الصين تعلن عن زيادة جديدة في الإنفاق العسكري وسط تصاعد توترات جيوسياسية

الجيش الصيني

Getty Images
يرى خبراء أن الدافع وراء زيادة الإنفاق العسكري الصيني هو زيادة الضغوط الدولية التي تتعرض لها بكين

أعلنت الصين أن إنفاقها العسكري سيشهد زيادة بأعلى وتيرة منذ أربع سنوات، محذرة من “تصاعد” التهديدات الخارجية.

وجاء الإعلان عن هذه الزيادة في ثاني أكبر ميزانية عسكرية على مستوى العالم، بعد تحديد بكين هدفها بتحقيق نمو اقتصادي بمقدار 5 في المئة هذا العام، وهو أدنى مستوى للنمو الصيني في عدة عقود.

وأشارت خطة الموازنة الصينية لهذا العام المالي إلى زيادة الإنفاق العسكري إلى 225 مليار دولار، بزيادة بحوالي 7.2 في المئة.

وقال رئيس الوزراء المنتهية ولايته لي كه تشيانغ أمام البرلمان إن “المحاولات الخارجية لقمع واحتواء الصين تتصاعد” في الفترة الأخيرة.

وأضاف، أثناء استعراض التقرير السنوي للعمل الحكومي أمام آلاف النواب الذين احتشدوا في القاعة الكبيرة في البرلمان الصيني، إنه “يتعين على القوات المسلحة تكثيف التدريبات العسكرية وزيادة الجاهزية على كافة المستويات”.

ورغم ذلك، يبدو الإنفاق العسكري الصيني متواضعا مقارنة بالإنفاق العسكري الأمريكي بعد أن رصدت الولايات المتحدة 800 مليار دولار للإنفاق على قطاع الدفاع هذا العام.

ويأتي الإعلان عن هذه الزيادة في الإنفاق العسكري الصيني وسط توترات تتصاعد في العلاقات بين واشنطن وبكين.

وشهدت العلاقات الأمريكية الصينية توترات في السنوات القليلة الماضية بسبب قضايا تتعلق بالشؤون التجارية وحقوق الإنسان وغيرها من القضايا.

لكن الأمور ازدادت سوء على صعيد العلاقات بين البلدين الشهر الماضي بعد أن أسقطت الولايات المتحدة منطادا صينيا قالت إنه يستخدم للمراقبة، وهو ما نفته بكين بشدة.

لماذا تزيد الصين من الإنفاق العسكري في هذا التوقيت؟

يرجح محللون أن الولايات المتحدة تنفق على الشأن العسكري أموالا أكثر مما يتم الإعلان عنه سنويا.

وحذر مسؤولون في الإدارة الأمريكية من أن الصين قد تقدم على غزو تايوان في السنوات المقبلة، مستندين في ذلك إلى التحركات العسكرية الصينية حول الجزيرة التي ترى الصين أنها امتداد لأراضيها وتعهدت بأن تخضعها لسيطرتها في أكثر من مناسبة.

وقال نيكلاس سوانستورم، مدير معهد سياسات التنمية والأمن غير الهادف للربح في ستوكهولم، إن الهدف من وراء زيادة الإنفاق العسكري قد يهدف إلى استمرار بكين في تعزيز قدراتها “من أجل السيطرة على تايوان وإبعاد الولايات المتحدة عن المنطقة”، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس للأنباء.

لكن جيمس تشار، خبير الشأن العسكري الصيني في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، أوضح أن الكثير من الدول في آسيا تعزز إنفاقها العسكري وفقا “لتصوراتها الخاصة للتهديدات التي قد تتعرض لها في ضوء المشهد الأمني الإقليمي” بين عوامل أخرى، وفقا للوكالة.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن لي مينغجيانغ، الأستاذ بكلية راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة قوله إن “تجاوز الإنفاق العسكري النمو الاقتصادي المستهدف يعكس الضغوط الهائلة التي تواجهها الصين على صعيد البيئة الأمنية الدولية المحيطة بها، خاصة التهديدات من الولايات المتحدة فيما يتعلق بمشكلة تايوان”.

ورجح تاكاشي كاواكامي، الأستاذ بجامعة تاكوشوكو في طوكيو، أن الصين ربما تعطي الأولوية لتعزيز قدراتها النووية.

وأضاف أن “الصين تعزز أسلحتها المعلوماتية لاستخدامها ضد تايوان، كما يمكن أن تستخدم الميزانية في بناء قدرات إلكترونية وفضائية علاوة على تعزيز قوات الغواصات لاستهداف الكابلات تحت الماء”، بحسب رويترز.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.