العراق: هل تحول إنتاج النفط إلى نقمة على سكان المناطق القريبة من حقوله؟

مع الارتفاع الهائل في أسعار الطاقة العالمية، في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا، والحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر، زادت عائدات الدول العربية المنتجة للخام زيادة كبيرة، غير أن هذه الزيادات لم تصل في بعض تلك الدول إلى المواطنين، ويعتبر العراق واحدا، من كبار منتجي النفط في المنطقة العربية، لكنه يشهد ترديا في أوضاع مواطنيه، من حيث الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء، والظروف المعيشية المتردية.

غير أن تحول إنتاج النفط إلى نقمة على الشعب العراقي، تتجاوز التردي في الظروف المعيشية، إلى أن يكون سببا رئيسيا في الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان، هو قمة المأساة التي يكشف عنها التحقيق، الذي أجرته وبثته البي بي سي، تحت عنوان”تحت سماء سامة”.

أطنان من الانبعاثات السامة

ويكشف تحقيق البي بي سي عن أن شركات النفط الدولية العملاقة، مثل (بريتش بيتروليوم)، و(إيني)، و(إكسون موبيل)، و(شل)، لاتكشف عن ملايين الأطنان من الانبعاثات، الناتجة عن حرق غاز الشعلة، الذي يترافق مع إنتاج النفط في عشرات الحقول النفطية التي تعمل بها، وهو الغاز الذي يحوي مستويات عالية من المواد الكيميائية، التي يمكن أن تسبب السرطان لسكان المناطق الذين يعيشون على مقربة من تلك الحقول.

ويتناول التحقيق الحالة العراقية، فيظهر آثارا مدمرة لتلوث الهواء، الذي تتسبب به شركات النفط العملاقة،على صحة الأطفال، وعلى البيئة في البلاد، حيث تظهر آثار التغير المناخي المدمرة، بأقسى صورها، خاصة في المناطق السكنية القريبة من الحقول النفطية.

ويصف الخبير المستقل للأمم المتحدة، المعني بحقوق الإنسان والبيئة، ديفيد بويد، تلك التجمعات السكنية المحيطة بحقول النفط، بـ “مناطق التضحية الحديثة” وهي “مناطق تعطى فيها الأولوية للربح والمصالح الخاصة على حساب البيئة وصحة الإنسان وحقوقه”.

مستويات مرتفعة من السرطان.

ووفقا لتحقيق البي بي سي، فإن أبناء المناطق المحيطة ببعض أكبر حقول النفط العالمية، في جنوب شرق العراق، وهي الرميلة وغرب القرنة والزبير والنهران عمر، يشتبهون في أن سرطان الدم لدى الأطفال، آخذ في الازدياد، وأن حرق غاز الشعلة هو المسؤول عن ذلك.

ويشير تقرير مسرب لوزارة الصحة العراقية، اطلع عليه قسم الأخبار في بي بي سي عربي، إلى أن حالات مرض السرطان، ارتفعت في منطقة البصرة بنسبة عشرين في المئة، بين العامين 2015 و 2018، ويلقي باللوم على تلوث الهواء.

وتعد شركتا (بريتش بتروليوم) و(إيني)، المقاولان الرئيسيان في حقلي الرميلة والزبير النفطيين بالعراق، لكنهما ولأنهما لا تديران الحقلين، فإنهما لا تعلنان عن كميات الانبعاثات الغازية، الناتجة عن حرق غاز الشعلة فيهما، كما أن المقاولين الفرعيين اللذين يشغلان الحقلين لا يعلنان عن ذلك.

وفيما يبدو أنه سعي لتفادي المسؤولية، عن الأضرار التي قد تترتب على حرق غاز الشعلة، خلال إنتاج النفط، فإن الشركات الكبرى الدولية، تقول إنها تعاقدت مع شركات أخرى لإدارة العمليات اليومية، في هذه الحقول النفطية، وإن هذه الشركات، هي التي تتحمل مسؤولية الكشف عن الانبعاثات الغازية الناتجة عن حرق غاز الشعلة.

وكانت كل من (بريتش بتروليوم )، و(إيني)، و(شل)، و(شفرون)، و(إكسون مويبل)، قد تبنت جميعها، تعهد البنك الدولي لعام 2015، الخاص بالتخلص من ظاهرة غاز الشعلة بحلول عام ،2030 إلا في حالات الطوارئ، فيما قالت شل إنها ستتخلص من ذلك بحلول 2025.

ويحظر القانون العراقي لأسباب صحية، حرق الغاز على مسافة أقل من ستة أميال (عشرة كم) من منازل الناس. لكن الغاز في حقل الزبير مشتعل بشكل مستمر تقريبا على بعد 1.6 ميل فقط (2.5 كم) من تلك المنازل .

برأيكم

هل استفاد العراقيون من الزيادة الهائلة في أسعار النفط على مدى الأشهر الماضية؟

لماذا لا يتم تحسين أوضاع المقيمين بالقرب من الحقول النفطية في العراق بدلا من أن يصبح انتاج النفط مجرد نقمة فقط على حياتهم؟

أين تقع المسؤولية فيما يتعلق بتعريض صحة العراقيين المقيمين بالقرب من الحقول النفطية للخطر؟

هل يمكن للحكومة العراقية التدخل لوقف هذا الخطر؟

إذا كنتم في العراق وتعيشون على مقربة من حقول النفط حدثونا عن تجاربكم؟

بعد ما كشفه تحقيق البي بي سي هل يمكن ملاحقة شركات النفط قانونيا وإلزامها بتعويضات للمتضررين في العراق وبلدان أخرى؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 3 تشرين الأول/ أكتوبر

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانهاhttps://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب