رمسيس الثاني: إعارة نادرة لتابوت الفرعون المصري الأكبر لباريس

عاد التابوت الخشبي للملك رمسيس الثاني مجددا إلى العاصمة الفرنسية باريس بعد نحو نصف قرن، في إعارة استثنائية للمشاركة في معرض “رمسيس وذهب الفراعنة”.

وبدأ المعرض رحلته قبل عامين، في متحف هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم انتقل لولاية سان فرانسيسكو الأمريكية، ثم جاءت محطته الثالثة في العاصمة الفرنسية، باريس، التي سينتقل منها إلى مدينة سيدني الأسترالية.

لكن التابوت الخشبي للملك سُيعرض في باريس فقط، خلال الفترة من السادس من أبريل/ نيسان الجاري وحتى 17 سبتمبر/ أيلول المقبل، ومن ثم يعود إلى مصر، بحسب قرار رئاسة مجلس الوزراء المصري.

وتعدة هذه الزيارة هي الثانية للتابوت إلى باريس، حيث سافر مع مومياء الملك رمسيس الثاني في عام 1976، لعلاج المومياء بعد إصابتها بالفطريات.

وتقول مصر إن إرسال التابوت لفرنسا، هذا العام، يأتي تقديرا لدور العلماء الفرنسيين في تقديم الدعم والمساعدة في علاج المومياء.

حلم أصبح حقيقة

ويصف عالم المصريات، والمنسق الفرنسي للمعرض، دومينيك فارو لبي بي سي عربي استضافة التابوت في فرنسا مجددا بـ”الحلم”، ويضيف قائلا :”حين طرحنا الأمر، كنت واثقا أن المجلس الأعلى للآثار سيرفض إرساله لأنه تابوت هام جدا، لكنهم قالوا نعم، تقديرا لدور فرنسا في إنقاذ مومياء الملك رمسيس الثاني. لم أصدق نفسي حينها. كان حلما بالنسبة لي”.

ويقول فارو إنه “حين جاء التابوت في عام 1976 ذهبت لرؤية المعرض ثمان مرات. هذا التابوت لمس قلبي. وكل الناس في فرنسا، اليوم، تتحدث عن زيارة التابوت. فهذه هدية رائعة من مصر”.

وتصف المنسقة العلمية للمعرض، بنديكت لوير، التابوت بأنه “كنز للإنسانية” لا يقدر بثمن، وتقول إنه تابوت هام جدا لأنه حافظ على مومياء الملك رمسيس الثاني لنحو 2800 عام وأضافت قائلة: “سنستقبله بنفس المشاعر التي استقبلناه بها في عام 1976، ونتوقع أن يأتي الكثير من الزوار إلى المعرض لرؤيته”.

وقالت وزارة السياحة والآثار المصرية إن المعرض باع 130 ألف تذكرة، قبل الافتتاح الرسمي للمعرض في باريس.

يضم المعرض 181 قطعة أثرية فريدة، تبرز بعض مقتنيات المتحف المصري بالتحرير والتي تعود لعصر الملك رمسيس الثاني، بالإضافة إلى عرض مجموعة من الفيديوهات التي تحكي تاريخ رمسيس الثاني والمعارك الحربية التي قادها.

ماذا حدث في الرحلة الأولى إلى فرنسا؟

تعود قصة إرسال تابوت ومومياء الملك رمسيس الثاني إلى سبتمبر/ أيلول عام 1974، حين اكتشفت فطريات متنامية كانت تهدد مومياء الملك، فطلب الرئيس الفرنسي آنذاك، فاليري جيسكار ديستان، من نظيره المصري محمد أنور السادات إرسال المومياء إلى باريس للعلاج.

واستقبلت المومياء حينها الاستقبال الرسمي للرؤساء والملوك، بمشاركة الحرس الجمهوري وعلى أنغام الموسيقى العسكرية، قبل أن تصل إلى “متحف الإنسان” في قلب العاصمة الفرنسية باريس. فيما عُرض التابوت في متحف غران باليه.

لكن الزيارة التي عولج خلالها الملك من الفطريات لم تنته على ما يرام. إذ سُرقت خصلات شعر من مومياء الفرعون المصري.

وطلبت مصر، رسميا، من فرنسا استعادة هذه الخصلات، بعد انتشار إعلان على الإنترنت في عام 2006 لبيعها.

وفي عام 2007، أعلن وزير الثقافة المصري آنذاك فاروق حسني، استعادة خمس عينات شعر من مومياء الملك رمسيس الثاني،إضافة إلى خصلة شعر كبيرة. وقال حسني، حينها، إن هذه الخصلات سُرقت حين كان رمسيس الثاني يُفحص في باريس، وإن الشخص الذي عرض الخصلات للبيع على الإنترنت هو ابن أحد الأثريين الذين فحصوا المومياء.

والملك رمسيس الثاني هو أحد أشهر الملوك الذين حكموا مصر في العهد القديم. إذ استمرت فترة حكمه نحو ٦٧ عاما، في الفترة من ١٢٧٩ إلى ١٢١٣ قبل الميلاد.

وخلال فترة حكمه، قاد رمسيس الثاني عدة حملات عسكرية إلى بلاد الشام وبني عددا ضخما من المعابد والتماثيل، أشهرها معبد أبو سمبل في محافظة أسوان، جنوبي البلاد. كما بني الفرعون المصري عددا كبيرا من المسلات، من أشهرها مسلتان تزين إحداهما واجهة معبد الأقصر، بينما تنتصب الثانية في ميدان الكونكورد في وسط باريس.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.