التبرع بالأعضاء: جدل في السعودية بعد تبرع سعودي بأعضاء ابنه المتوفى

أثار خبر تبرع عائلة بأعضاء ابنها المتوفى دماغيا، مشاعر جمهور مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية بشكل واسع.

واستفاد من هذا التبرع ستة أشخاص، حصلوا على فرصة حياة جديدة بزراعة أعضاء سليمة في أجسادهم.

وانقسم المغردون بين من تخوف من هذه المبادرة أو اعترض عليها استنادا لفتوى دينية، وبين من أشاد بها واعتبرها موقفاً نبيلاً فيه تضحية لإنقاذ حياة أشخاص آخرين.

من الموت إلى الحياة

بادر أب سعودي بالتبرع بأعضاء ابنه المتوفى سريرياً، والبالغ من العمر ستة عشر عاماً تقريباً، ليستفيد منها ستة أشخاص يعانون من أمراض القصور العضوي النهائي، الأمر الذي رسم البسمة على وجوه المرضى وذويهم، وعكس روح الوفاء وحب الآخرين وادخار الأجر، بحسب وصف المركز السعودي لزراعة الأعضاء.

https://twitter.com/scot_ksa/status/1658750478572822528

وتضمنت العمليات زراعة قلب لطفل عمره 7 سنوات عانى مع الفشل القلبي، وكلية لطفل عمره 12 سنة، وكلية أخرى لمريض عمره 16 سنة.

كما تم التبرع بالرئتين لمريض عمره 68 سنة، وبالبنكرياس لمريض عمره 31 سنة عانى من جلسات الغسيل الدموي ومرض السكري، وبالكبد لمريضة تبلغ من العمر 29 سنة أنهى التبرع معاناتها مع مرض القصور الكبدي.

https://twitter.com/SaudiNews50/status/1658745257230516228

وأوضح مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور طلال القوفي لوكالة الأنباء السعودية قائلا “تمت عملية استئصال وزراعة الأعضاء بسرعة قياسية وفق الأخلاقيات الطبية، وبما يضمن عدالة التوزيع بحسب الأولويات الطبية”، مبيناً أن النجاح المحقق جاء نتيجة التعاون المشترك بين كافة الجهات المعنية، ومنها إدارة المدينة الطبية بجامعة الملك سعود، وفريق المركز، والفرق الطبية المشاركة من المستشفيات في عمليات الزارعة.

https://twitter.com/talgoufi/status/1659067600825876481

دعم وإشادة

أشاد العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بهذه المبادرة، وأكثروا من الدعاء للمتوفى ولعائلته التي تركت حزنها على وفاة ابنها من أجل إدخال السرور على قلوب ستة عائلات أخرى.

https://twitter.com/Rd__1979/status/1658746542788861954

وكرد فعل عملي على دعم هذه الخطوة، غرد بعض الناشطين بنشر صور تثبت قيامهم بالتوصية بالتبرع بأعضائهم، وهو ما نشرته غيداء على حسابها.

https://twitter.com/uuix19/status/1658987542799081472

ودعا آخرون إلى نشر ثقافة التبرع بالأعضاء، معتبرين أن إعطاءها لمن هم بحاجة لها أولى من دفنها تحت التراب على حد وصف بعضهم.

https://twitter.com/blackscar42/status/1658827901326827524

خوف واعتراض

وعلى الجهة الأخرى، تساءل البعض عن أحقية اتخاذ الأهل القرار بالتبرع في حال عدم توصية الشخص نفسه بذلك، وخصوا بالذكر هذه الحالة التي كان بها الشخص قد توفي دماغياً.

https://twitter.com/iHuman000/status/1658852659091189760

وتداول بعض رواد مواقع التواصل فتوى صادرة من الشيخ صالح الفوزان، ينهى فيها عن التبرع بالأعضاء، معتبراً أن نزع أعضاء الميت كالتمثيل بجسده، ووصف هذا التصرف “بالعبث في أجساد المسلمين”.

https://twitter.com/a___ayo/status/1658831940609359876

كما تداول آخرون مقطعاً مصوراً للدكتور عثمان الخميس، يتحدث فيه عن حكم التبرع بأعضاء الميت، حيث ذكر فيه أن الإنسان لا يمتلك حق التصرف في جسده حياً أو ميتاً، وعليه فإنه يحرم عليه التبرع بأعضاءه

https://www.youtube.com/watch?v=V4l2r0jXbs4

بينما قام حساب حملة توعوية تهدف إلى نشر الوعي حول أهمية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة بنشر فتوى للشيخ القرضاوي، حث فيها على التبرع معتبراً أنه من أعظم الصدقات، مع ضرورة احترام وصية الميت بالتبرع أو عدمه.

https://twitter.com/bid_for_life_23/status/1653477705235480583

ونشرت دائرة الإفتاء الأردنية على موقعها أن التبرع بالأعضاء البشرية واحد من أعمال الخير المستحبة إذا تحققت الشروط الشرعية الواجبة، لما في هذا العمل من إنقاذ أرواح الناس وتخفيف آلامهم.

يذكر أن المركز السعودي لزراعة الأعضاء وضح عبر حسابه على تويتر أن الأعضاء والأنسجة التي يمكن التبرع بها من الأشخاص المتوفين دماغياً تشمل القلب، والرئة، والكبد، والبنكرياس، والكليتين، والعظام، والقرنية، وصمامات القلب.

https://twitter.com/scot_ksa/status/1658461832963555330