الرقص في زمن كورونا: راقصة فلسطينية “تُحول دقات القلب إلى موسيقى”

بعد أن أمضت الراقصة الفلسطينية، ريما برنسي، خمس سنوات في برلين، قررت أن تزور عائلتها مدة أسبوع في بداية شهر مارس/آذار الماضي، لكن هذه الزيارة “القصيرة” استمرت نحو تسعة أشهر.

كان إغلاق المطارات بسبب وباء كورونا هو السبب الذي اضطرها للبقاء في رام الله فترة أطول.

كما تسبب ذلك في إلغاء سفرها إلى العاصمة اليونانية، أثينا، للتطوع في مشروع “العلاج عن طريق الرقص” مع اللاجئين عن طريق مؤسسة “Save place”.

تقول ريما: “في البداية لم يكن من السهل أن أتأقلم مجددا على الحياة في رام الله، لأني كنتُ أتمتعُ بحرية كبيرة خلال فترة إقامتي في برلين، إذ كان من السهل التنقل بين المدن والدول دون أي حواجز”.

لكنها مع ذلك استفادت من فترة بقائها في مدينتها رام الله واشتغلت في مشاريع رقص مع فرق محليّة.

“المسرح والجمهور هما أكثر ما أفتقده”

بدأ شغف ريما برنسي، ذات السنوات الخمس والعشرين، بالرقص منذ سن الخامسة وبدأت تعلمه وهي في سن السابعة في مركز للرقص الكلاسيكي في مدينة القدس حتى انتقلت إلي مدرسة الفنون لتعلم تقنيات الرقص المعاصر وتخرجت في سن السابعة عشرة.

انضمت ريما عام 2012 الى أول فرقة رقص معاصر في “سرية رام الله الأولى” وأقامت أول عرض خاص بها عام 2013 لتسجل أول ظهور لها أمام جمهور في مسرح القصبة بمدينة رام الله.

“ما هذه الحياة إن كنت أخاف نشر فيديو أرقص فيه”

اختارت ريما أن تسافر إلى العاصمة الألمانية، برلين، لتكمل تعليمها الجامعي في أكاديمية “Dance works” حيث تعلمتُ هناك مدة عامين ثم تخرجتُ من أكاديمية برلين للرقص عام 2019.

تشتاقُ ريما كثيرا للمسرح وتقول: “المسرح والجمهور هما أكثر ما أفتقده منذ تسعة أشهر٬ اشتقتُ لتصفيق الجمهور بعد كل عرض، كان هذا يزيد من إصراري على تطوير مهاراتي بالرقص وهو الذي أوصلني إلى هذه المرحلة من الرقص التي أنا عليها اليوم”.

وتقول: “بسبب بقائي في الضفة الغربية اضطررتُ لإلغاء ثلاثة عروض رقص في أوروبا. كما أنني كنت أعمل على عدة مشاريع مع اللاجئين ومشاريع أخرى خاصة بي”.

بالصور: الرقص بالأقنعة واحتجاج صامت لدعم سياحة الترفيه

وتضيف: “لكن كان لهذه التجربة عدة إيجابيات، منها أنني قضيتُ وقتا كبيرا مع عائلتي وعملتُ على عدة مشاريع غير مدعومة مادياً مع عدة فرق رقص من مدن مختلفة في الضفة الغربية كان آخرها إنتاج فيديو كليب راقص بدعم محلي مع فرق رقص وراقصين مستقلين”.

“الرقص عبر دقات القلب”

تشعر ريما أن الفن في الأراضي الفلسطينية لم يأخذ حقه بعد، ويجب دعم الفن والفنانين ودور العرض٬ وتقول: “لاحظت في الآونة الأخيرة وجود كثير من المواهب في مختلف أنواع الرقص في الضفة الغربية لكن لا يوجد من يتبنى أو يدعم هذا النوع من الفن. أتوقع أن يتطور في المستقبل هذا الفن بسبب الإقبال الكبير من لدن الشباب والفتيات على الرقص بأشكاله”.

ويعد الرقص المعاصر فن من فنون التعبير الجسدي التي ظهرت في أوائل القرن العشرين، وهو نمط من الرقص المعبر الذي يجمع بين عناصر العديد من أنواع الرقص الأخرى بما في ذلك الباليه الحديث والجاز والرقص الكلاسيكي. اختارته ريما لأنه “رقص حر ووسيلة كي يعبر الإنسان فيها عن نفسه”.

100 امرأة: نساء ملهمات اختارتهن بي بي سي لعام 2020

11 امرأة عربية في قائمة بي بي سي لأكثر النساء إلهاما

وتعمل ريما خلال فترة وجودها في الضفة الغربية على عدة مشاريع منها “الرقص عبر دقات القلب”: أي أن يعتمد الراقص على دقات قلبه أثناء الرقص، ويستمع إليها جيداً، لإيجاد حركات تساعده بالتعبير عن مشاعره الداخلية والاستغناء عن الموسيقى وتحويل دقات القلب إلى موسيقى داخلية.

وتحلم ريما ببناء أكاديمية رقص في الأراضي الفلسطينية إذ لا توجد أية أكاديمية لتعليم الرقص المعاصر، فيُضطر غالبية الفلسطينيين للسفر خارج البلاد أو التقدم بالحصول على تصاريح من السلطات الإسرائيلية لعبور الحواجز لتعلم الرقص في مدينة القدس.

وأثر وباء كورونا التي بدأ مطلع مارس/ آذار الماضي على القطاع الثقافي والفني في الأراضي الفلسطينية تأثيرا كبيرا حالها كحال بقية مدن العالم، ما اضطر الحكومة الفلسطينية لإلغاء مئات الفعاليات الفنية والاحتفالات وإغلاق دور العرض.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.