لماذا ينتقد سودانيون قوى الحرية والتغيير ويعتبرونها لا تمثلهم؟

تصميم قحت لا تمثلني

وسائل التواصل الاجتماعي
رفع المعارضون لتوجهات قوى إعلان الحرية والتغيير شعار “قحت لا تمثلني”

يعبر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السودان عن رأيهم حول موقف قوى إعلان الحرية والتغيير (قحت) من الاحتجاجات الدائرة في السودان، والتي أوشكت على إتمام شهرها الثالث.

وتفاعل المغردون على وسم #قحت_لا_تمثلني بشكل واسع للاعتراض على ما وصفوه بموقفها الداعم لقوات الدعم السريع في الاشتباكات االحالية، بينما دافع آخرون عن موقفها من خلال وسم #قحت_تمثلني.

وتتهم قوى الحرية والتغيير ما تصفه ببقايا النظام السابق بالسعي لإثارة حرب أهلية في البلاد، بينما تعتبر أن قوات الدعم السريع تسعى لبناء جيش سوداني واحد.

من هي “قحت” ؟

تضم قوى إعلان الحرية والتغيير، والتي تختصر باسم “قحت”، مكونات سياسية سودانية، تشكلت من تجمعات مدنية وسياسية ومهنية.

وبرز دورها بشكل كبير في فترة الاحتجاجات السودانية التي اندلعت في نهاية عام 2018 واستمرت حتى الإطاحة بحكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير.

وبعد تسلم المجلس العسكري الحكم في السودان، استمرت في الاحتجاج ضد المجلس الذي رفض تسليم السلطة، وحملته مسؤولية القيام بعدد من الانتهاكات بحق المتظاهرين.

وفي يوليو/تموز من عام 2019، دخلت “قحت” في مفاوضات مع المجلس العسكري انتهت بتوقيع اتفاق لتقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين، سمي بالوثيقة الدستورية.

ونصت الوثيقة على تأسيس “مجلس السيادة السوداني” برئاسة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وعيّن عبد الله حمدوك رئيساً للوزراء.

تمزيق لوحة قحت في الجزيرة

وسائل التواصل الاجتماعي
يتداول المعارضون صورة أرشيفية لتمزيق لوحة مقر قوى الحرية والتغيير في ولاية الجزيرة عام 2020

وفي الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول 2021، أعلن عبد الفتاح البرهان حالة الطوارئ، وأطاح بحكومة حمدوك وحل حكومته ومجلس السيادة السوداني.

عارضت قحت “الانقلاب” الذي قام به البرهان، ودعت إلى مظاهرات شعبية لمعارضته، وتفاوضت معه حتى تم طرح ما عرف بـ “الاتفاق الإطاري” مع قادة الجيش السوداني، إلا أن اندلاع المواجهات في الخرطوم في منتصف أبريل/نيسان الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حالت دون توقيع هذا الاتفاق.

موقف “قحت” من الاشتباكات الحالية

في آخر بيان نشرته “قحت” على حسابها في فيسبوك في شهر مايو/آيار الماضي، أكدت على ما وصفته بموقفها “الثابت وغير الخاضع لأي مزايدات بوجوب إنهاء الحرب”.

كما دعت إلى “دعم المباحثات المشتركة بين طرفي النزاع وفق المبادرة السعودية الأمريكية، وصولاً لوقف إطلاق النار وحل القضايا الخلافية عبر حل سياسي شامل”.

وطالبت “بحل سياسي شامل ولتحول مدني ديمقراطي وإصلاح أمني وعسكري يؤدي لجيش قومي مهني واحد ينأى عن السياسة”.

ووجهت اتهامها لما وصفته بـ “مخططات النظام المباد وحزبه المحلول” لنقل الحرب إلى مناطق أخرى وتحويلها لحرب أهلية مستغلين غياب مؤسسات الدولة حسب تعبيرهم.

https://www.facebook.com/FFCSUDN/posts/pfbid0nKS2cdYNL1ceipC5hy4J8X11wiTQdfKHc91kHaTbC3NmAQi5QJnwzmANu9m37ssXl

وفي لقاء مع قناة الجزيرة مباشر الفضائية، قال ياسر عرمان الناطق باسم قوى الحرية والتغيير: “إن فلول النظام السابق قوية وتمتلك وجودًا ونفوذًا قويين في جميع مراكز الدولة السودانية”.

وعن رده على الاتهامات الموجهة لقوى الحرية والتغيير بدعمها لقائد قوات الدعم السريع (حميدتي) قال عرمان إن حميدتي كان داعماً مؤيداً للاتفاق الإطاري وأنه كان متحمساً لجيش سوداني موحد.

تفاعل على مواقع التواصل

تفاعل بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي بإظهار موقفهم المعارض لتوجهات قوى الحرية والتغيير، وأظهروا دعمهم لموقف الجيش السوداني، معتبرين أن وحدة البلاد تتمثل بالإلتفاف حول الجيش.

وتداول بعض المغردين مقطع فيديو يوضح سبب الاعتراض على تصريحات عرمان الأخيرة، واعتبروا أنه بكلامه يدعم قوات الدعم السريع التي ارتكبت المجازر في السودان وفق تعبيرهم.

https://twitter.com/saramubael/status/1677281170495610880

ونشر يوسف الرديسي على حسابه في تيك توك سبب مشاركته بوسم #قحت_لا_تمثلني ، حيث قال إنها “تتاجر بقضية السودان، وهددت بالحرب” واعتبر أنها أسوأ من الجيش، وأنهم “عملاء سفارات” حسب وصفه.

https://twitter.com/SudanTrends/status/1677043257316892676

ونشر خالد الطيب مقطع فيديو طالب فيه القوات السودانية بتشكيل “حكومة حرب” حسب وصفه، وقال إنه يسحب تفويضه “قحت” وإنها لا تمثله.

https://twitter.com/kmhammed1994/status/1676849536680054784

وفي المقابل، تفاعل بعض المغردين بدعم موقف “قحت” واعتبروا أنها تمثل إرادة الشعب الذي فوضها حسب تعبيرهم.

https://twitter.com/yaseensuliman8/status/1677078336827273216

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.