الحرب في اليمن: لماذا تريد واشنطن تصنيف الحوثيين جماعة “إرهابية”؟

مقاتلون من جماعة الحوثي

AFP

اهتمت صحف عربية بإعلان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، عزم واشنطن تصنيف جماعة الحوثيين في اليمن منظمة “إرهابية” أجنبية.

وناقش عدد من المعلقين والصحف تبعات هذا القرار، على الحرب في اليمن والأزمة الإنسانية الطاحنة هناك.

“قرار أجوف”

وصفت صحيفة الثورة اليمنية في افتتاحيتها، التي كتبها رئيس تحريرها عبدالرحمن الأهنومي، القرار الأمريكي بأنه “أرعن فاقد الأهلية والمشروعية”.

وتضيف الصحيفة أن هذا “القرار الأجوف… يُعد دليلا إضافياً على أن الحرب على اليمن حرب أمريكية”.

وأشارت إلى أنه “جاء بعد سلسلة الإخفاقات والهزائم والخيبات، واستكمالا لما بدأته من عدوان وحصار تستهدف به الشعب اليمني، وتحاول من خلاله خلق مفاعيل وعناوين ذرائعية لإدامة العدوان، وتعقيد مسار مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة”.

وتحت عنوان ” تصنيف الحوثي: إلحاق المزيد من الأذى بالشعب اليمني”، تؤكد القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها أن “خطوة التصنيف هذه سوف تُلحق المزيد من الأذى بالشعب اليمني، الواقع بين سندان الميليشيات والسلطات المتصارعة ومطرقة الحرب التي يشنها التحالف. وهذا هو الاعتراض الفوري الذي صدر عن منظمات دولية، منخرطة في تقديم العون لهذا البلد الذي لا يُصنف كواحد من أفقر بلدان العالم فحسب، بل إن مأساته تجاوزت المقاييس العالمية لجهة النكبات المتعاقبة، في ميادين الضحايا والغذاء وماء الشرب والدواء والأوبئة والمأوى والتهجير”.

وتشدد الصحيفة أن القرار يعد بمثابة “إجراء زجري متأخر ورمزي لا طائل وراءه، ما خلا إضافة صنوف جديدة إلى مأساة مفتوحة تحيق بشعب وبلد”.

“ردع للإرهاب”

أبرزت صحيفة الأيام اليمنية إعلان الحكومة اليمنية دعمها للقرار الأمريكي، على صدر صفحتها الأولى.

مايك بومبيو

Getty Images
قال بومبيو إن القرار اتخذ من أجل “محاسبة الحوثيين على أعمالهم الإرهابية”

وشددت الصحفية أن تصنيف جماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية “ينسجم مع مطالب الحكومة اليمنية، لمعاقبة هذه الميليشيا الإرهابية”.

وتحت عنوان “ردع للإرهاب”، تصف الاتحاد الإماراتية في افتتاحيتها القرار بأنه “بداية حصار فعلي للميليشيات الانقلابية، لدفعها إلى التخلي عن إيران والجنوح نحو السلام، الذي عرقلت جميع مبادراته بانتهاكاتها المستمرة”.

وبالمثل، تصف البيان الإماراتية القرار بأنه “إشارة مشجعة، تؤكد أن العالم بات يفتح عينيه على انتهاكات هذه الميليشيا، وأجندتها التخريبية التي لا تستهدف اليمن فقط، بل كذلك أمن واستقرار المنطقة برمتها”.

وتضيف الصحيفة “أن إنهاء التمرد الحوثي، الذي يأخذ اليمن رهينة ويستغله في محاولة تمرير أجندات إقليمية خبيثة، إنما هو مسؤولية أخلاقية يتحملها ضمير العالم الحر، وقرار الإدارة الأمريكية يأتي في سياق الاستجابة لهذه المسؤولية”.

أما حمود أبو طالب، في عكاظ السعودية، فيصف القرار بأنه “متأخر جداً لأمريكا ويأتي في الوقت الضائع للإدارة الحالية شبه المعطلة”، مشددا أنه “لو كانت إدارة ترامب جادة في هذا التوجه، لكان أمامها آلاف الأدلة والبراهين خلال السنوات الماضية، التي تؤكد ضرورة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية”.

كما يؤكد علي حسين، في الوطن البحرينية، أنه “بعد هذا الإعلان ستتأزم الأمور على الحوثي، حيث يعد هذا انتصارا ظافرا لتحالف دعم شرعية اليمنية، وتفعيلاً للقيمة القانونية لقرار مجلس الأمم المتحدة، الذي يعتبر ميليشيا الحوثي تنظيماً ارهابياً من خلال فرضه لعقوبات على شخصيات حوثية، كما أنه سيضيق الخناق الدولي على عنق الميليشا، نتيجة فرض عقوبات حظر السفر وتجميد الأرصدة المالية والأصول العينية، وعدم منح حق اللجوء السياسي لأفراد الحوثي”.

ويشير الكاتب إلى أن القرار يمثل “بداية مقاطعة دولية واسعة، لتدخل الميلشيا مرحلة العزلة التامة، لفك الارتباط بينها وبين منظومة الأطراف والمؤسسات الدولية المتعارضة معها، كما سينزع عن الميليشيا الصفات السياسية التي تتوارى خلفها، حيث يكون الحوار السياسي أو التفاوض للسلام معها جريمة إرهابية، كما سيمنعها من الحصول على الدعم والإسناد، بالإضافة إلى تجميد الأصول المالية للجماعة وسيفتح الطريق على مصراعيه، أمام محاكمة الميليشيا دولياً على الجرائم التي ارتكبها، كما أن التصنيف سيعدّ توصيفاً قانونياً للتمهيد لمحاكمتها ومحاكمة داعميها في إيران”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.