آخر يهودي في أفغانستان يسعى لمغادرة بلاده خوفا من طالبان

قرر زيبولون سيمينتوف، آخر يهودي في أفغانستان، مغادرة بلاده خوفا من احتمال عودة حركة “طالبان” إلى السلطة بعد رحيل القوات الأمريكية بحلول شهر سبتمبر القادم.

ورفض سيمينتوف مغادرة أفغانستان لعقود، ونجا من عدة حروب، منها الحرب الأهلية الدامية وحكم “طالبان”، لكن عناده بلغ حدوده، إذ إن احتمال عودة الحركة المتطرفة إلى السلطة أقنعه أخيرا بأن الوقت قد حان لحزم أمتعته.

وقال سيمينتوف لوكالة “فرانس برس” في الكنيس اليهودي الوحيد في كابول الواقع في مبنى قديم وسط العاصمة: “لماذا أبقى؟ إنهم (طالبان) يعتبرونني كافرا”.

وأضاف “أنا الأخير، اليهودي الوحيد في أفغانستان .. قد تزداد الأمور سوءا بالنسبة لي هنا. قررت المغادرة إلى إسرائيل إذا عادت طالبان”.

ويبدو أن هذا الاحتمال ممكن. فقد أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن رحيل قوات بلاده بحلول 11 سبتمبر عن أفغانستان، في الذكرى العشرين لهجمات العام 2001، فيما وصلت محادثات السلام بين “طالبان” والحكومة إلى طريق مسدود.

وزيبولون الذي ولد في خمسينات القرن الماضي في مدينة هرات في غرب أفغانستان التي كانت في السابق ملجأ لعائلات التجار اليهود الأثرياء، جاء إلى كابول في أوائل الثمانينات بسبب الهدوء النسبي الذي كان سائدا في العاصمة آنذاك.

واليهود موجودون في أفغانستان منذ أكثر من 2500 عام. عاش عشرات الآلاف منهم في هرات حيث تشهد أربعة كنس يهودية على الوجود القديم لهذا المجتمع في المدينة.

الكنيس منهوب

لكن منذ القرن الـ19، غادر اليهود البلاد تدريجا، ويعيش الكثير منهم الآن في إسرائيل. على مر العقود، غادر أفغانستان كل أفراد عائلة زيبولون، بمن فيهم زوجته وابنتاه. وهو متأكد الآن أنه آخر يهودي أفغاني في البلاد.

مرتديا الشلوار، وهو اللباس الأفغاني التقليدي المؤلف من قميص طويل فوق سروال فضفاض، وواضعا كيبا سوداء على رأسه، يتذكر بحنين “الفترة المباركة”، كما يصفها، في السبعينات.

وأكد زيبولون الذي قال إنه فخور بكونه أفغانيا، “تمتع المؤمنون بكل الأديان بالحرية الكاملة بممارسة عبادتهم في ذلك الوقت”.

لكن التطورات الأخيرة في البلاد جعلت واقعها مريرا، خصوصا بين عامي 1996 و2001 عندما كانت طالبان في السلطة وفرضت رؤيتها الأصولية.

حتى أنها حاولت إجباره على ترك دينه.

وأوضح “نظام طالبان المشين وضعني في السجن أربع مرات” ذاكرا واقعة اقتحمت خلالها مجموعة من مقاتلي طالبان الكنيس. قالوا “إنها إمارة إسلامية وليس لليهود أي حقوق هنا”.

نهب مقاتلو طالبان المكان ومزقوا كتبا عبرية وحطموا شمعدانا يهوديا وأخذوا كتاب توراة قديما، وفقا له.

ورغم كل شيء، ما زال زيبولون يرفض مغادرة بلاده. وقال بفخر وهو يقبل أرضية الكنيس “قاومت. لقد جعلت دين موسى يفتخر به هنا”.

مدينة هرات في غرب أفغانستان كانت ملجأ لعائلات التجار اليهود

فقدت الثقة

يواصل زيبولون الاحتفال اليهودية، في الكنيس وأحيانا برفقة أصدقاء مسلمين.

وتابع متحدثا بلهجة مدينة هرات وهي إحدى اللغتين الرسميتين في البلاد “لولاي، كان الكنيس قد بيع عشرات المرات”.

استطاع زيبولون الصمود من خلال الصدقات التي قدمها له أصدقاؤه وأقاربه. يعد وجباته على موقد غاز صغير في الغرفة على سجادة حمراء. على طاولة في إحدى الزوايا، كتب وصور لابنتيه يقبلها دون توقف.

يعترف زيبولون بأنه اعتقد عام 2001، عندما أطيحت حركة طالبان من السلطة بعد التدخل الأميركي، أن البلاد ستزدهر وقال بأسف “اعتقدت أن الأوروبيين والأميركيين سيحلون مشكلات هذا البلد لكن لم يكن الأمر كذلك”.

سيأسف جيرانه لرحيله. وقال شاكر عزيزي الذي يدير محل بقالة مقابل الكنيس “لقد كان زبونا لدي لمدة 20 عاما إنه رجل طيب. إذا غادر، سنفتقده”.

لكن زيبولون يخشى المصير الذي ينتظره إذا بقي، مقتنعا بأن حركة طالبان لم تتغير وأوضح “ما زالت طالبان كما كانت قبل 21 عاما”.

وختم “لقد فقدت الثقة في أفغانستان لم تعد هناك حياة هنا” آملا بأن يشعر بأنه في وطنه في إسرائيل.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.