الفالنتين في لبنان.. مقسم بين أثرياء وفقراء و”تيار المستقبل”

كحال كل عام في لبنان.. يختلف اللبنانيون حول عيد الحب، الذي يحل في الرابع عشر من فبراير (شباط)، ولكن هذا العام تزامن الفالنتاين مع انهيار جديد وغير مسبوق بسعر العملة الوطنية اللبنانية مقابل الدولار.

فقد ارتفع سعر صرف الدولار في السوق السوداء بين الأمس واليوم من 68 ألف ليرة للدولار الواحد إلى 72 ألف ليرة، ما وسّع الشرخ بين اهتمامات ومُتطلّبات الأثرياء، كالسهر والاستمتاع بالهدايا، وبين جهود الفقراء لتأمين لقمة العيش، بعيداً عن عيد الحب الذي أصبح بالنسبة لعدد كبير منهم “كماليات” يمكنهم الاستغناء عنها في هذه الظروف المعيشية الصعبة.


وفي جولة لموقع “24”  في الأسواق التجارية بالعاصمة بيروت، استطلعنا تحضيرات اللبنانيين لاستقبال هذه المناسبة، على يومين متواليين أمس واليوم ليبيّن أنّ “عيد الحب” أصبح رمزاً للحياة لدى البعض، وموعداً لتأكيد “قلة الحيلة” لدى البعض الآخر، وتاريخاً لموت رمز وطني لدى فئة ثالثة، فانشطر بين ما يمكن وصفه بـ “فالنتاين الأثرياء” و “فالنتاين الفقراء”، وإحياء مناصرو “تيار المستقبل” لذكرى اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري.
فالنتاين الفقراء

لا حجوزات ولا ترتيبات باهضة التكاليف ولا سهرات واحتفالات بالعملة الصعبة، خاصة أنّه عادة وقبل أسبوعين من عيد الحب تبدأ التحضيرات ويطغى اللون الأحمر على واجهات المحال، وتتربّع الورود الحمراء في عروشها تجاورها الدببة وعلب الهدايا، وهو ما ندر خلال الجولة الاستطلاعية.
          ولكن من استبق بين الأمس واليوم، وحجز قالباً من الكاتو الحجم الأصغر، أو اشترى الورد الأحمر فقد فاز نتيجة لمُسارعة أصحاب المحال إلى تبديل التسعيرة المرتفعة جداً، لتبقى كتعبير رمزي عن الحُب والتمتّع بما تيسّر من نكهة الحلوى وعبير الورد الجوري، خاصة أنّ سعر قالب الحلوى الكبير تجاوز ضعفي الحد الأدنى للأجور في لبنان وهو 20 دولاراً.
أما الوردة الحمراء التي تبقى “ملكة المناسبة” دون منازع، أصبح سعرها  أيضاً بالدولار، ويتراوح بين 2 دولار للوردة الجورية دون زينة، و4 دولارات أو أكثر حسب الزينةo
 من جهته، أكد صاحب متجر أزهاء طقوش في بيروت لموقع 24  أنّ حركة البيع جيدة لكنها ليست طبعاً جيدة مقارنة بالسنوات الماضيات، خاصة مع تسعير معظم السلع بالدولار والغلاء الزائد، تسبب في إحجام الكثير من الزبائن عن الشراء، مشدّداً إلى أنه أحياناً يضطر إلى البيع بسعر “الكلفة” لتصريف وروده قبل أن تذبل.


الدببة الحمراء والذهب

ورغم الأسعار السابقة لم يكن أمام الكثير من اللبنانيين إلا اللجوء للورد وقوالب الحلوى أو إلى أحدهما لأنّهما ضمن قدرتهم الشرائية ، خاصة أن سعر الدب الأحمر يتراوح بين 10 و300 دولار، وهو ما يعني أضعافاً مُضاعفة من قدرة اللبناني على الشراء، بينما أصبحت محلات الذهب شبه مقفرة من الزبائن، فيما بقيت الملابس الحمراء على واجهات المحلات تنتظر بيأس لمن سيشتريها.

فالنتاين الأغنياء

وعلى الضفة اللبنانية الأخرى تختلف الصورة، إذ لم تقف الأوضاع المادية عائقاً دون استمتاع العديد من اللبنانيين بسهرة من العمر، احتفاء بعيد الحب، فعلى سبيل المثال لا الحصر، كان يوم السبت الماضي (11 فبراير) يوم سهرات الفالنتاتين الكبرى مع (نجوم الصف الأول)، حيث أحيا النحم المصري هاني شاكر حفلاً في ملهى “الأوسكار بالاس”، وحسب إجابة القائمين على الملهى لموقع 24 أنّ السهرة كانت ممتلئة المقاعد، رغم امتناع الإدارة عن كشف أسعار البطاقات.

وفي السياق نفسه، تناقلت مختلف المواقع الإخبارية الفنية، وصفحات التواصل الاجتماعي أخبار حفلات عيد الحب التي أقيمت ليلة السبت الماضي، والتي استهلتها المغنية اللبنانية إليسا، مع تأكيد مصادر فنية أنّ حجوزات حفلها كانت 100%، متشاركة الحفل مع مواطنها  مروان خوري.
كذلك أحيت النجمة نانسي عجرم  حفلاً في نفس التاريخ إلى جوار مواطنها الفنان وائل كفوري في مجمع “الفوروم دي بيروت”، وكشفت الفيديوهات المنتشرة عبر مواقع التواصل اكتمال عدد الحضور، رغم السعر المرتفع للبطاقات، خاصة أن نانسي تبرعت بأجرها من هذا الحفل الغنائي لضحايا ومنكوبي الزلزال.
 ويبقى أنّ المطاعم وملاهي السهر الأخرى، من 4 إلى 3 نجوم فقدمت عروضاً لسهرات اليوم بأسعار بلغت الـ500 دولار للشخصين.
يوم مشؤوم في “تيار المستقبل”

بالنسبة إلى مناصري وأعضاء “تيار المستقبل”، يعتبر عيد الحب “يوماً مشؤوماً” وفقاً لمسؤولة الشؤون النسوية” في منطقة طريق الجديدة بالعاصمة بيروت غنوة شريف، قائلة إن 14 فبراير “أفقدهم من بنى لبنان الحديث، الذي تيتّم من بعده كل اللبنانيين وليس فقط السُنّة أو أهل بيروت فقط”.
          وأوضحت أنّ الاحتفال بعيد الحب ممكن أنْ يكون في كل يوم وأي يوم، أما يوم اغتيالرفيق الحريري، فهو يوم الرفيق، وتتوقف من أجله كل الإلتزامات من أجل التوجّه إلى ضريحه في وسط بيروت لتلاوة الفاتحة على روحه، ومن ثم التوجّه إلى موقع الشعلة حيث وقع التفجير الملعون، وفي ما يلي اللقاء بحامل الراية ومُكمّل المسيرة الرئيس سعد الحريري.
وردّاً على سؤال إنْ كان هذا الموقف يعمل كل أنصار ومؤيدي “تيار المستقبل” أي يخصّها دونهم، فأكدت أنّها تتحدث باسم الكل، لأنّ الأحمر بالنسبة إليهم أصبح أزرقاً،.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.