اتساع دائرة الأضرار في ليبيا، واختفاء قرية بأكملها

وجه عدد من المدن والقرى الساحلية شرقي ليبيا نداءات استغاثة بعد أن عادت إليها الاتصالات التي انقطعت في وقت سابق بسبب العاصفة دانيال، فيما تستمر عمليات البحث والإنقاذ في مدينة درنة المنكوبة.

وفي وقت تشير فيه التقديرات إلى فقد آلاف الأشخاص وانتشال آلاف الجثث في مدينة درنة وحدها، يتحدث سكان مناطق أخرى تقع على الساحل الشرقي وتبعد عن درنة قرابة 80 كيلومترا عن أوضاع كارثية وعشرات المفقودين والضحايا جراء السيول.

وأدت العاصفة دانيال لقطع الاتصالات والكهرباء عن المناطق التي ضربتها شرقي البلاد، كما انهارت الطرق الساحلية التي تربط مدن الساحل الشرقي أسفل الجبل الأخضر ما تسبب في عزلها.

ولكن مع عودة الكهرباء والاتصالات أطلقت مدينتا سوسة، الواقعة على بعد 80 كيلومترا غربي درنة والمخيلي ، الواقعة على بعد 120 كيلو مترا جنوبي غربي درنة، نداء استغاثة بعد أن جرفت السيول عددا من المنازل، بعضها بساكنيها.

ما بين الجبل والبحر

يقول عبد الله زفير، أحد سكان منطقة سوسة، إن السيول جرفت قرابة 50 منزلا في مدينة سوسة.

وأضاف أن هناك جثثاً مازالت موجودة تحت المباني، مناشداً الجهات المعنية التوجه إلى المدينة فوراً ومساعدة سكانها.

ومدينة سوسة الساحلية هي إحدى المدن التي تقع بين الجبل الأخضر والبحر ما يجعلها مجرى للسيول.

ويضيف عبدالله لبي بي سي أن “المدينة لا تحتوي على أي سدود. وغزارة الأمطار التي حملتها العاصفة دانيال تسببت في سيول جارفة لم تشهدها المدينة من قبل”.

وأوضح أن “المياه بدأت تغطي شوارع المدينة وأحياءها مع دخول العاصفة دانيال، قبل أن تبدأ المياه بالجريان من الجيل والتحرك نحو البحر، ثم تحولت إلى سيول حملت المنازل في طريقها والاستراحات التي كانت على شواطئ سوسة، بعضها بساكنيها”.

وطالب عبد الله بضرورة دعم المدينة ونجدة من دفنوا تحت الركام، على حد قوله.

ودعا جهاز الإسعاف في ليبيا فرق الطوارئ للتوجه إلى مدينة سوسة لإنقاذ أكثر من ألف عائلة عالقة في المدينة، في وقت تقول فرق الهلال الأحمرفيها إنه تم انتشال عدد من الجثث من شواطئ سوسة بعضها يعود لسكان من المنطقة والبقية لأشخاص من درنة قذفت الأمواج جثثهم على شواطئ سوسة. كما تم تصنيف المدينة على أنها ثاني أكثر المدن تضررا بعد درنة.

“قرية اختفت”

أما في الجنوب الغربي من درنة وعلى مسافة تقدر بـ 120 كيلومترا، تقع قرية المخيلي والتي كانت من بين القرى التي تضررت بشكل كبير جراء السيول، وعلى الرغم من أنه لم يتم الإبلاغ عن مفقودين وحالات وفاة في القرية حتى الآن، إلا أن بي بي سي حصلت على صور من الناشط عبد القادر الجنين الذي زار المنطقة، تظهر ما تعرضت له القرية من دمار كبير.

وأعلنت مصلحة الطرق والجسور الليبية عن فتح مسار جديد للدخول إلى منطقة المخيلي بعد أن دُمرت كل الطرق الرئيسية التي تربط المنطقة بجوارها وهو ما أدى لعزلها.

كما أدت العاصفة إلى محو قرية الوردية الواقعة بين سوسة وبنغازي بالكامل بسبب السيول الجارفة.

وتقع القرية على المنحدر الغربي للجبل الأخضر. ولأنها قرية صغيرة لا يتجاوز عدد ساكنيها 500 شخص، استطاعت السيول الجارفة تدمير كل البيوت والمزارع فيها، بحسب روايات سكان القرية الذين استطاعوا الخروج من منازلهم قبل تدميرها.

وتعمل الجهات الإغاثية المحلية والدولية في ليبيا على إنشاء طرق بديلة للطرق التي جرفتها السيول بهدف إعادة ربط المدن المتضررة والوصول إليها لتقييم الموقف.

ولا توجد حتى الآن إحصائيات رسمية لعدد الضحايا والمفقودين بسبب استمرار عمليات البحث والإنقاذ، إلا أن الهلال الأحمر الليبي في درنة قال لبي بي سي إن “هناك حوالى 2000 جثة جرفتها السيول نحو البحر من مدينة درنة فقط”، مشيرا إلى أن الرياح والأمواج حملت الجثث إلى مناطق كشحات ومرتوبة وأم الرزم.

وأكد مدير جهاز الإسعاف والطوارئ في ليبيا بدء عمليات إجلاء المواطنين من درنة ومنع دخول المدنيين إليها، على أن يقتصر الوجود في المدينة على فرق الإنقاذ والمتطوعين والجيش الذي تسلم المدينة لتركيز عمليات البحث والإنقاذ.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.