فيروس كورونا: كيف تسبب الوباء في معاناة آلاف الأطفال في إيران؟

قالت سلطات الرعاية الاجتماعية في إيران إن أكثر من 51 ألف طفل فقدوا أحد الوالدين بسبب وباء كورونا.

ومن بين هؤلاء الأطفال، إليزا (4 أعوام) التي كانت شديدة الارتباط بوالدها. فقد كانا يقرآن معا ويغنيان معا، وكان يضعها دوما في فراشها.

وفي أحد الأيام بدأ الأب في السعال، ونُقل إلى المستشفى. وتوفي والد الطفلة، الذي كان يبلغ 40 عاما، بسبب إصابته بكوفيد-19.

وتقول أفروز، والدة إليزا: “إنها تشعر بالتوتر الشديد إذا غبت عن بصرها لدقيقة واحدة وتعتقد أنني قد لا أعود مثل والدها”.

وإليزا هي واحدة من آلاف الأطفال الذين يتعاملون مع فقدان أم أو أب بسبب فيروس كورونا في إيران.

تلقى العديد من هؤلاء الأطفال تعليمهم في المنزل على مدار الثمانية عشر شهرا الماضية، ولا يتواصلون إلا بقدر ضئيل مع الأقارب والأصدقاء بسبب القيود المفروضة بسبب الوباء. ويُخشى أن يكون تأثير ذلك عليهم عميق.

وتقول الدكتورة سمينة شاهيم، أستاذة علم النفس والقيادة في لندن: “يشعر الأطفال الذين فقدوا أحد الوالدين بأن الحياة لا يمكن التنبؤ بها”.

وتضيف: “يشعرون أنه… ليس لديهم سوى القليل من السيطرة على حياتهم. وقد يكون لذلك عواقب طويلة الأمد، مع زيادة مخاطر الصدمات قصيرة الأمد والآثار السلبية على صحتهم”.

وتتمتع إليزا بوضع أفضل مقارنة بالعديد من الأطفال الآخرين الذين فقدوا أحد الوالدين، لأن والدتها تعمل معلمة ويمكنها إعالتها.

لكن بالنسبة للعديد من العائلات الأخرى، الحياة أكثر صعوبة – خصوصا لدى العائلات التي فقدت معيلها الأساسي.

‘عواقب وخيمة’

عند بداية الوباء، كان الاقتصاد الإيراني يعاني بسبب العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة، بالاضافة إلى الفساد المستشري في البلاد وسوء الإدارة.

وفي العام الأول من الأزمة فقد أكثر من مليون إيراني وظائفهم، وفقا لمركز أبحاث البرلمان الإسلامي في إيران.

تلقيح طالب إيراني ضد فيروس كورونا (21/7/10)
كانت إيران ترفض استيراد لقاحات أمريكية وبريطانية الصنع حتى وقت قريب

وتقول الدكتورة شاهيم: “قد تدفع حالة عدم اليقين الاقتصادي والصعوبات المالية بعض الأطفال الأكبر سنا إلى ترك التعليم حتى يتمكنوا من إعالة أشقائهم الصغار، مما يجعلهم عرضة للاستغلال الذي قد يكون له عواقب وخيمة على الأسرة بأكملها”.

وكانت إيران واحدة من الدول الأكثر تضررا من فيروس كورونا في الشرق الأوسط.

ووصل العدد المسجل للوفيات جراء الفيروس في البلاد إلى أكثر من 120 ألفا، لكن السلطات الإيرانية تعترف بأن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.

ويلقي العديد من الإيرانيين باللوم في حجم وفيات كوفيد-19 على قرار المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، حظر استيراد اللقاحات التي طورتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة خلال الشتاء الماضي.

ويتم استيراد هذه اللقاحات الآن، لكن 20 في المئة فقط من السكان حصلوا على جرعتين من اللقاح حتى الآن.

وكان الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وعد بأنه سيتم تلقيح 70 في المئة من سكان البلاد بحلول نهاية سبتمبر/أيلول – وهو وعد لم يتم الوفاء به.

وكل ذلك تأخر كثيرا على والد إليزا. وتقول والدة الطفلة: “تقول (إليزا) باستمرار إنه عندما يرحل كوفيد، سيعود أبي”.

أمنية مستحيلة التحقق. ولكن سيكبر العديد من الأطفال مثل إليزا وهم يتساءلون عما إذا كان من الممكن تفادي فقدان أحد الوالدين، لو لم يتم حظر استيراد اللقاح.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.