احتجاجات فرنسا: تأجيل زيارة ملك بريطانيا الأولى للبلاد وسط تصاعد الاضطرابات بسبب قانون التقاعد

الشرطة الفرنسية تعتقل أحد المحتجين في العاصمة باريس

Getty Images
الشرطة الفرنسية تعتقل أحد المحتجين في العاصمة باريس

أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان اعتقال 457 شخصا وإصابة 441 شرطيا، خلال الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ عدة أيام احتجاجا على قانون إصلاح نظام التقاعد.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية تأجيل زيارة الدولة، التي كان من المقرر أن يقوم بها تشارلز الثالث، ملك بريطانيا، وزوجته الملكة القرينة إلى فرنسا.

وقال دارمانان، يوم الجمعة، إن 903 حرائق اندلعت في صناديق القمامة ومرافق أخرى بالشوارع، مع دخول الاحتجاجات اليوم التاسع حتى يوم الخميس، بحسب وكالة فرانس برس.

وشهدت فرنسا ليلة ساخنة مساء الخميس، حيث اشتعلت النيران في مجلس بلدية مدينة بوردو، مع استمرار الاحتجاجات النقابية على خطط رفع سن التقاعد.

ونزل أكثر من مليون شخص إلى الشوارع في جميع أنحاء فرنسا الخميس، منهم 119 ألف شخص في العاصمة باريس، وفقا لأرقام وزارة الداخلية.

وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في العاصمة، واعتقلت العشرات في جميع أنحاء البلاد.

أكثر من مليون شخص يتظاهرون في فرنسا واشتعال النيران بمقر بلدية بوردو

الحكومة الفرنسية تنجو من تصويت على سحب الثقة

المعارضة الفرنسية تنتقد ماكرون بسبب التعديلات على نظام التقاعد

وامتدت الاحتجاجات إلى قطاع النفط. وقال متحدث باسم شركة توتال إنرجيز، إن 31 في المئة من العاملين في مصافي ومستودعات النفط الفرنسية الكبرى أضربوا عن العمل، صباح الجمعة.

وأعلنت وزيرة الطاقة الفرنسية آنياس بانييه روناشير، عن استئناف شحنات الوقود من مصفاة جونفريفيل التابعة للشركة في نورماندي، صباح الجمعة، بعد تدخل الشرطة لتفريق العاملين الذين أغلقوها.

واندلعت المظاهرات الغاضبة في البلاد بسبب تشريع يرفع سن التقاعد لمدة عامين ليصل إلى 64 عاما.

زيارة الملك تشارلز

ودعت النقابات العمالية إلى مزيد من الاحتجاجات يوم الثلاثاء المقبل، التي كان من المخطط أن تتزامن مع أول زيارة دولة يقوم بها ملك بريطانيا تشارلز الثالث، للبلاد.

غير أن الإليزيه، قصر الرئاسة الفرنسية، أعلن تأجيل الزيارة مع تصاعد الاحتجاجات التي تتسم بالعنف.

وكان من المقرر أن يزور تشارلز بوردو، جنوب غربي البلاد، والتي شهدت اشتعال النيران في الباب الأمامي لمبنى البلدية مساء الخميس، بعد يوم من الاحتجاجات والاشتباكات.

ولم يتضح من المسؤول عن الحريق، لكن قوات الإطفاء تمكنت من إخماده بسرعة قبل أن يمتد إلى الداخل.

وسعى وزير الداخلية إلى تهدئة أي المخاوف قبل زيارة الملك تشارلز المؤجلة. وقال ليلة الخميس إن الأمن “لا يمثل مشكلة” وأن الملك “سوف يحظى بترحيب جيد”، حسبما نقل عن الوزير.

وفي باريس، شهدت المظاهرات السلمية بشكل عام اشتباكات عرضية بين الشرطة وملثمين من مثيري الشغب حطموا نوافذ المتاجر وخربوا محتويات الشوارع وهاجموا مطعم ماكدونالدز، وفقا لوكالة رويترز للأنباء.

كما تم انقاذ ضابط شرطة فقد وعيه في الشارع، وتم نقله لمكان آمن.

وقالت تقارير إن قوات الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع بعد تعرضها للرشق بالألعاب النارية من جانب المتظاهرين، وقبضت على 33 شخصا في العاصمة.

عطلت الاضطرابات رحلات القطارات ومصافي النفط

Reuters
عطلت الاضطرابات رحلات القطارات ومصافي النفط

وعلقت رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابيث بورن، على المظاهرات الغاضبة وغردت على تويتر يوم الخميس: “التظاهر والتعبير عن الرفض حق. لكن العنف والتسيب الذي شهدناه اليوم غير مقبول. كل الامتنان للشرطة وقوات الإنقاذ”.

كما عطلت الاضطرابات رحلات القطارات ومصافي النفط وشهدت توقف المعلمين والعاملين في مطار شارل ديغول في باريس، عن العمل.

كما تم إغلاق المزارات السياحية الشهيرة في باريس يوم الخميس، مثل برج إيفل وقصر فرساي، حيث كان من المقرر إقامة حفل عشاء للملك تشارلز والرئيس الفرنسي الأسبوع المقبل.

وفي مدينة روين الشمالية، شوهدت شابة ملقاة على الأرض بعد إصابتها بجروح خطيرة في يدها. وقال شهود عيان إنها فقدت إبهامها بعد أن أصابتها ما يسمى بقنبلة “كرة ضوئية” أطلقتها الشرطة لتفريق المتظاهرين.

ووقعت اشتباكات أخرى في مدن نانت ورين ولوريان الغربية.

وتحدثت النقابات واليسار السياسي عن “نجاح” مظاهرات الخميس، لكن لا تزال هناك أسئلة عن سير الأوضاع في فرنسا.

وتأمل الحكومة في أن تفقد الاحتجاجات زخمها وأن يؤدي العنف في الشوارع إلى إبعاد الناس عن المشاركة فيها.

بينما تقول المعارضة إن الاحتجاجات لن تتراجع، لكن النقابات ستحتاج إلى وضع استراتيجية للاستمرار، بدلا من وعود بمزيد من الاحتجاجات مثلما حدث الخميس.

جاءت الاضطرابات في أعقاب قرار الحكومة بفرض تشريع لرفع سن التقاعد دون تصويت في مجلس النواب، حيث يفتقر إلى الأغلبية المطلقة.

ودافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن هذه الخطوة، قائلا إن الإصلاح ضرورة.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.