إسرائيل تعرب عن خيبتها من تصريحات بايدن حول “وقف تزويدها بأسلحة”، وثمانون ألف فلسطيني “نزحوا قسرياً” من رفح مؤخرا

أعرب المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان عن خيبته من التصريحات الأخيرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي جو بايدن حول وقف تزويد إسرائيل ببعض الأسلحة إذا ما شنت هجوما بريا واسع النطاق على مناطق سكنية في رفح.

وقال إردان لهيئة البث الإسرائيلية “كان”: إذا مُنعت إسرائيل من دخول منطقة هامة ومركزية مثل رفح، والتي يوجد بها آلاف الإرهابيين والرهائن وقادة حماس، كيف من الممكن تحقيق أهدافنا بالضبط”، وفق تعبيره.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه “من الصعب والمخيّب للآمال أن نسمع مثل هذه التصريحات، من رئيس كنّا ممتنين له منذ بداية الحرب”.

وكان الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق من الأسبوع الحالي، قد أمر سكان مناطق محددة في رفح بإخلاء مواقعهم، والتوجه نحو “منطقة إنسانية موسعة”.

وتقول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” إن 80 ألف شخص فروا من رفح منذ يوم الاثنين، بينما أشارت الأونروا عبر منصة X، تويتر سابقاً: “إن الناس يواجهون نزوحاً قسرياً آخر، بالرغم من عدم وجود مكان آمن في قطاع غزة”.

وطالبت الأونروا “بوقف فوري لإطلاق النار”.

وبالتوازي مع ذلك، أفادت وسائل إعلام فلسطينية أن طائرات إسرائيلية وقصف مدفعي استهدف ليل وصباح الخميس منطقة حي الزيتون بمدينة غزة شمال قطاع غزة.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” عن مصادر طبية قولها إن عشرات الأشخاص قتلوا.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه شن عملية في الزيتون ونفذ ضربات على نحو 25 “هدفا إرهابيا” في الزيتون.

وقالت وسائل إعلام تابعة لوفا وحماس أيضاً إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في غارة على منزل لعائلة عيد في غرب رفح، جنوب قطاع غزة، ومن بينهم ثلاثة أطفال، أحدهم رضيع عمره عام واحد، بحسب المستشفى الكويتي.

وقال شاهد يُدعى خالد الطويل لبي بي سي: ” لقد بدأوا بقصفنا، بالرغم من وجود شيوخ ونساء وأطفال”، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي قال بأنه “توغل محدود” لكن وفق الطويل، “شاهدناهم الليلة الماضية بالقرب من مستشفى يوسف النجار شرقي رفح”.

وقال الطبيب البريطاني الدكتور جيمس سميث في رسالة صوتية: “الضربات في رفح ظلت متواصلة طوال الليل، كل عشر ثوانٍ أسمع صوت انفجار”.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، عن ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين إلى أكثر من 34900 فلسطيني فيما أصيب 78500 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة.

وأضافت في تحديث يومي أنه جرى خلال الـ 24 ساعة الماضية، تسجيل مقتل 60 شخصاً وإصابة 110 آخرين.

بايدن: إسرائيل لم تتجاوز الخط الأحمر بعد

الرئيس الأمريكي جو بايدن

Reuters

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد حذر من أنّ الولايات المتّحدة ستتوقّف عن تسليم حليفتها إسرائيل بعض أنواع الأسلحة، ولا سيّما أنواع محدّدة من القنابل والقذائف المدفعية، في حال شنّت إسرائيل هجوماً برياً واسع النطاق على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وهذه هي المرة الأولى التي يضع فيها بايدن بصورة علنية شروطاً للدعم العسكري الأميركي لإسرائيل.

وخلال مقابلة أجرتها معه شبكة “سي إن إن” الإخبارية، قال بايدن ردّاً على سؤال حول السبب الذي دفع إدارته الأسبوع الماضي إلى تعليق إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل إنّ “مدنيين قُتلوا في غزة بسبب هذه القنابل. وهذا أمر سيّئ”.

وأضاف: “إذا دخل الإسرائيليون إلى رفح فلن أزوّدهم بالأسلحة التي استُخدمت في السابق ضدّ مدن”.

