اشتباكات السودان: جو بايدن يهدد بعقوبات محتملة مع استمرار المعارك

جو بايدن

Getty Images

مهَّد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الطريق لعقوبات جديدة تتعلق بالسودان الخميس، واصفا الصراع الحالي هناك بأنه “خيانة” لمواطني السودان.

ووقع بايدن على أمر تنفيذي يضع الأساس لعقوبات محتملة.

كما حذرت الاستخبارات الأمريكية من أن الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية من غير المحتمل أن ينتهي قريبا.

ويوم الخميس، تجدد القتال العنيف في وسط الخرطوم مع محاولة الجيش إبعاد قوات الدعم السريع عن المناطق المحيطة بالقصر الرئاسي والمقر الرئيسي للجيش. ويفترض أن يكون وقف لإطلاق النار مدته سبعة أيام ساريا في هذه الأثناء.

وقال بايدن في بيان: “إن العنف الذي يحدث في السودان مأساة وخيانة لمطلب الشعب السوداني الواضح، بحكومة مدنية والانتقال إلى الديمقراطية”.

وأضاف أن واشنطن ستواصل استخدام الدبلوماسية لخلق “وقف دائم لإطلاق النار”، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وتقديم المساعدة للمواطنين الأمريكيين الذين بقوا في ذلك البلد.

وتابع أن “الولايات المتحدة تستجيب بالفعل لهذه الأزمة الإنسانية المتنامية، وتقف على أتم الاستعداد لتقديم الدعم لتعزيز المساعدات الإنسانية عندما تسمح الظروف بذلك”.

“لا رغبة في إنهاء القتال”

وفي غضون ذلك، حذر كبير مسؤولي المساعدات في الأمم المتحدة من أن “الرغبة في إنهاء القتال لا تزال غير موجودة”، وذلك بعد التحدث إلى القادة العسكريين المتحاربين في السودان.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، لبي بي سي إن انزلاق السودان إلى العنف وصل الآن إلى نقطة تحول خطيرة.

وطالب بضمانات أمنية من الأطراف المتحاربة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى البلاد.

دخان يتصاعد فوق الخرطوم

Getty Images
على الرغم من الجهود المبذولة للتفاوض على وقف إطلاق النار، لا تزال الخرطوم تشهد قتالا بين الأطراف المتحاربة

وتحذر الأمم المتحدة من أن القتال قد يجبر مئات الآلاف من السودانيين على الفرار من ديارهم.

وفي مقابلة مع بي بي سي بعد ساعات من زيارته إلى بورتسودان، تحدث غريفيث بصراحة عما سماه “الحقيقة الوجودية الصارمة، المتمثلة في أن أولئك الذين في حالة حرب حريصون على استمرارها”.

وخلال الفترة التي قضاها في أكبر ميناء في السودان، وهو الآن مركز رئيسي للإجلاء والعمل الإنساني، أجرى محادثات هاتفية منفصلة مع الجنرالين المتصارعين في السودان.

ودعا غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إلى التزامات علنية واضحة لضمان تسليم المساعدات بشكل عاجل.

وأكد عندما جلسنا في مدينة جدة الساحلية السعودية على الضفة الأخرى من البحر الأحمر قبالة السودان: “هذا يتعلق بحماية محددة لحركة عمال الإغاثة والسلع والإمدادات – السير على الطرق في أوقات معينة وحماية الجسور الجوية – من القصف”.

وتصل سفن الإجلاء الآن يوميا إلى الميناء (جدة) محملة بالأجانب والسودانيين، الذين يحملون جوازات سفر ثانية بشكل أساسي، هربا من انزلاق السودان المفاجئ في أعمال عنف ونهب وحشية.

ووصف غريفيث كيف نُهبت معظم مستودعاتهم التي تخزن الإمدادات الإنسانية، وخطفت ست شاحنات في قافلة مساعدات كانت في طريقها إلى إقليم دارفور.

وطلب بعقد اجتماعات مباشرة مع كل من عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، ومحمد حمدان دقلو “حميدتي”، الذي يقود قوات الدعم السريع المنافسة.

وقال لبي بي سي: “أعتقد أنه من الواضح أنه أمر ملح، يجب أن يتم ذلك خلال يوم أو نحو ذلك. نحن نعمل على ذلك”.

“مأساة ذات أبعاد عالمية”

ومنذ 15 أبريل/ نيسان، عندما سقطت القنابل لأول مرة وتطاير الرصاص في جميع الاتجاهات، اتفق الجنرالان المتنافسان على هدنات قصيرة متتالية تم انتهاكها مرارا وتكرارا، خاصة في العاصمة الخرطوم ومنطقة غرب دارفور، واللتين أصبحتا الآن منطقتي حرب.

وسمع غريفيث نفس الكلمات الجميلة في مكالماته الهاتفية حيث “كان كلاهما، بشكل منفصل، بليغا جدا في الارتباط بالمبادئ والتطلعات الإنسانية، وكذلك حول مسألة أين ومتى يمكننا أن نلتقي”.

وبدا أنه يشعر بالصدمة والحزن لما رآه وسمعه، وتحدث عن “قصص لفظاعات صادمة … لا مثيل لها”.

امرأة وطفلها تم إجلاؤهم من السودان

Reuters
تحذر الأمم المتحدة من أن مئات الآلاف من الأشخاص قد يفرون إلى خارج السودان

وأضاف: “أعتقد أن هناك جانبا مثيرا للقلق حقا هو السرعة التي يتمدد بها (القتال)”، محاولا الوصول إلى الكلمات التي تنقل ضخامة وشدة الأزمة التي لها عواقب وخيمة على المنطقة والعالم بأسره.

وقال: “لقد حصلت على كل مقومات مأساة ذات أبعاد وأهمية عالمية. وهذا هو السبب في أن هذه فرصة للمجتمع الدولي لإظهار أننا نهتم بأفريقيا”.

لقد عبر أكثر من 100 ألف سوداني بالفعل الحدود البرية أو البحر الأحمر إلى الدول المجاورة للسودان، ويقال إن أكثر من 344 ألفا نزحوا في جميع أنحاء البلاد، حيث حوصر الملايين بسبب القتال الدائر والأعمال الإجرامية.

وتحذر الأمم المتحدة من احتمال فرار نحو 800 ألف شخص إلى خارج السودان، فيما حذر آخرون من أن العدد قد يصل إلى الملايين.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.