة أراضي وسيادة أذربيجان الشقيقة كما فعلته حتى الآن.

وتشهد منطقة كاراباخ إعادة إعمارٍ تحت قيادة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الذي سارع نحو ترميم البنى التحتية الحديثة كبناء طريقٍ سريعٍ جديد يمر عبر مدينة لاتشين الأذربيجانية ويربط ما بين منطقة كاراباخ الأذربيجانية وأرمينيا. ما يثبت التزام أذربيجان بالسلام وسعيها نحو الاستقرار الإقليمي بدلاً من النزاع.

أذربيجان وأرمينيا تتجهان لتوقيع اتفاق سلام

هذا وتتجه أذربيجان وأرمينيا لإعداد مسودة اتفاق سلام بينهما، والذي من المقرر أن ينظم العلاقات بين البلدين الجارين. وعقب معارك إقليم ناغورني قره باغ التي جرت عام 2020، وانتهت بانتصار القوات الأذرية على نظيرتها الأرمنية، دخلت العلاقات بين باكو ويريفان مرحلة جديدة. وإلى جانب روسيا، دخل الاتحاد الأوروبي أيضا على خط الوساطة بين أذربيجان وأرمينيا.

وفي هذا الإطار، التقى الرئيس الأذري إلهام علييف مع رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، ثلاث مرات (ديسمبر 2020، والثلاثين من مارس، والثاني والعشرين من مايو 2022) في بروكسل، بوساطة تشارلز ميشيل، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي.

وشهدت اللقاءات هذه التوصل إلى توافقات حول بدء لجان رسم الحدود مهامها وفتح خطوط النقل بين البلدين. وأما الاجتماع الأخير بين علييف وباشينيان وبوساطة ميشيل، والذي عقد الأربعاء، فقد شهد اتفاق البلدين على تسريع العمل من أجل الحصول على نتائج بشأن اتفاقية السلام.

كما أسفر الاجتماع الثلاثي الأخير عن اتفاق البلدين على تكثيف العمل الأساسي لتحقيق تقدم بخصوص اتفاقية السلام، التي ستحكم العلاقات بينهما. وكلف علييف وباشينيان وزيري خارجية البلدين بالاجتماع في غضون شهر للعمل على مسودات نصوص الاتفاقية. وعقد الاجتماع الثلاثي المذكور الأربعاء في العاصمة البلجيكية بروكسل، بموجب الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأذري ورئيس وزراء أرمينيا في السادس والعشرين من نوفمبر 2021.

أذربيجان تطالب بالكشف عن مصير مواطنيها المفقودين لدى أرمينيا

وفي اواخر الشهر المنصرم دعا وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيرموف، المجتمع الدول لممارسة الضغط على أرمينيا لكشف مصير 3 آلاف و890 أذربيجانيا مفقودين لدى أرمينيا.

وأشار بيرموف في تغريدة على تويتر الثلاثاء، إلى أنّ مواطني بلاده المفقودين تم أسرهم إبان معركة قره باغ الأولى (1988- 1994).

ودعا وزير الخارجية المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في إطار القانون وممارسة الضغط على أرمينا لكشف مصير المفقودين.

العثور على 1318 لغما في منطقة لاتشين

هذا وأعلنت لاحقا وزارة الدفاع الأذربيجانية العثور على 1318 لغما في منطقة لاتشين التابعة لإقليم “قره باغ”، بعد سيطرتها عليها إثر مغادرة وحدات روسية ومستوطنين أرمن، بموجب اتفاق.

وأفاد بيان صادر عن وكالة تفكيك الألغام التابعة للدفاع الأذربيجانية، الأربعاء، بأن الألغام المزروعة بشكل جماعي في حقول لاتشين، هي من النوع المضاد للأفراد.

وأوضح البيان أن الفرق المختصة عثرت على 1318 لغما من الطراز المذكور في لاتشين، خلال الفترة بين 15 – 31 أغسطس/ آب الجاري.

وأشار إلى أن جميع الألغام التي عثر عليها مصنعة من قبل أرمينيا عقب معارك “قره باغ” الأخيرة.

ولفت إلى أن استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد، يعد انتهاكاً لمعاهدة أوتاوا لحظر الألغام.

ووصف البيان تصرف أرمينيا بـ “إرهاب الألغام”، مبيناً أنه يظهر مرة أخرى النية العدائية ليريفان.

ميشال الزييدي – سيدر نيوز

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.