حتي: لبنان في طريقه الى دولة فاشلة ولا احد يعرف من هو ماسك المفتاح في البلد

 حذر وزير الخارجية السابق ناصيف حتي ان” بلاده في طريقها للدولة الفاشلة”، ودعا إلى”إنقاذ المركب اللبناني من الغرق”، مؤكدا  أن” المأساة في لبنان هي في لعبة الكراسي الموسيقية”، لافتا إلى أن” المشكلة في بلاده هي في لعنة الجغرافيا”، موضحا أن “الحل ليس بتربيع الدوائر” .

كلام حتي جاء خلال محاضرة سياسية نظمتها الرابطة الأردنية -اللبنانية في حضور القائم بأعمال السفارة اللبنانية بالوكالة السفير جو رجي ونائبه المستشار جورج فاضل، عميد الجالية اللبنانية المهندس فؤاد ابوحمدان، رئيس الرابطة الأردنية-اللبنانية سامية منكو الصلح ورئيس المنتدى الأردني اللبناني لرجال الأعمال نسيم الدادا وفاعليات.

وقال:”الأزمة المالية اللبنانية تعكس أزمة إقتصادية التي تعكس بدورها أزمة سياسية ،فعليك أن تمضي في هذا الطريق ، وعند ذلك تستطيع أن تلجأ ما يفترض أن يكون لك صداقات أستطعت أن تقيمها في الخارج،  وإلا سنبقى في حالة دولة في طريقها إلى الفشل”.

وأكد أن “الإنهيار والتفكك المجتمعي (اللذين يعاني منهما لبنان) هما من مظاهر دولة في طريقها إلى الفشل، و أن المطلوب هدنة سياسية لمنع المركب اللبناني من الغرق، وعلينا مراجعة الكثير من السياسات (التي اتخذت) في الماضي”، وشدد على أن” الأزمة في لبنان متعددة الأوجه ،أزمة طوائفية أو طائفيات سياسية أو مذهبيات سياسية، موضحا أن “التركيبة اللبنانية كانت دائما قائمة على هذه العملية” .

وقال:”ليس سرا أن هناك خلافات بين أحزاب مسيحية بين بعضها البعض ولكن ليست هذه المشكلة الوحيدة قد تضعف هذا الجانب ، ولكن في نهاية الأمر أنا بتقديري لا نحاول تربيع الدوائر في لبنان، وأتحدث كمواطن لبناني يجب الإتجاه نحو بناء الدولة اللبنانية وبناء دولة المؤسسات، هذه ليست لها علاقة بإلغاء الطوائف على العكس ، ولكن بشكل تدريجي يجب الإتجاه نحو بناء دولة المؤسسات” .

وأكد أن “مأساتنا في لبنان هو غياب مأسسة السلطة ،حيث لا توجد مأسسة للسلطة ما يعني ان لديك  مشاكل في كل الأوقات مثل رقصة الكراسي الموسيقية”.

وشدد على أن “الحل في لبنان ليس في تربيع الدوائر”، واشار إلى أن “مشكلة لبنان الثانية هي موقعه في الجغرافيا السياسية والهشاشة ، وبالتالي جاذب لكل أنواع التدخلات بسبب هذا الموقع واسميته “لعنة الجغرافيا”.

وقال: “ان عنصر تفاهم الحد الأدنى بين القوى المؤثرة في لبنان ضروري ولكنه غير كاف، علينا أن نقوم بعملية إصلاح هيكلي شامل وبشكل تدريجي يقولون ما لا يدرك كله فلا يترك جله”.

وأكد أن “المنطقة غنية، للأسف، بالصراعات والخلافات”، وقال :”نعيش في منطقة الشرق الأوسط منذ نحو عقدين من الزمن نظاما إقليميا يمكن وصفه بنظام فوضى إقليمية”.

واضاف:: هناك نظام ولكن ليس معناه انتظام، هي أنماط من العلاقات ،نظام فوضى منذ على الأقل عقدين من الزمن وإزدادت بشكل خاص ما عرف بـالربيع العربي. نعيش ما أسميه حروب ثلاث تغذي وتتغذى كل منها على البعض الآخر بشكل سريع أولها : حروب أهلية البعض يحملها للخارج والبعض ويحملها ويبرىء نفسه عنها دائما وهي نظرية تآمرية أسميها اغاتا كريستي وإنه أنا دائما بريء وكل العالم يتآمر علي وأنا قمة البراءة” ، وقال:”المؤامرة تنجح عندما تكون هناك ظروف تهيىء لأن تنجح مؤامرة”.

واشار الى انه “من سمات المنطقة إزدياد عدد ما يعرف بالدول الفاشلة أو الدول التي هي في طريقها الى الفشل”، وقال : “هناك الكثير من المؤشرات لما يعرف بالدولة التي في طريقها للفشل والدولة التي باتت فاشلة، و التي لديها سفير في الخارج وعلم وعضو في الأمم المتحدة،  ولكن لا أحد يعرف من هو ماسك المفتاح في البلد ،إلى جانب إنهيار اقتصادي واجتماعي ومجتمعي وأمني شامل وهناك إزدياد في هذه الحالات “.

