الراعي: كيف نستطيع مع شعبنا أن نقبل بمهزلة ما جرى في جلسة انتخاب رئيس الأربعاء الفائت؟

 الله بها، هي تعلمنا أن نجيبه بالصلاة. من لا يسمع كلمة الله لا يصلي. لأنه لا يعرف كيف يصلي. وينبوع الليتورجيا التي تحييها الكنيسة ونحن نشارك فيها، فتجعل صلاتنا كنسية وتدخلنا في شركة مع الله الواحد والثالوث، ومع الإخوة. وينبوع الفضائل الإلهية: فمن باب الإيمان بصلاتنا نبحث بتوق عن وجه الله؛ ومن باب الرجاء نصلي منتظرين تجليات الله في حياتنا وفي التاريخ؛ ومن باب المحبة تأخذ صلاتنا حرارة تتذوقها وتثابر عليها. كل هذا يعني أن الصلاة هي أوكسيجين النفس، فلا يستطيع أحد من دونها أن يقيم علاقة سليمة مع الله والناس، وبخاصة إذا كان صاحب مسؤولية في الكنيسة والعائلة والمجتمع والدولة. فالمسؤول الذي لا يصلي، لن يتمكن من سماع صوت الله في ضميره، ولا أنين من هم في دائرة مسؤوليته. أليس هذا أصل أزمتنا السياسية في لبنان وما يتفرع عنها من أزمات اقتصادية ومالية ومعيشية واجتماعية وإنمائية؟ المسؤولية هي نوع من الأبوة”.

وختم الراعي: “كيف نستطيع مع شعبنا، الذي تكويه في الصميم هذه الأزمات، أن نقبل بمهزلة ما جرى في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية الأربعاء الماضي، بعد ثمانية أشهر من الفراغ والإنتظار، حيث انتهك الدستور والنظام الديمقراطي بدم بارد، وتوسع جرح الإنقسام والإنشطار، في وقت يحتاج فيه لبنان إلى شد أواصر الوحدة الداخلية؟ أهكذا نحتفل بمئوية لبنان المميز بميثاق العيش معا مسيحيين ومسلمين، وبالحريات العامة، والديمقراطية، والتعددية الثقافية والدينية في الوحدة؟ أهكذا ننتزع من لبنان ميزة نموذجيته، ونجرده من رسالته في بيئته العربية؟ فلا بد من عودة كل مسؤول إلى الصلاة والوقوف في حضرة الله بروح التواضع والتوبة والإقرار بخطئه الشخصي، لكي يصحح خطأه، ويتطلع إلى حاجة الدولة والمواطنين من منظار آخر. فلنجدد، إيماننا بالصلاة والتزامنا بها لكي نتمكن من عيش الشركة مع الله والناس بالمحبة والحقيقة. للثالوث المجيد، الآب والإبن والروح القدس، كل مجد وشكر وتسبيح إلى أبد الأبدين، آمين”.
 
خيرالله
 
وكانت لخيرالله كلمة في بداية القداس قال فيها: “تترأسون اليوم قداس واحتفال عيد الأب وعيد العائلة، في حضور أصحاب الغبطة البطاركة والسادة الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين والعائلات وقد أتوا من كل لبنان. إنه احتفال مميز لأننا أردنا، في اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة في لبنان، التي ترأستموها لسنوات، ومكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة البطريركة، الذي أسستموه بعد تسلمكم الخدمة البطريركية، أردنا أن نجمع، وللمرة الأولى، العيدين معا، تحت شعار: الأب أمان العائلة”. وحضرنا لهذا الاحتفال بروح كنسية سينودسية، ونحن في مسيرة سينودسية مع قداسة البابا فرنسيس. ودعونا إليه لجان العائلة في الأبرشيات، واللجان التنفيذية للجمعيات الكنسية التي تعنى بالعائلة في لبنان، وكل المعنيين بمكتب راعوية الزواج والعائلة. نلتقي حولكم من كل لبنان لنصلي معا، ونحتفل معا، ونصغي معا إلى صوت الله وإلهامات الروح القدس وإلى بعضنا البعض. كل ذلك من أجل العائلة.اتخذنا شعار عيدنا المزدوج: الأب أمان العائلة، ولكن من دون أن نغفل دور الأم خادمة المحبة وناقلة الإيمان وصانعة السلام. والأب في العائلة يستمد أبوته من الله”. 
 
وتابع: “كما أن الله هو أمان الإنسان وقد خلقة على صورته كمثاله، فالأب هو أمان العائلة ومدعو إلى أن يعكس صورة الله ويتحمل مسؤولياته كاملة في تتميم إرادة الله مع زوجته التي تعاهد معها في سر الزواج المقدس أن يعيشا الحب ويصيرا كلاهما جسدا واحدا. ونحن مقتنعون أن العائلة هي النواة والأساس في بناء الكنيسة وبناء المجتمع. 
إنها مؤسسة إلهية مبنية على الزواج كما أراده الله نفسه. لذا فهي مدعوة إلى أن تتمم إرادة الله وأن تتجدد دوما بقوة كلمة الله والأسرار، لتكون أكثر فأكثر الكنيسة البيتية التي تربي على الإيمان والصلاة، ومشتل الدعوات، والمدرسة الطبيعية للفضائل والقيم الأخلاقية، والخلية الحية والأولى للمجتمع”. 

وختم خيرالله: “بما أن العائلة، في الظروف الكارثية التي يمر بها وطننا وشعبنا، تتعرض لضغوط اقتصادية ومالية واجتماعية ونفسية، وباتت على حافة الفقر، وفقدت القدرة على تأمين العيش الكريم، إننا مدعوون  جميعا إلى أن نتضامن في سبيل حمايتها، وأن نقودها إلى  أن تكتشف مجددا القيمة التربوية للنواة العائلية التي تقوم على المحبة والغفران وتفتح آفاق الرجاء، كما يقول قداسة البابا فرنسيس. ويضيف: إننا مدعوون إلى توسيع راعوية العائلة بحيث تشمل الأزواج والأولاد والشباب والبالغين وذوي الاحتياجات الخاصة. هذه هي رسالتنا، وهذا هو مبرر عيدنا اليوم”. 
 

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.