روسيا وأوكرانيا: بوتين أُهين في خيرسون ولكن زيلينسكي يجب أن يحذر الثقة المفرطة – في الصنداي تايمز

القوات الأوكرانية

AFP
حاصرت القوات الأوكرانية الجيش الروسي في خيرسون وقطعت عنه خطوط الإمداد لتجبره على الانسحاب

نستهل جولة الصحافة من الصنداي تايمز وتقرير كتبه مارك غاليوتي بعنوان: “إهانة بوتين في خيرسون ولكن زيلينسكي يجب أن يحذر من الثقة الزائدة”.

ويقول الكاتب إن قرار بوتين بالانسحاب من خيرسون قد يكون نقطة تحول في الحرب، ليس بسبب مصير هذه المدينة المحطمة، ولكن لما قد يحدث لاحقا.

وتأمل موسكو في أن تبطيء من تقدم القوات الأوكرانية، في وقت تشتم كييف رائحة انتصار كبير، ويخشى الغرب من أن تقدما سريعا وناجحا للأوكرانيين قد يدفع بوتين إلى التصعيد.

ويرى الكاتب أن الجيش الأوكراني كان حكيما بقدر كافٍ ليجبر الجيش الروسي على الانسحاب، بعدما ضرب خطوط إمداداته وحاصره.

ويضيف أن الجنرالات الروس عرفوا من فترة أن خيرسون لا يمكن الدفاع عنها، وتردد بوتين في اتخاذ الخطوة لأهمية المدينة سياسيا، فهي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي نجح في إسقاطها، ومن ثم أعلن أن مواطنيها “هم مواطنونا للأبد”.

وانحصر الأمل الروسي في تنفيذ انسحاب ناجح من أجل الاستعانة بتلك القوات في تحصين خطوط دفاع جديدة.

ويضيف غاليوتي: ربما لا يتوقع بوتين الفوز في هذه الحرب في ساحة المعركة، لذا فهو يسعى لحرمان أوكرانيا من تحقيق فوز سريع، مع الإشارة إلى أن روسيا قادرة على الاستفادة من مواردها للحفاظ على استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى، ومن ثم فإنه يأمل في زعزعة استعداد الغرب لمواصلة تسليح وتمويل هذا الصراع.

إن أحد الكوابيس للحكومات الغربية هو، حسب الكاتب، احتمالية أن يرى الأوكرانيون أن هناك فرصة للهجوم المباشر على شبه جزيرة القرم، وهي تعني الكثير لبوتين – وفي الواقع لمعظم الروس – ليس بنفس القدر الذي تعنيه الأقاليم التي ضمها أخيرا. وربما يعتبر بوتين “خسارة القرم المحتملة تهديدا وجوديا لسلطته”.

ويشير الكاتب إلى أن الرئيس الروسي أثبت أنه قد يكون شخصا عقلانيا ويقبل بالخسارة، كما فعل حين تخلى عن السيطرة على العاصمة كييف – في مارس/آذار الماضي – والآن مع خيرسون، والخوف هو أنه إذا ما واجهت القرم تهديدا مفاجئا وغير متوقع، فقد يلجأ بوتين إلى الأسلحة النووية التكتيكية.

ويختم الكاتب تقريره بالقول إن تحرير خيرسون هو بلا شك انتصار أوكراني. ومع ذلك، هناك خلافات متزايدة خلف الكواليس بين الحلفاء الغربيين وبين كييف وأنصارها حول موعد إجراء مفاوضات السلام وكيف يمكن أن تنتهي الحرب.

الحرب الباردة مع الصين

تحت عنوان ” أوروبا اتخذت موقفا من الحرب الباردة الجديدة مع الصين”، كتب ماثيو لين في الصنداي تليغراف أن الاقتصاد والتجارة سيُقيدان في الحرب الباردة الجديدة، بينما ستنسج التكنولوجيا سياجا وستُحمى الملكية الفكرية بقوة.

الرئيس الصيني والمستشار الألماني

Getty Images
أثارت زيارة المستشار الألماني أولاف شولتز إلى بكين مطلع الشهر الجاري الجدل

وستبنى القدرات الصناعية وسيتم تقريب سلاسل الإمداد إلى المستوردين من أجل ضمان المرونة في حالة وقوع أي شيء، حسب الكاتب.

ويضيف أنه بينما تتدهور العلاقات بين الغرب والصين بصورة حادة، فعلى كل دولة متقدمة أن تختار الوقوف إلى جانب ما، وبالفعل أصبح جليا من الذي اختارت القوى الكبرى في أوروبا – وفي الاتحاد الأوروبي – الوقوف إلى جواره. لقد اختاروا الصين.

