غزو روسيا لأوكرانيا: ماذا نعرف عن السفينة الروسية موسكفا التي تعرضت لـ “أضرار بالغة”؟

سفينة حربية

Reuters
الطراد الصاروخي الموجّه يعبر اسطنبول في يونيو/حزيران 2021

تعرّضت سفينة حربية رئيسية روسية في البحر الأسود “لأضرار بالغة” على نحو أجبر طاقمها على مغادرتها.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الذخيرة على متن الطراد الصاروخي موسكفا انفجرت إثر حريق لم يُعرف سببه الأصلي.

وأوضحت الوزارة في بيان أنه تم إخلاء السفينة، وجاري التحقيق في سبب الحادث.

لكن أوكرانيا تقول إنها استهدفت السفينة التي يبلغ طولها 186 متراً بصاروخين من طراز نبتون، المصنّع في أوكرانيا.

ويتألف طاقم موسكفا من 510 من عناصر البحرية الروسية. وقادت السفينة الأسطول الروسي في غزو أوكرانيا، مما جعلها رمزاً وهدفاً عسكرياً.

واكتسبت السفينة موسكفا سمعة سيئة في وقت سابق من الصراع، عندما وجّه طاقمها دعوة إلى قوات حرس الحدود الأوكرانية المتمركزة على جزيرة الثعبان في البحر الأسود للاستسلام، لكن الأوكرانيين ردّوا برسالة مفادها أنْ “اذهبوا إلى الجحيم”.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن طاقم السفينة قد غادرها بالكامل.

وقال ماكسيم مارشنكو، حاكم مدينة أوديسا الأوكرانية الواقعة على البحر الأسود: “لقد تأكد أن الطراد الصاروخي موسكفا اليوم ذهب بالضبط إلى حيث كانت قد أرسلته قوات حرس حدودنا المتمركزة على جزيرة الثعبان!”.

وقال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني، إن “مفاجأة وقعت” للسفينة القيادية الروسية.

وفي بثّ عبر يوتيوب، أوضح أريستوفيتش: “أنها تحترق بشدة الآن، وفي خضمّ هذا البحر الهائج، ليس معلوماً ما إذا كانت قادرة على تلقّي مساعدات”.

صواريخ نبتون

طوّر مهندسو الجيش الأوكراني صواريخ نبتون، رداً على التهديد المتنامي التي تمثّله البحرية الروسية في البحر الأسود، وذلك بعد ضمّ شبه جزيرة القرم عام 2014.

وبحسب صحيفة كييف بوست، تسلّمت البحرية الأوكرانية الدفعة الأولى من صواريخ نبتون التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر في مارس/آذار من العام الماضي.

ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، تتلقى الأخيرة مساعدات عسكرية من حلفاء غربيين، بما في ذلك صواريخ مضادة للطائرات والدبابات كانت المملكة المتحدة أعلنت إرسالها الأسبوع الماضي.

“رمز للقوة البحرية الروسية في البحر الأسود”

وقال مايكل بيترسن من معهد الدراسات البحرية في روسيا لبي بي سي، إن السفينة موسكفا هي “رمز للقوة البحرية الروسية في البحر الأسود. وقد ظلّت موسكفا شوكة في خاصرة أوكرانيا منذ اندلاع هذا الصراع، ورؤيتها تتعرض لأضرار بالغة يُعدّ دافعاً معنوياً للأوكرانيين فيما أعتقد”.

وقد تترتب على هذا الحادث آثار عسكرية، منها إجبار الأسطول الروسي على “التقهقر لمسافة أبعد عن الساحل الأوكراني، وهو الذي قد يؤثر بشكل مباشر على دعم المقاتلين الروس على الأراضي الأوكرانية”.

وتفرض الآلة العسكرية الروسية سيطرتها في البحر الأسود منذ ضمّ شبه جزيرة القرم عام 2014، وقد استغلت القيادة الروسية هذا الوجود في هذه المنطقة لبدء غزو أوكرانيا ودعْمه.

وبُنيت السفينة موسكفا إبان النظام السوفيتي في مدينة ميكولايف الواقعة في جنوب أوكرانيا والتي تعرّضت للقصف بشكل منتظم في الأيام الأخيرة من قبل القوات الروسية. ودخلت موسكفا الخدمة في أوائل حقبة الثمانينيات من القرن الماضي، بحسب وسائل إعلام روسية.

وكانت موسكو قد استخدمت السفينة الحربية موسكفا في الحرب السورية، كظهير بحريّ للقوات الروسية في سوريا.

وتحمل موسكفا على متنها أكثر من عشرة صواريخ فولكان المضادة للسفن، وعدداً من الصواريخ المضادة للغواصات، فضلاً عن أسلحة طوربيدات – بحسب ما أفادت تقارير.

وفي الأيام الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا، برز اسم السفينة موسكفا في عناوين الأخبار التي تداولت قتل حرس الحدود الأوكرانيين الذين رفضوا دعوة للاستسلام وجهتها إليهم قيادة السفينة الروسية.

والواقع أن هؤلاء الجنود الأوكرانيين كانوا قد أُسروا قبل إطلاق سراحهم لاحقاً في صفقة تبادل للأسرى في شهر مارس/ آذار الماضي. وتقلّد قائد هؤلاء الجنود نوط الشجاعة من قيادة الجيش الأوكراني.

وتعدّ السفينة موسكفا ثاني سفينة روسية كبرى يُكشف عن تعرضها لأضرار بالغة منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.

دعم معنوي لأوكرانيا

تحليل: فرانك غاردنر – مراسل الشؤون الأمنية

يمثل هذا الحادث انتكاسة قوية للجهود الحربية الروسية لعدة أسباب عسكرية ومعنوية.

صحيح أن موسكفا سفينة قديمة بُنيت إبان العهد السوفيتي، لكنها تحمل لواء قيادة الأسطول الروسي في البحر الأسود منذ عام 2000.

وظلت موسكفا التي تزن 12,500 طن تمثّل الأسطول الروسي المُعادي قبالة الساحل الأوكراني في أوديسا.

وأيا كانت حقيقة ما حدث وأشعل النيران فوق متن السفينة التي ظلت زمناً رمزاً للقوة الروسية، ستصير موسكفا منذ الآن رمزاً للبطولة في أوكرانيا.

وعلى الصعيد العملياتي، سيجبر هذا الحادث السفن الحربية الروسية على التقهقر بعيدا عن السواحل الأوكرانية حرصا على سلامتها.

آلية مصفحة روسية قرب مصنع "أزوفتسال" في مرفأ ماريوبول

Reuters
آلية مصفحة روسية قرب مصنع “أزوفتسال” في مرفأ ماريوبول

استسلام جماعي”

وفي غضون ذلك، أفادت روسيا باستسلام أكثر من ألف عنصر من القوات البحرية الأوكرانية في مدينة ماريوبول المحاصرة، لكن أوكرانيا نفت صحة هذه التقارير.

وقال نائب عمدة المدينة سيرغي أورلوف لبي بي سي إن القوات الأوكرانية لا تزال تقاتل في المدينة.

وقالت أوكرانيا إن عشرات الآلاف من الأشخاص قتلوا في ماريوبول.

ويبدو أن القتال مستمر حول مصنع الحديد والصلب العملاق “أزوفستال” في مرفأ ماريوبول، في إحدى المنطقتين غير الخاضعتين لسيطرة الروس.

وبثّت القناة الروسية مشاهد قالت إنها تظهر استسلام قوات البحرية الأوكرانية عند مصنع الحديد.

لكن أحد مستشاري الرئيس الأوكراني شدّد على أنّ قوات البحرية، نفذت عملية اختراق للتواصل مع قوات كتيبة “آزوف” في جيب آخر.

ونقل مراسلو وكالة رويترز مشاهدتهم النيران تتصاعد من مصنع “أزوفستال”، في وقت باكر من يوم الأربعاء، حيث تتحصن قوات البحرية التابعة للّواء 36 منذ أسابيع.

وتعتبر ماريوبول بوابة رئيسية وهدف مهم لروسيا، سعياً منها لإنشاء طريق بري إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها عام 2014.

وركزت القوات الروسية هجومها المدمّر على ماريوبول. وقالت القوات الأوكرانية الموجودة في المدينة إن الذخيرة بدأت تنفد.

وقال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية إن الغارات الجوية الروسية على ماريوبول مستمرة، وإن الولايات المتحدة لا تعتقد أن المدينة وقعت بأكملها تحت سيطرة الروس.

وبلغ عدد سكّان ماريوبول 400 ألف شخص قبل الغزو الروسي. وعانى سكّانها غير القادرين على الهرب من الحصار الروسي، للوصول إلى المواد الأساسية التي تساهم في بقائهم على قيد الحياة.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.