عائلة الحردان الفلسطينية تتهم إسرائيل بقتل ابنها رغم أنه كان أعزلا

لقطة لفيديو المراقبة تُظهر عبد الرحمن حسن أحمد حردان وهو يقف في شارع في جنين قبل لحظات من أن يتم إطلاق النار عليه وقتله من قبل القوات الإسرائيلية خلال عملية عسكرية كبيرة في مدينة الضفة الغربية (4 يوليو 2023)

BBC
يظهر أحد الفيديوهات شاحنة نقل تمر من جانب عبد الرحمن حردان – الذي يرتدي قميصاً داكناً ويقف في منتصف الطريق – قبل أن يتم قتله في جنين

أخبر شهود عيان وعائلة فتى فلسطيني، بي بي سي، أن إسرائيل قتلت الفتى عبد الرحمن حردان، الذي يبلغ من العمر16عاماً، خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي في جنين “بدون سبب”، وذلك بعد ظهور مقاطع فيديو تظهر لحظة وفاته.

وقتل 12 فلسطينياً بينهم أربعة أطفال، وجندي إسرائيلي، خلال التوغل الذي استمر يومين في الضفة الغربية المحتلة الأسبوع الماضي.

قالت إسرائيل إن جميع الفلسطينيين الذين قتلوا كانوا مقاتلين.

ولكن الفيديوهات تظهر أن عبد الرحمن حسن أحمد حردان، كان بلا سلاح عندما تم إطلاق النار عليه.

وتم إطلاق النار على المراهق في الرأس، بينما كان واقفا أمام مستشفى الأمل، في اليوم الثاني للعملية الإسرائيلية، التي قالت إسرائيل إنها تهدف إلى القضاء على ما وصفته “بملاذ آمن للإرهاب” في مخيم جنين للاجئين.

يأتي ذلك بعد مضي أكثر من عام شهد ارتفاعا في أعداد الهجمات المسلحة الفلسطينية التي تستهدف الإسرائيليين، في حين أن إسرائيل قد زادت من اقتحماتها العسكرية التي كانت تسفر عن قتلى في الضفة الغربية المحتلة، وقد قتل على الأقل 160 فلسطينياً وأكثر من 30 إسرائيلياً منذ يناير/كانون ثاني.

وبيّنت الحكومة الإسرائيلية أن عمليتها العسكرية الأسبوع الماضي، جاءت لوقف تحوّل المخيم إلى “ملجأ” للمجموعات المسلحة.

وأعلنت أنها ضبطت “مئات” من البنادق والأسلحة الأخرى، بما في ذلك المتفجرات العشوائية “المتطورة”.

وتُعد هذه أكبر عملية هجوم في الضفة الغربية خلال عقدين، شملت شن غارات بالطائرات المسيرة، على منطقة سكنية مكتظة، واستخدام جرافات مدرعة تسببت في دمار هائل.

واتهمت الأمم المتحدة إسرائيل باستخدام قوة مفرطة، في حين وصفت القيادة الفلسطينية ذلك بأنه “جريمة حرب”.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العقيد ريتشارد هيشت، في إجابته على سؤال لبي بي سي، الأسبوع الماضي، بشأن الضحايا: “قتل 12 شخصاً، وكل واحد منهم كان متورطاً بشكل مباشر في الإرهاب.”

وأضاف العقيد ريتشارد هيشت، “قد يُعتبر الشخص البالغ من العمر 17 عاماً قاصراً ولكنه يحمل أسلحة ويطلق النار… يمكننا تقديم الأدلة على ذلك، لدينا صور لهم جميعاً ومعلومات استخباراتية تفيد بتورطهم”.

وزعمت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، بعد وفاته، أن عبد الرحمن حردان، عضو في حركة الجهاد الإسلامي.

ومع ذلك، نأت عائلته بنفسها عن هذا الادعاء، وحتى الآن لم تقدم إسرائيل أي دليل على أنه كان يشكل تهديداً في الوقت الذي تم فيه قتله.

بموجب القانون الدولي، يُعرَّف استخدام القوات الأمنية للأسلحة النارية ضد المدنيين على أنه إجراء يتخذ في حالة الضرورة القصوى، ويمكن أن يتم ذلك فقط لوقف “تهديد قائم للحياة أو حدوث إصابة خطيرة”.

كما يتمتع الأطفال بحماية إضافية بموجب القانون الدولي الإنساني.

تم قتل عبد الرحمن، البالغ من العمر 16 عاماً، في تمام الساعة 10:00 بتوقيت غرينتش يوم الثلاثاء، حيث استمرت المواجهات في المدينة، وشهدت بعضها إطلاق نار من قبل مسلحين نحو القوات الإسرائيلية.

وشارك شبان فلسطينيون في إلقاء الحجارة على سيارات جيب عسكرية وناقلات جنود مدرعة إسرائيلية، وهو ما يحدث بشكل متكرر حيث يحاول الشباب صد الاقتحامات العسكرية الإسرائيلية على المدن الفلسطينية.

وفي أحد الفيديوهات، الذي تم التحقق منه لأول مرة من قبل صحيفة التايمز، يمكن رؤية الفتى وهو يقف في الشارع بجوار مستشفى الأمل، بالقرب من مجموعة من الأولاد أو الشباب، تظهر حجارة أو حطام آخر على الأرض في المنطقة المجاورة، ولا تظهر أي أسلحة ويبدو عبد الرحمن بلا سلاح.