وتابع: “لن نسلّمهم الأسلحة والقذائف المدفعية التي استُخدمت” حتى الآن في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

لكنّ الرئيس بايدن الذي ينتمي للحزب الديموقراطي أكّد في الوقت نفسه أنّ الولايات المتّحدة ستواصل “ضمان حماية إسرائيل بواسطة القبة الحديدية”، منظومة الدفاع الجوي الصاروخية.

وردّاً على سؤال بشأن التوغّل العسكري الإسرائيلي في رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة والتي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني، قال بايدن إنّ هذا التوغّل لم يطل “مراكز سكّانية”.

ويعني تصريح الرئيس الأميركي هذا أنّ التوغّل ليس عملية برية واسعة النطاق تستدعي ردّ فعل من جانب إدارته.

وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت إسرائيل قد تجاوزت خطاً أحمر في رفح، قال بايدن “ليس بعد”.

وأضاف الرئيس الأميركي: “لقد قلت بوضوح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولحكومة الحرب إنّهم لن يحظوا بدعمنا إذا دخلوا إلى المراكز السكانية”.

وقال: “نحن لا ننأى بأنفسنا عن أمن إسرائيل، بل ننأى بأنفسنا عن قدرة إسرائيل على شنّ حرب في هذه المناطق”.

المفاوضات

لليوم الثالث على التوالي، تتواصل في العاصمة المصرية القاهرة، أحدث جولة من جولات التفاوض الرامية للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة تتضمن صفقة تبادل بين حركة حماس وإسرائيل، وسط تضاؤل الآمال في إمكانية التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن.

وقد عاد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز إلى القاهرة مجددا، بعد أن زار إسرائيل، حيث عقد لقاءات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ورئيس جهاز الموساد ديفيد بارنياع، في محاولة لإقناع إسرائيل بالمضي قدما في المفاوضات، وتأجيل أي خطة لشن عملية برية واسعة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وأفادت قناة القاهرة الإخبارية، الممولة من الحكومة المصرية، بأن الوفد الأمني المصري المشارك في المفاوضات، يحاول تقليل الخلافات بين حماس وإسرائيل، وذلك بعد أن طلب الجانب الإسرائيلي إدخال بعض التعديلات على المقترح المصري القطري الأخير الذي أعلنت حماس الموافقة عليه قبل أيام.

وصرحت مصادر مصرية لوسائل إعلام مختلفة، بأنه كان قد تم تعديل أحد النصوص الخاصة بالتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، لينص على وقف إطلاق نار مستدام، ما قال البعض إنه قد يُفسر بأنه يفتح الباب أمام احتمال عودة إسرائيل إلى القتال من جديد دون التزام بوقفه، كما تم طرح أن تكون الهدنة بشكل دائم خلال مراحل الاتفاق الثلاثة، وليس خلال المرحلة الأولى فقط، كما كان في المقترح الأول.

كما صرح مصدر مصري لقناة القاهرة الإخبارية الممولة من الحكومة المصرية أن رئيس جهاز المخابرات العامة المصري عباس كامل اتصل هاتفيا برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في آخر محاولات التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ونقل المصدر عن هنية قوله أن الحركة تدرس العروض الحالية “بروح إيجابية”، وسيتم إرسال وفد اليومين المقبلين للقاهرة لاستكمال المحادثات.

ومن جانبه، قال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس في منشور عبر حسابه على منصة “إكس” إن إسرائيل غير جادة في التوصل إلى اتفاق، متهما إياها باستخدام المفاوضات “غطاءً لاجتياح رفح واحتلال المعبر” بحسب تعبيره. وأكد أن حماس متمسكة بموقفها الذي أبلغته للوسطاء بالموافقة على مقترح الهدنة الأخير.

وتبذل وفود التفاوض من مصر وقطر والولايات المتحدة جهودا كبيرة مع وفدي إسرائيل وحماس في مفاوضات غير مباشرة، تتواصل منذ شهور، وذلك من بعد آخر اتفاق للهدنة تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والذي تم خلاله إطلاق سراح نحو 80 رهينة لدى الفصائل الفلسطينية من المدنيين والنساء والأطفال الإسرائيليين، بجانب حملة الجنسيات الأجنبية، مقابل الإفراج عن 240 فلسطينياً من النساء والأطفال من السجون الإسرائيلية.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.