الاشتباكات في السودان: “البعض مضطر لشرب مياه غير معالجة في الأُبيّض”

مجموعة من السودانيين ينتقلون على متن  شاحنة في مدينة الأُبيّض

Getty Images
مجموعة من السودانيين ينتقلون على متن شاحنة في مدينة الأُبيّض

قال شهود عيان لبرنامج “للسودان سلام” إن هناك شحا كبيرا في المياه في بعض الأحياء بمدينة الأُبيّض، الواقعة وسط ولاية شمال كردفان، ما دفع بعض السكان إلى شراء براميل مياه غير صالحة للشرب وهم “مجبورين ومضطرين”.

وأوضح أحد سكان المدينة، الذي لم يرغب في الكشف عن هويته، لبي بي سي، إن أسعار المياه في المدينة التي تقع في قلب السودان، شهدت ارتفاعا صاروخيا، وصل حد تسعير البرميل الواحد لنحو 3 آلاف جنيه سوداني، أو ما يعادل 6 دولارات، مشيرا إلى أنه لا ضمان بأن تحوي براميل المياه المتوفرة والباهظة الثمن مياه صالحة للشرب، وأضاف أن “المياه بها نسبة ملوحة ملحوظة”.

وعزا شاهد العيان نقص المياه المعالجة والصاحلة للشرب في مدينته إلى تعرض مخازن شركات تحلية ومعالجة المياه إلى النهب والتدمير منذ اندلاع الاشتباكات في السودان بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني منتصف أبريل/ نيسان الماضي.

صورة أرشيفية لسوق الخضروات والفاكهة في مدينة الأُبيّض.

Getty Images
سوق الخضروات والفاكهة في مدينة الأُبيّض (صورة أرشيفية).

ارتفاع “صاروخي” لأسعار السلع الغذائية

أما عن المواد الغذائية الأساسية، فهي متوفرة، كما يقول شهود عيان، وإن كانت أسعارها “صاروخية”.

وأضاف أحدهم: “رغم أن الأغذية موجودة وكذلك السلع التموينية والمخزون الاستراتيجي للولاية، فإنها ليست متوفرة بالصورة التي تجعل العرض يخفض الأسعار. فالأسعار ارتفعت بنسبة مائة في المائة، بل وحتى بنسبة مائتين في المائة في بعض الأحيان”.

وردا على سؤال بشأن وضع المستشفيات، أكد شاهد العيان أنه على الرغم من حل مشكلة الانقطاع المستمر للكهرباء في الأُبيّض، فإن الكوادر الطبية لا تزال تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية اللازمة للمرضى، مشيرا إلى أن عدد المستشفيات العاملة لا يزال محدودا ويقتصر فقط في مستشفى الإصابات والطوارئ بالأُبيّض.

وعلاوة على ذلك، يشكو كثير من الأطباء وطواقم التمريض من عدم حصولهم على رواتبهم الشهرية بسبب أزمة عدم صرف الرواتب الناجمة عن اندلاع الصراع في السودان.

وقد أدت الاشتباكات في السودان إلى تعرض ما يقرب من 25 فرعا من المصارف العاملة في العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى إلى السرقة والنهب.

الأُبيّض من أبرز الأسواق العالمية للصمغ العربي

Getty Images
الأُبيّض من أبرز الأسواق العالمية للصمغ العربي

“هدوء حذر”

وكانت مدينة الأُبيّض قد تعرضت في أكثر من مناسبة لهجمات من قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، منذ اندلاع الصراع في السودان. ووقعت أحدث سلسلة من أعمال العنف الأربعاء الماضي، إذ تجددت الاشتباكات العنيفة والقصف بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ووصف شاهد عيان في المدينة الوضع الآن بأنه يتسم بما وصفوه بالهدوء الحذر، خاصة بعد انتهاء الاشتباكات، التي استمرت منذ الثانية ظهرا وحتى السادسة مساء.

وقال أحد سكان المدينة، كان موجودا بالقرب من منطقة السوق الرئيسي بالأُبيّض وقت اندلاع الاشتباكات، إنها بدأت بعد إطلاق قوات الدعم السريع صاروخين من طراز “كاتيوشا” وأعيرة نارية كثيفة باتجاه مقر القيادة العامة للجيش السوداني، ما حدا بالجيش التصدي للعناصر التابعة للدعم السريع، وإخراجها من المدينة.

وقالت تقارير إن الاشتباكات أدت إلى إغلاق السوق وفرار الكثير من مواطني الأُبيّض من منازلهم في الأحياء الغربية للمدينة.

وأعقب هذه الاشتباكات وجود أمني مكثف للجيش السوداني في منطقة السوق والأماكن المحيطة بها.

ويتوقع سكان الأُبيّض، وفقا لشهود عيان، تجدد الاشتباكات في أي لحظة نظرا لوجود قوات الدعم السريع في أحياء متفرقة من الأُبيّض.

ولمدينة الأُبيّض أهمية استراتيجية خاصة، إذ أنها تأتي في ملتقى الطرق الرابطة بين شمال وجنوب دارفور، هذا إلى جانب وجود مطار بها، كما أنها تعتبر أحد أبرز الأسواق العالمية للصمغ العربي، الذي تدخل تركيبته في المشروبات الغازية والعلكة وتنتجه أشجار الأكاسيا الموجودة بوفرة في المدينة.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.