في الفيديو، يظهر الفتى وهو يتجه نحو الشارع المجاور للمستشفى، ثم يتم رؤيته وهو يسقط على الأرض بعد أن تم إطلاق النار عليه في الرأس.

المصدر الأصلي للفيديو غير معروف لبي بي سي، لكن أسرة الفتى وشهود عيان تحققوا من أنه يظهر إطلاق النار على عبد الرحمن.

يظهر مقطع فيديو آخر صوره صحفي خارج مستشفى الأمل في جنين مسعفًا يهرع إلى عبد الرحمن حردان ويصطحبه قبل أن يحمله في الشارع (4 يوليو / تموز 2023)

BBC
يُظهر في فيديو ثانٍ فرق الإسعاف والمارة يتجهون بسرعة لمساعدة عبد الرحمن حردان بعد لحظات من إطلاق النار عليه

يظهر في فيديو ثانٍ تم تصويره بواسطة صحفي خارج المستشفى، اللحظات التالية التي يتوجه فيها فرد من فرق الإسعاف بسرعة نحو عبد الرحمن ثم يحمله في الشارع، وكان يعاني الفتى من نزيف كارثي من الرأس بينما يتم حمله نحو مدخل المستشفى.

لا تظهر أسلحة في المنطقة التي سقط فيها الفتى ولا في أي مكان آخر في الفيديو.

وأدعى الجيش الإسرائيلي، أنه لا يمكن الاستنتاج بوضوح، ما إذا كان الفيديو يوثق قتل عبد الرحمن على يد قواتها.

زعمت حركة الجهاد الإسلامي – التي أدرجتها إسرائيل والغرب على أنها منظمة إرهابية – أن الفتى البالغ من العمر 16 عاماً كان عضواً فيها، وانتشرت لاحقاً صور على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهره وهو يأخذ صورا مع بنادق هجومية في تواريخ غير معروفة، ومثل هذه الصور ليست نادرة بين الشباب والمراهقين في جنين والقرى المحيطة.

ويعد مخيم جنين للاجئين، بيئة عسكرية على مستوى عال، وفقدت القيادة الفلسطينية الرسمية السيطرة عليه، وتعتبر المجموعات المسلحة نفسها نواة المقاومة للاحتلال العسكري الإسرائيلي – الذي دام لأكثر من 57 عاماً الآن، وكثيراً ما أدانت جماعات حقوق الإنسان، الجماعات المسلحة التي تضع أسلحة في أيدي القُصّر.

قال والد الفتى، حسن أحمد حردان، لبي بي سي، إن ابنه كان في طريقه إلى المستشفى للتبرع بالدم عندما دخلت مركبة عسكرية إسرائيلية إلى الشارع.

وأضاف السيد حردان: “كان يقف في الشارع ليعبره عندما أطلقوا النار عليه في الرأس من الخلف”.

وأضاف: “لم يكن يحمل أي شيء معه – لا حجر، ولا سلاح، ولا شيء”.

وفي مقابلة مع جريدة تايمز، قالت عائلته أيضاً إن عبد الرحمن لم يكن مقاتلاً ولا ينتمي إلى أي مجموعة مسلحة.

وأفاد شاهدا عيان، لبي بي سي، أيضاً بأن الفتى كان بلا سلاح.

قال أحد الشهود العيان، الذي طلب عدم ذكر اسمه: “كنا نقف في إحدى الشوارع بالقرب من وجود قوات الاحتلال (الجيش الإسرائيلي) بعد ذلك، قام قناص بإطلاق النار على الشهيد عبد الرحمن بدون سبب أو مبرر”.

وأضاف: “الشهيد كان بلا سلاح ولم يحمل أي شيء”.

كان من بين الفلسطينيين الـ12 الذين قتلوا في جنين الأسبوع الماضي، اثنان يبلغان من العمر 16 عاماً واثنان يبلغان من العمر 17 عاماً، وادعت الجماعات المسلحة أن عشرة منهم كانوا أعضاء فيها.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه ما زال يفحص الفيديو، وطلب أن يتم تزويده به “بصورته الكاملة دون إضافة أو شطب”.

وفي بيان صحفي، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “في الوقت الحالي، لا يمكن الجزم بأن الفيديو يوثق بالفعل عملية التحييد التي قامت بها قوات الدفاع الإسرائيلية لعبد الرحمن حسن”.

وأضاف المتحدث أنه كان “مؤسفاً” أن التقارير السابقة “تجاهلت ادعاء الجهاد الإسلامي بالمسؤولية عن تصفية الإرهابي وارتباطه بالتنظيم الإرهابي”.

واستمر قائلاً: “عملت قوات الدفاع الإسرائيلية في منطقة قتالية مكتظة بالسكان ومعقدة، حيث أطلق مئات المسلحين النار بشكل عشوائي في المنطقة، تبذل قوات الدفاع الإسرائيلية كل ما في وسعها لتجنب إيذاء الأفراد غير المعنيين وتعمل بدقة ضد المنظمات الإرهابية”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.