ولفت إلى أن “هناك نزاعات مستمرة ، فهناك مثلث برمودا شرق أوسطي من اليمن إلى سوريا إلى ليبيا ،إزدياد الصراعات الأساسية “، وقال:” أنا من بلد عانى الكثير ولو لم نصل إلى هذا الأمر رغم ما سمي حروب أهلية أو حروب الآخرين، ولكن بأدوات لبنانية ولدينا شيئا جد أساسي وهو لعنة  الجغرافيا،  ويجب أن تعرف كيف ستتعامل مع محيط، ولا يمكنك أن تنكر محيطك ولا يمكنك القفز عنه ،فما بالك إذا كانت دولة ضعيفة أو مستضعفة أو منكشفة مجتمعيا بسبب الإنقسامات أو أمنيا وجاذبة لكل أنواع التدخلات في منطقة جغرافية سياسية جدا هامة، هذا بالطبع يجمع كل عناصر التفجير”.

وأوضح أن “مشكلتنا دائما في الأطر العربية هي أن الإقتصاد مسيس والسياسة مشخصنة”، وقال:”عندما أتحدث عن مثلث الأزمات نستطيع أن نرى كما ذكرت أن هناك دولا تعتبر فاشلة وتشهد صراعات وحالات أخرى في طريقها للفشل” .

واضاف:”المشكلة هي لعنة الجغرافيا السياسية ،هناك جاذبية للصراع فيخطف ما هو صراع داخلي بدلا من أن يعالج لصراعات أخرى ولحسابات أخرى”، وقال:”مجمل دولنا العربية على الأقل، عدد كبير منها لديها نوعا من الإنكشاف المجتمعي بسبب غياب استكمال عملية بناء الهوية الوطنية الجامعة ،لأن الدولة في كثير من الحالات سبقت الوطنية، ولكن العيب هو عدم بناء هوية جامعة ،وبناء دولة مدنية بناء مشترك ويؤسس عليه والتنوع بعد ذلك يصبح مصدر غنى وليس مصدر تشتيت وليس جاذبا للتدخل لا بل معزز ويصون الوحدة الوطنية”.

وأوضح أن “مشكلتنا العربية بشكل عام وأيضا من تجربتي إنه كان دائما هناك إنفصام بين القرار وبين التنفيذ ،نتخذ قرارا ونضعه على الرف ونعتبر أن القرار سينفذ أو سينفذ ذاته بذاته، لا نوظف إمكانات سياسية للذهاب لتنفيذه، وبدأت عملية التآكل ووجدنا نفسنا اليوم مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، الحكومة الأكثر يمينية وتشددا دينيا وهي طرحت شيئا خطيرا جدا في مرحلة كانت القضية الفلسطينية أو الموضوع الفلسطيني، موضوعا على الرف بسبب قضايا ضاغطة يوميا أمنية وسياسة واستراتيجية عند مختلف دول المنطقة، أو مختلف المناطق الفرعية في المنطقة. وجدنا اليوم هذه السياسة تقوم على تديين الصراع، نعم كان هناك عنصر ديني”.

وتابع:”لكن ما يجري الآن هو تديين كامل للصراع وبالتالي إلغاء الحد الأدنى مما يمكن أن يسمى حقوق وطنية للشعب الفلسطيني، اليوم في سباق (إسرائيلي) نحو إستكمال قيام الدولة الواحدة من المياه إلى المياه”، وقال:”أنا متخوف إننا نسير في طريق قد نصل إلى إلغاء الأرض وإحتمال قيام دولتين تعيشان جانبا إلى جنب وهو الحل الأكثر واقعية .”

مبادرة السلام العربية 

وختم حتي: في الماضي كان يتهم العرب بأنهم غير واقعيين، اليوم من هو ضد هذا الحل هو غير واقعي ،ليس بالإمكان إلغاء هوية شعب والتعبير عن نفسه،ومبادرة السلام العربية في 2002 التي أطلقت في بيروت جدا واضحة ومستندة كليا للقرارات الدولية ولم يجر إسقاطها بـالبراشوت من فوق وبالتالي فهي غير مطروحة على أرض الواقع “، واستطرد : “نحن نعيش لحظات خطيرة وأنا لا أستبعد بأي وقت وليس بتخطيط أن نصل إلى إنفجار أقوى من إنتفاضتي الأولى والثانية، وتخلط الكثير من الأمور إذا لم يكن هناك موقف يذهب بإتجاه الحل، وهذا من شأنه أن تستفيد منه أي قوى راديكالية على الأرض لأهداف لا علاقة لها بالموضوع كليا وتوظفها بأماكن أخرى ،فالتهدئة ضرورية ولكن ليست هدفا وإنما وسيلة لإعادة إحياء مفاوضات سلام على القواعد المعروفة “.

======ج.ع

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.