لبنان مهدد بالخروج من النظام المصرفي العالمي.. الحكومة أمام تحدي إقالة سلامة.. وبري على موقفه

كتب عمر حبنجر في الانباء: يتناول مجلس الوزراء، في جلسته الاستثنائية غدا الجمعة، ملف حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، من زاوية إقالته في حال تمسكه برفض الاستقالة، وهو الذي بات مطلوبا بموجب مذكرتي توقيف غيابيتين، فرنسية وألمانية، إضافة إلى البطاقة الحمراء الصادرة عن «الإنتربول».

والسؤال المطروح في هذه القضية التي تخطت الاستحقاق الرئاسي بالنسبة لمليون و400 ألف مواطن لبناني، طارت مدخراتهم وودائعهم، هو: هل سيتخذ مجلس الوزراء القرار بإقالة أو تعليق مهمات سلامة، كحاكم للبنك المركزي، أم أن هناك ضغوطا خارجية مانعة؟

الأكيد ان هناك انقساما داخل مجلس الوزراء بهذا الخصوص، وزراء الممانعة يمانعون إقالة رياض سلامة، ويصرون على بقائه حتى نهاية ولايته بعد شهرين، ومع هؤلاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزراء المعارضة وخصوصا «التيار الحر» مع إقالته حالا.

الممانعون يخشون من ردات فعل سلامة حيال مشروع حزب الله المالي (القرض الحسن)، الذي يعمل في لبنان بغضّ نظر من البنك المركزي، وحيال كبار السياسيين الذين هرَّبوا أموالهم إلى الخارج، والمعارضون يستغلون ممانعة الممانعين لتوظيفها في الملف الرئاسي، مع الإشارة إلى الموقف الأميركي الداعم لبقاء سلامة حتى انتهاء ولايته، انسياقا مع تحفظ واشنطن على الإجراءات الفرنسية.

وظاهر الأمور، حتى الآن، ان حكومة ميقاتي تفضل الاعتماد على الوقت ليفعل فعله، من دون تدخل مباشر في لعبة تحديد مصير الحاكم سلامة.

لكن هذا الوقت ليس لصالح المودعين ولا المصارف، في ضوء المعلومات المتوافرة بأن مصارف أوروبية بدأت إقفال حسابات لبنانيين غير مقيمين فتحوا حسابات في العامين الماضيين لديها، بذريعة منع غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، إلا إذا كانت لديهم إقامة أو جواز سفر أوروبي، في الدولة التي فتحوا فيها الحساب، ومنع تحويل الأموال بواسطة التطبيقات الهاتفية، لدفعهم إلى السفر إلى حيث المصرف لإقفال الحساب وأخذ الأموال نقدا، أو العمل على تحصيل إقامة في غضون ثلاثة أشهر.

«التيار الحر» حمل رئيس حكومة تصريف الأعمال وحاكم المصرف مسؤولية تصنيف لبنان في المنطقة الرمادية، على لائحة مجموعة «فاتف» المعنية بمكافحة غسيل الأموال، بما تعنيه من مخاطر وضع لبنان خارج النظام المصرفي العالمي، نتيجة إصرار سلامة على الاستمرار في موقعه، رغم صدور مذكرات توقيف بحقه، بحسب بيان الهيئة السياسية للتيار التي اجتمعت أمس برئاسة جبران باسيل.

وأكدت مصادر قريبة من عين التينة أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لايزال عند موقفه الرافض تسلم النائب الأول لحاكم البنك المركزي وسيم منصوري مهام الحاكم في حال شغوره وتعذر تعيين البديل من قبل حكومة تصريف الأعمال، وسئل بري ما إذا كان قراره يأتي ضمن إطار الحض على انتخاب رئيس للجمهوريه، ليكون شريكا في اختيار الحاكم الجديد، فأجاب «فسروه كما تريدون».

وزير العدل هنري خوري، عضو التيار الحر، رأى ان بقاء سلامة على رأس الحاكمية يشكل خطرا على مصرف لبنان وعلى مصداقية الدولة، في حين رد وزير البيئة ناصر ياسين التأني بملاحقة سلامة إلى الخوف على المصرف المركزي كمؤسسة، أما نائب رئيس «حزب القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان فقد شجع سلامة على فضح كل المتورطين معه من السياسيين، واستغرب في الوقت ذاته كيف يتعرض حاكم مركزي للاتهامات خارج بلده ولا يستقيل.

رئاسيا المراوحة مستمرة نتيجة تداخل المواقف بين الممانعين والمعارضين، فـ «القوات اللبنانية» قالت في تقريرها السياسي اليومي ان حدود بلدة عرمتى، حيث جرت المناورة العسكرية لحزب الله، ستبقى في عرمتى، ولن تنجح بالوصول إلى بعبدا، والطريق بين دويلة عرمتى ودولة بعبدا أقفلت نهائيا بإرادة لبنانية وسيادية صلبة، وقال النائب القواتي فادي كرم ان باسيل تحت الامتحان وان «القوات» لن تشارك في أي لقاء رسمي في مجلس النواب إذا كان على شكل طاولة حوار.

في المقابل، نقل زوار رئيس المجلس النيابي عنه تفاؤله في انتخاب سليمان فرنجية ووصوله بعبدا بالأصوات المطلوبة في الدورة الانتخابية الثانية.

واعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان «القوات» و«التيار» يبحثان عن شخص وليس عن مشروع أو برنامج.

بدوره، تحدث رئيس حزب الكتائب سامي الجميل بعد استقباله النائب أشرف ريفي عن المخاطر التي تواجه لبنان، انطلاقا من المناورة العسكرية لحزب الله في الجنوب، مع غياب الموقف الحكومي الرسمي، ما يعني ان الدولة تحت سلطة السلاح، ما يعني ان المعركة الرئاسية ستشتد، وحذر النواب من تأمين النصاب لمرشح السلاح.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.