فعلى مدار الأسابيع الماضية، رأينا أمثلة لزيادة متانة الروابط الصناعية والتجارية مع الصين، بحسب الكاتب.

ويعطي مثالا على ذلك بالشراكة بين شركتي السيارات رينو (الفرنسية) وجيلي (الصينية) بمباركة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكذلك شراء شركة كوسكو الصينية للملاحة البحرية لحصة كبيرة من أسهم ميناء هامبورغ بألمانيا.

لقد اختارت أوروبا الشرق من خلال تلك القرارات الخاصة بالاستثمار، وفق تصور لين.

ويذكر الكاتب بسياسات الصين. فهي “تقيد أي محاولة للديمقراطية في هونغ كونغ، وتزيد من سيطرتها على شعبها من خلال اتباع سياسة زيرو كوفيد، وتتحرش بتايوان وتؤيد غزو بوتين لأوكرانيا”.

ويمكن أن تتحول الصين، في ظل تعاظم ثرواتها، إلى دولة ليبرالية تتبع نظاما ديمقراطيا مثل كوريا الجنوبية، ولكن هذا يبدو بعيدا عن الوقت الحالي، وفق الكاتب.

أما الولايات المتحدة الأمريكية “فاستعدت للدفاع عن نفسها ضد صين قوية، وزادت من دعمها لتايوان، وفرضت عقوبات قاسية تكنولوجيا مما أجبر المهندسين الأمريكيين على مغادرة الصين والشركات الأمريكية للبحث عن موردين بديلين، بتكلفة باهظة في كثير من الأحيان”.

وينتقد الكاتب الخطاب الذي ينادي باتحاد الموقف الأوروبي تجاه تنامي النفوذ الصيني في وقت يزداد تعمق الروابط الاقتصادية بين أوروبا والصين بوتيرة متسارعة. ويشير إلى إعلان ثلاث شركات صينية أخيرا عن خططها لافتتاح مصانع لها في البرتغال وإسبانيا وألمانيا.

وفي المقابل، هاجم الاتحاد الأوروبي، وفق الكاتب، الدعم الذي تحظى به الشركات الأمريكية، في ظل قانون تقليل التضخم الأخير للرئيس بايدن، بحجة أن ذلك يعطي أفضلية للمنتجات الأمريكية مقابل الصادرات الأوروبية.

هدف غير واقعي لمكافحة التغير المناخي

نختتم جولتنا من الأوبزرفر بتقرير عنوانه: “قمة المناخ يجب أن تعترف بأن خفض درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة هدف لا يمكن تحقيقه”.

ويقول بيل ماكغواير، كاتب التقرير، إن الاعتراف بعدم إمكانية تجنب آثار التغيرات المناخية أمر ضروري لكي تتخذ شركات الوقود الأحفوري والحكومات خطوات جادة.

قمة المناخ كوب 27

Getty Images
بشارك في مؤتمر المناخ في شرم الشيخ أكثر من 30 ألف شخص يتقدمهم قادة ما يزيد على 120 دولة

وانتقد ماكغواير رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك لقوله خلال قمة المناخ – كوب 27 المقامة في شرم الشيخ – إن السيطرة على ارتفاع درجة حرارة الأرض ما زال في المتناول، وهو ما دفع العديد للتساؤل “على أي كوكب يعيش الرجل؟”.

وبعد عام من قمة غلاسكو – كوب 26 – تبدو الصورة قاتمة، إذ لم تتخذ سوى 24 دولة إجراءات لتقليل الانبعاثات لديها، بينما الانبعاثات الكربونية على المستوى الدولي في تصاعد.

ويرى الكاتب أن هدف خفض درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية “على أجهزة التنفس الصناعي وفي طريقه إلى الموت”. ويضيف أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة قال الشيء نفسه عندما أعلن أنه لم يعد هناك أي مسار موثوق به لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية.

وواصل الكاتب قوله: إن تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية يتطلب تقليل الانبعاثات بمقدار 45 في المئة في السنوات السبع المقبلة، بينما نحن في طريقنا إلى زيادتها بمقدار 10 في المئة، لقد كان تحقيق هذا الهدف متاحا منذ سبع سنوات مضت حين نوقش الأمر في قمة باريس(كوب 21).

إن العمل على وقف أي ارتفاع في درجة حرارة الأرض فوق 1.5 درجة مئوية، حتى ولو بمقدار واحد من عشرة درجة مئوية، سيصبح، وفق ماكغواير، أمرا بالغ الأهمية، كما أن منع انبعاث كل طن من ثاني أكسيد الكربون أو الميثان سيصبح مكسبا حيويا.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.