غياب باسيل أثار لغطاً وأطلق استنتاجات.. جلسة الانتخاب الخامسة أفقدت الورقة البيضاء نجوميتها

رئيس مجلس النواب نبيه بري مترئسا الجلسة الخامسة لانتخاب رئيس للجمهورية في المجلس النيابي
رئيس مجلس النواب نبيه بري مترئسا الجلسة الخامسة لانتخاب رئيس للجمهورية في المجلس النيابي (محمود الطويل)

لم تكن الورقة البيضاء نجمة جلسة الانتخاب الرئاسية النيابية الخامسة أمس كما توقع الممانعون، فقد هبطت عن سقف 60 صوتا الذي بلغته في الجلسات الانتخابية العقيمة السابقة، فيما صعد رصيد المرشح المعلن الوحيد ميشال معوض الى 44، وكاد ان يتجاوز بصوتين، لولا غياب 5 نواب من مؤيديه بداعي السفر.

«أمل» و ««حزب الله» و«التيار الحر» وحلفاؤهم التزموا بالورقة البيضاء، التي هي سلاح المماطلة والتسويف وانتظار الغيب، فيما سمى الحاضرون من أحزاب «الاشتراكي» و«القوات» و«الكتائب» والمعتدلين، و«تجدد»، ميشال معوض، وكذلك فعل بعض التغييريين، الذين يتغيرون مع كل جلسة.

النائب ألان عون، عضو التيار الحر، برر التسلح بالورقة البيضاء بالقول «لا نريد الاستعجال بتسمية مرشح لرئاسة الجمهورية»، ربما هذا يفسر غياب رئيس التيار جبران باسيل عن الجلسة، الأمر الذي تناقضه دعوة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد «للإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية يعترف بالمقاومة»، بينما حذر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، بما هو أكثر قائلا «لا يمكن اختيار رئيس تحد أو تابع لأميركا…» في حين قال المرشح ميشال معوض معلقا على مجريات الجلسة:«أعرف صعوبات ترشيحي، ولا أقبل أن أكون مرشحا تحت السلاح».

وفي ضوء هذه الأجواء الانتخابية الضبابية، لايبدو ان الجلسة الانتخابية السادسة، التي اعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري موعدها الخميس المقبل قبل بدء جلسة الأمس ستكون مغايرة لسابقاتها، حيث تسود قناعات بأن الوحي الخارجي، لم يهبط على أولي الشأن، رغم التحركات الفرنسية المستجدة، عبر السفيرة في بيروت آن غريو بين حزب الله وبين جبران باسيل، حيث يبدو ان حزب الله نجح في إقناع رئيس التيار الحر باسيل بعدم الخروج عن محور الممانعة، ومتابعة الاقتراع بالورقة البيضاء، بخلاف تهويله بترشيح شخصية تنتمي الى تياره السياسي، او من المحسوبين عليه لخوض معركة الرئاسية.

باسيل غاب عن جلسة الأمس الانتخابية لسفره الى الدوحة، في زيارة تردد ارتباطها بالمشاركة القطرية في موضوع النفط والغاز، مع شركة توتال الفرنسية داخل المنطقة الاقتصادية اللبنانية الخاصة، كما لدور تلعبه الدوحة على مستوى المعالجات الاقليمية للاستحقاقات اللبنانية.

واعتبرت المصادر المتابعة، ان سفر باسيل الى قطر عشية جلسة انتخاب رئيس للجمهورية يعكس بوضوح استخفافه بالجلسة، وانسياقا مع سياسة المماطلة المعتمدة من قبل فريق الممانعة الذي ينتمي اليه، بانتظار ما يحكى عنه من ايحاءات او تسويات خارجية، وتناقض واضح بين ادعاء الحرص على انتخاب الرئيس ومنع الفراغ الرئاسي وبين التصويت بالورقة البيضاء، او بالتغيب عن جلسة الانتخاب.

بدورها، قناة «أم تي في» اعتبرت سفر باسيل عشية الجلسة الانتخابية استهتارا بالاستحقاق الرئاسي، وان مشكلة «المنظومة» ونوابها هي في عدم الالتقاء على اسم واحد، إما لحسم المعركة، أو للدخول في مفاوضات مع الآخرين.

فصراع باسيل – فرنجية هو الذي يعطل الانتخابات، وحزب الله يؤيد فرنجية ضمنا، لكنه يتجنب اعلان ذلك، حرصا على تحالفه مع باسيل وتياره.

والقوات اللبنانية من جهتها استبق رئيسها سمير جعجع الجلسة بإعلان رفضه الحاسم انتخاب سليمان فرنجية، في حين قال عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور من معراب بعد لقائه جعجع، ان اللقاء الديموقراطي لا يمكن ان يسير بمرشح من فريق 8 آذار، ما يعني ضمنا سليمان فرنجية، وتاليا، فإن الجمود الرئاسي مستمر.

من جهة اخرى، أكد جعجع حرصه على نقطة التلاقي مع وليد جنبلاط، عدا ما يتعلق برئيس المردة سليمان فرنجية، ورفضه التواصل او التعاون.

واعتبر جعجع ان مواقف جنبلاط الاخيرة ليست بداية التفاف على موقفه من ترشيح ميشال معوض، فهو يعتبر ان معوض ليس مرشح تحد لأحد، وهو الخيار الوحيد حتى الآن، والى حين ظهور خيار آخر قادر على حصد أصوات أكثر، وطمأن جميع اللبنانيين الى عدم العودة الى اتفاق معراب، لصعوبة ايجاد مثل ميشال عون في الكون كله.

وكان التقدير أن زيارة وائل أبو فاعور الى معراب وقبلها الى بيت الكتائب في الصيفي للإبلاغ عن بداية الهبوط التدريجي من مدرج المرشح ميشال معوض، بعد خفض جنبلاط حرارة التزامه بمعوض، واستقباله السفير الايراني مجتبى أماني في دارته، لكن أبو فاعور أكد على المؤكد، معتبرا ان جلسة الأمس الانتخابية هدفت الى اختبار النوايا لجهة النصاب ولإجراء فحص عيني للأصوات التي سيحصل عليها معوض، وقد جاءت جيدة (44 صوتا زائدا، 5 أصوات نواب مؤيدين له مسافرين) قياسا على ما سبق، في حين هبط عداد الأوراق البيضاء الى 47 أمس، بزيادة 3 أصوات عن معوض، مع عدم احتساب النواب «المعوضيين».

الانباء – عمر حبنجر – أحمد عزالدين

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.