صعوبة في التعرف على الجثث التي خلفتها الكارثة في مدينة درنة

إعصار دانيال

AFP
يقوم المتخصصون بفحص الجثث بعناية لأخذ مسحة من الحمض النووي

تحذير: هذه القصة تحتوي على تفاصيل قد يجدها بعض القراء مؤلمة.

ينحني طبيب ملثم داخل كيس بلاستيكي أسود ويتفحص بلطف ساق الرجل بداخله، ويوضح قائلاً: “أولاً نحدد العمر والجنس والطول،إنه الآن في مرحلة التعفن بسبب بقاءه في الماء.”

في مرآب للسيارات بأحد مستشفى مدينة درنة شرقي ليبيا، يتم بعناية فحص وتسجيل تفاصيل الجثة التي عُثر عليها من بين جثث أخرى.

هذه الآن واحدة من أكثر الوظائف حيوية هنا، وواحدة من أكثر الوظائف المحزنة، إذ لم يعد من الممكن التعرف على الجثة بعد سقوطها في البحر لأكثر من أسبوع.

يقوم المتخصصون بفحص الجثة بعناية، لأخذ مسحة من الحمض النووي، الذي بات ضرورة في حالة وجود عائلة لا تزال على قيد الحياة تبحث عن أقاربها.

طبيب يتفحص الجثث

BBC
تقول الحكومة الليبية المعترف بها دوليا إن أكثر من ربع المباني في درنة تضررت أو دمرت بسبب كارثة الفيضانات

لا يزال أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين رسمياً، وفقاً للأرقام الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فيما يصدر الهلال الأحمر أرقامه الخاصة.

وتقول الأمم المتحدة إن عدد القتلى حتى الآن يصل إلى حوالي 11300 شخص، ولا يزال العدد الإجمالي النهائي غير واضح على الرغم من أن الأمر الوحيد المؤكد هو الحجم الهائل لهذه الكارثة.

محمد مفتاح يقول إنه متأكد من أن عائلته من بين الضحايا التي قضت في الفيضانات، وعندما ذهب ليتفقد أخته وزوجها في منزلهما بعد الفيضانات، كان المنزل قد جرفته المياه، ولم يسمع عنهما شيئاً منذ ذلك الحين.

أراني مقطع فيديو التقطه لحظة ارتفاع السيل، والمياه البنية تتدفق عبر باب منزله الأمامي، الذي أُغلق بسبب السيارات التي جرفتها المياه.

يتذكر قائلاً: “رأيت سيارات تنجرف باتجاهي فخرجت مسرعاً، اعتقدت أن الأمر قد انتهى، وأنني سأموت. وكنا نرى جيراننا يلوحون بمصابيحهم الكهربائية، وفي غضون لحظات قليلة، انطفأت الأضواء واختفت، كان هذا موقفا صعبا للغاية.”

 صابرين فرحات

Reuters
فقدت صابرين فرحات شقيقها وزوجته وخمسة من أطفاله عندما ضربت العاصفة القاتلة مدينتها

مع بدء وصول المساعدات الدولية، أعلن وزير الصحة في حكومة شرق ليبيا أن أربعة من عمال الإنقاذ اليونانيين قتلوا في حادث على الطريق المؤدي إلى درنة.

وأصيب خمسة عشر آخرون، وكانوا في طريقهم للانضمام إلى الفرق الموجودة على الأرض من فرنسا وإيطاليا.

كما قامت الكويت والمملكة العربية السعودية بنقل أطنان من الإمدادات الإضافية، والخطوة التالية هي التأكد من استخدامها بشكل صحيح وعادل.

محمد مفتاح

BBC
يخشى محمد مفتاح أن يكون بعض أفراد عائلته من بين القتلى

وقال عبد الله باثيلي، رئيس بعثة الدعم الدولية التابعة للأمم المتحدة في ليبيا، لبي بي سي عربي إن البلاد بحاجة الآن إلى إنشاء آلية شفافة لإدارة جميع التبرعات الدولية.

وهناك قلق إزاء التحديات التي تواجه التنسيق بين الحكومة في طرابلس المعترف بها دوليا، وحكومة شرق ليبيا.

فيضانات درنة

Reuters
سيارة تقع فوق مبنى سكني بعد الفيضانات القاتلة في درنة

بالعودة إلى وسط مدينة درنة، هناك بعض نقاط الضوء وسط الطين والحطام الذي يلف هذه المدينة.

وفي زاوية أحد الشوارع، تتناثر مئات الملابس الملونة في أكوام.

وعلى الجانب الآخر من الطريق، يتشكل طابور ضخم أثناء توزيع الوقود على الناجين.

ومع استمرار وصول التبرعات، يصل رجل ويضع صندوقاً من الأوشحة الدافئة عند قدمي امرأة مسنة، يقبل رأسها بحنان وهي تبتسم وتبدأ في اختيار واحدة.

هؤلاء هم الليبيون الذين يساعدون بعضهم البعض في واحدة من أسوأ لحظات الأزمة.

فيضانات درنا

BBC
تقدر المنظمة الدولية للهجرة عدد النازحين في شرق ليبيا بسبب الفيضانات بنحو 38 ألفاً

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.