هل أضحى التطبيع السعودي الإسرائيلي مسألة وقت فقط؟

تحاول إدارة بايدن إقناع السعودية بأهمية التطبيع مع إسرائيل

Getty Images
تحاول إدارة بايدن إقناع السعودية بأهمية التطبيع مع إسرائيل

قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في أول تعليق له على احتمالات قيام علاقات ديبلوماسية بين بلاده واسرائيل، إن بلاده تقترب من تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية.

جاءت هذه التصريحات في مقابلة مطولة نادرة مع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، هي الأولى من نوعها. وأثار الأمير السعودي موضوعات عدة شملت سياسات بلاده في مجالات الاقتصاد والرياضة والنفط وحقوق الانسان والقانون الجنائي، والقضية الفلسطينية والتطبيع المحتمل مع اسرائيل والعلاقات مع الصين وروسيا والولايات المتحدة وايران واحتمال امتلاكها أسلحة نووية والحرب الروسية على أوكرانيا.

التطبيع لم يعد سرا؟

واستأثر موضوع تطبيع العلاقات مع اسرائيل وارتباطه بالقضية الفلسطينية باهتمام إعلامي واسع. فهذه أول مرة يُفصح فيها ولي العهد السعودي عن موقف بلاده من هذا الموضوع بعد صدور دلالات، عن السعودية واسرائيل والولايات المتحدة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع، تشير إلى إحراز تقدم في مسار التطبيع بين البلدين.

وقال الأمير محمد بن سلمان إن مفاوضات تجري بين الجانبين منذ مدة. وأضاف أن إقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل “تقترب من تحقيقها يوما بعد يوم”. وبشأن الدولة الفلسطينية أشار الأمير إلى ضرورة “تحقيق تقدم كبير في إنشاء دولة فلسطينية… القضية الفلسطينية مهمة للغاية وعلينا حلها”.

مفاوضات واعدة

ووصف الأمير محمد بن سلمان المفاوضات مع اسرائيل بأنها “تجري بشكل جيد حتى الآن” إلا أنه لم يشترط وقف الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية ولم ينتقد سياسات القبضة الحديدية التي تمارسها الحكومة الاسرائيلية الحالية تجاه الفلسطينيين، وهي الحكومة التي توصف بأنها الأكثر تطرفا في تاريخ اسرائيل.

ولم يشر محمد بن سلمان في تصريحاته إلى مبادرة السلام العربية التي أطلقها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز في القمة العربية في بيروت عام 2002، والتي تنص على قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967 وعودة اللاجئين الفلسطينيين وانسحاب اسرائيل من هضبة الجولان المحتلة.

واشنطن متفائلة

وأعقبت تصريحات ولي العهد لقاء جمع الرئيس الامريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، طلب خلاله بايدن

من نظيره الإسرائيلي وقف تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. في الوقت نفسه أعرب الطرفان عن تفاؤلهما بإخراج صفقة سعودية اسرائيلية الى حيز الوجود.

وفي واشنطن أصدر البيت الأبيض بيانا قال فيه إن مشاورات بايدن ونتنياهو شملت “التقدم نحو إنشاء منطقة شرق أوسط أكثر تكاملا وازدهارا وسلاما وتعميق وتوسيع التطبيع الاسرائيلي مع دول المنطقة”.

2024 عام التطبيع الكبير

وفي اسرائيل أصدر مكتب رئيس الوزراء نتنياهو بيانا أوضح فيه أن حيزا كبيرا من الاجتماع خُصص لبحث “سبل عقد اتفاق سلام تاريخي بين إسرائيل والسعودية، من شأنه أن يشكل دفعة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وتسهيل إنشاء ممر اقتصادي لربط آسيا والشرق الأوسط وأوروبا”.

وكشف إيلي كوهين وزير الخارجية في حكومة بنيامين نتنياهو في تصريحات لإذاعة الجيش أن الإطار العام لاتفاق تطبيع العلاقات مع الرياض قد يصبح جاهزا في الربع الأول من عام 2024.

بايدن يريد صفقة تطبيع

وهذا هو الإنجاز الذي تسعى إليه حكومة الرئيس جو بايدن في السياسة الخارجية قبل انتخابات نوفمبر من العام المقبل. وثمة مؤشرات على أن بايدن يريد انتزاع موافقة من الرياض لتطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل اتفاق دفاع رسمي مع الولايات المتحدة والمساعدة في تطوير برنامج نووي مدني في السعودية.

وفي رام الله لم يكن لتصريحات الأمير محمد بن سلمان وقع المفاجأة. ويبدو أن السلطة كانت على علم مسبق بسير المفاوضات الاسرائيلية السعودية. وقال السفير أحمد ديك، من وزارة الخارجية الفلسطينية في تصريحات صحفية إن الجانب السعودي أخبر السلطة الفلسطينية أنه سيطالب باتفاق يقوم على إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة”.

طريق شاق نحو التطبيع

غير أن العديد من القضايا الخلافية لا تزال تواجه عملية التطبيع السعودي الاسرائيلي بعدد من التحديات. فالرياض تسعى، من خلال التطبيع، إلى امتلاك برنامج نووي مدني بدعم أمريكي. وهو ما يثير توجسا في كل من اسرائيل والولايات المتحدة نفسها. كما أن الشركاء الحاليين في الائتلاف اليميني المتشدد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذين تعهدوا بضم الضفة الغربية بكامل مساحتها، لن يستسيغوا أي تنازلات للفلسطينيين على الإطلاق.

برأيكم

  • هل أضحى التطبيع السعودي الإسرائيلي مسألة حتمية؟
  • هل لا تزال السعودية ملتزمة بربط التطبيع بإقامة دولة فلسطينية؟
  • لماذا تمضي الرياض في التمهيد لعملية التطبيع مع اسرائيل دون ضمانات صريحة بقيام دولة فلسطينية ضمن حدود 1967
  • ماذا ستستفيد السلطة الفلسطينية من تطبيع علاقات أكبر دولة عربية وأقواها اقتصاديا مع اسرائيل؟
  • ما العبر المستقاة من عمليات التطبيع مع اسرائيل التي تمت حتى الآن ؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 22 سبتمبر/ أيلول

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس X على الوسمnuqtat_hewar@

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.