الدولار يطارد عملات العديد من دول الشرق الأوسط.. فمن هي؟

هل تكون مصر الدولة الوحيدة بالمنطقة التي تخفض عملتها مقابل الدولار؟.. سؤال أثير بعد مكاسب قوية للأخضر أمام عملات الأسواق الناشئة.

قامت مصر الأسبوع الماضي بخفض قيمة عملاتها أمام الدولار الأمريكي بالتزامن،مع زيادة سعر الفائدة الرئيسية بمقدار 100 نقطة أساس بشكل مفاجئ.

لكن سيناريو التحرك المفاجئ في مصر متوقع أن يتكرر مرة أخرى ولكن في دول مجاورة، على خلفية التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية على أوكرانيا.

وتوقع تحليل نشرته وكالة “بلومبرج” أن مصر لن تكون الوحيدة في الشرق الأوسط التي ستضطر لخفض قيمة عملتها المحلية.

حرب أوكرانيا السبب
وبحسب التحليل الذي كتبه المحللان الاقتصاديان زياد داوود وبوينجوتلو جيزالاهو فإن العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تواجه خطر خفض قيمة عملاتها نتيجة الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن حرب أوكرانيا، وما أدت إليه من ارتفاع كبير في أسعار النفط الخام والعديد من السلع الأساسية في الأسواق العالمية، وتدهور احتياطيات النقد الأجنبي لدى هذه الدول.

لبنان ومصر وتونس
وبحسب تحليل بلومبرج فإن الدول المستوردة للنفط مثل لبنان ومصر وتونس تواجه خسائر كبيرة نتيجة ارتفاع أسعار السلع. واضطرت مصر بالفعل لخفض قيمة عملتها المحلية بنسبة 15% مع زيادة الفائدة في اجتماع طارئ للجنة السياسة النقدية في البنك المركزي المصري يوم 21 آذار/مارس الحالي.

وإذا كانت مصر قد سبقت الدول الأخرى في التحرك لتخفيض قيمة العملة، وزيادة الفائدة، فمن المنتظر أن تكون تونس ولبنان التاليتين في اتخاذ خطوات مماثلة وربما بدرجات أكبر.

فلبنان على سبيل المثال سجل تضخما بمعدل 215% خلال شباط/فبراير الماضي، في ظل أزمة مالية طاحنة. كما أن مؤسسة فيتش للتصنيف الائتماني خفض تصنيف الديون السيادية لتونس إلى درجة “عالي الخطورة” يوم 18 آذار/مارس الحالي.

في المقابل هناك دول شرق أوسطية تجني مكاسب كبيرة من تداعيا الحرب الأوكرانية وبخاصة دول مجلس التعاون الخليجي المصدرة للنفط، والتي تشهد تدفقات نقدية هائلة نتيجة ارتفاع أسعار النفط. ومن المتوقع أن تساعد هذه الإيرادات في التغلب على آثار ارتفاع أسعار واردات تلك الدول من السلع الأخرى.

وفي سلطنة عمان قال السلطان هيثم بن طارق اليوم “سنسعى لاستغلال ارتفاع إيرادات النفط بأكبر قدر ممكن للتخلص من الدين العام للبلاد… وما سيتبقى سيتم إنفاقه على المشروعات التنموية”.

وكانت وزارة المالية العمانية قد ذكرت في كانون الثاني/يناير الماضي أنها تتوقع وصول عجز ميزانية العام الحالي إلى 3.9 مليار دولار في حال وصول متوسط سعر النفط إلى 50 دولارا للبرميل، في حين لا يقل سعر النفط حاليا عن 100 دولار للبرميل.

وفي العراق الغني بالثروة النفطية، مازالت الحكومة تحتاج إلى تقديم الدعم للمستهلكين الذين يعانون من ارتفاعات الأسعار..

ويقول المحللان زياد داوود و وبوينجوتلو جيزالاهو إنهما حددا موقف الـ 14 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خطر خفض قيمة عملاتها على أساس أربعة مقاييس هي:

أولا: كمية صادراتها من السلع والخدمات إلى كل من روسيا وأوكرانيا، اعتمادا على المعلومات الموجودة في قاعدة بيانات “إحصائيات اتجاه التجارة” التابعة لصندوق النقد الدولي.

ثانيا: مدى اعتماد الدول على استيراد الوقود من الخارج، وذلك عتمادا على قاعدة بيانات منظمة التجارة العالمية.

سعر الدولار اليوم في السودان الثلاثاء 8 مارس 2022.. ما تأثير تعويم الجنيه؟
ثالثا: مدى الاعتماد على استيراد الغذاء من الخارج وذلك اعتمادا على قاعدة بيانات منظمة التجارة العالمية.

واخيرا احتياطيات النقد الأجنبي لتلك الدول وذلك اعتمادا على التوقعات الاقتصادية الإقليمية الصادرة عن صندوق النقد الدولي.

أسعار الدولار تقفز في مصر والسودان
ويوم الإثنين الماضي قفز سعر الدولار في مصر، في تعاملات البنك المركزي والبنوك الحكومية والخاصة، بعد أن خفضت الحكومة المصرية قيمة الجنيه المصري بالتزامن مع رفع أسعار الفائدة.

وشهدت الأسعار في البنوك المصرية قفزة كبيرة يوم الإثنين الماضي ليتراوح سعر شراء الدولار ما بين 18.15 و18.17 جنيه فيما تراوحت أسعار البيع ما بين 18.25 و18.27 جنيه للدولار، وذلك بعد أن كان يتم تداوله عند مستوى 15.65 جنيه للبيع و15.75 جنيه في اليوم الذي سبقه.

وخلال تعاملات اليوم سجل الدولار 18.32 جنيه للبيع و18.42 للشراء بحسب موقع البنك المركزي المصري.

يأتي هذا في الوقت الذي يشهد في الدولار قفزات متوالية في السودان خاصة عندما أعلن البنك المركزي السوداني تعويم العملة الوطنية وعدم تدخله في أسعار الصرف وترك آلية تنظيمها في البنوك وذلك في السابع من الشهر الجاري.

وشهد يومها الدولار قفزة كبيرة في البنوك الخاصة وبلغ الدولار نحو 530 جنيهًا للبيع و 533.975 جنيهًا للبيع بعد أن كان صرف الدولار قبل قرار تحرير الصرف 467 جنيهًا.
العين

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.