الملف الحكومي على الرف بسبب شروط باسيل.. انتخاب الرئيس بانتظار الضوء الأخضر الأميركي و«الترسيم» مفتاحه

الملف الحكومي على الرف بسبب شروط باسيل انتخاب الرئيس بانتظار الضوء الأخضر الأميركي والترسيم مفتاحه
الرئيس ميشال عون مستقبلا بطريرك بيت كيليكيا للارمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان (محمود الطويل)

أنظار الداخل اللبناني على الجلسة الانتخابية الثانية لمجلس النواب، بعد غد الخميس، هل يكتمل النصاب وينتخب رئيس؟ أم يتبخر النصاب كما في الجلسة السابقة؟ وإلا إلى الفراغ الرئاسي سر.

الخيار السلبي الآخر هو الغالب، في ظل عجز الكتل النيابية المتصارعة عن تقديم مرشح قادر على توفير نصف عدد النواب زائدا واحدا (65) في الدورة الانتخابية الثانية، بغياب الضوء الأخضر الخارجي الذي اعتادت القوى السياسية والطائفية اللبنانية السير على هداه، ومفتاح هذا الضوء مازال بيد العراب الأميركي المنشغل حاليا بترسيم حدود الغاز والنفط في المياه البحرية المشتركة بين لبنان والكيان الإسرائيلي، فإن استطاع النجاح عبر حراك وسيطه عاموس هوكشتاين في موضوع الترسيم، تتولى فرنسا دور الوسيط المخضرم والقادر بفضل علاقاتها المتجذرة في شرايين تركيبة بعض المكونات اللبنانية على الوصول بالاستحقاق الرئاسي الى الخاتمة المرجوة، وإلا فإن أبواب الشغور مفتوحة.

وعليه، تبقى الاستحقاقات اللبنانية كافة، الدستورية وغير الدستورية، رهن الترسيم الذي بلغت مفاوضاته نهايتها، كما قال هوكشتاين للرئيس ميشال عون في الاتصال الذي أجراه معه الأحد، وانه تم تحديد الملاحظات وسيرسل الصيغة النهائية للاقتراح، وفق البيان الصادر عن مكتب الإعلام في القصر الجمهوري.

وفي هذا الوقت، تواصل اسرائيل اختبارات الضخ العكسي التجريبي للغاز وسط صمت حزب الله، في حين نقلت وسائل اعلام اسرائيلية ان مجموعات هاكر عراقية تمكنت من تعطيل الموقع الالكتروني للحافرة «أنيرجيان» من قبل فريق الطاهرة: «أحفاد الأكاديين نبوخذ نصر».

لكن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم توعد اسرائيل بالهزيمة في كل معركة، وقال: «اننا ننتظر نتائج ملف الترسيم».

وثمة إطلالة جديدة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم يتطرق فيها الى شتى الأمور العالقة.

وفي هذا السياق، يقول النائب القواتي السابق وهبي قاطيشا: اسرائيل ستبدأ باستخراج الغاز والنفط من حقل كاريش، أما تهديدات حزب الله «فنوع من الفولكلور».

والراهن، ان فرقاء الممانعة يتكلون كغيرهم على ضغوط واشنطن من أجل تليين موقف اسرائيل من عملية الترسيم، ولو من خلال القناة الفرنسية.

وبالانتظار، استبعد النائب السابق فارس سعيد تأمين نصاب جلسة الخميس الانتخابية «لأنه ليس هناك قرار لمن يقرر مصير الانتخابات الرئاسية بأن ننتخب رئيسا قبل نهاية المهلة الدستورية».

وأضاف: حزب الله المقرر والآمر الناهي في عملية انتخاب رئيس، وهو لم يقرر ذلك، لأنه يريد رئيسا خاضعا لدفتر شروط، بينما تحاول المعارضة الخضوع لشروط الدستور اللبناني واتفاق الطائف، مستبعدا تأثير صناديق الاقتراع بوجه السلاح، كما لم تؤثر الانتخابات النيابية الأخيرة.

وشبه باسيل الوضع في لبنان بالعراق، حيث ان تجربة صناديق الاقتراع بوجه هيمنة السلاح لم تعط نتيجة لسوء الحظ، والآن غالبية نوابنا لا يعرفون شيئا عن عملية ترسيم الحدود، عدا حزب الله الذي يعرف التفاصيل، مستذكرا العميد ريمون اده الذي قال عام 1969: هل من الممكن ان سائق سيارة ياسر عرفات يعرف باتفاق القاهرة الموقع مع منظمة التحرير أكثر مني، أنا النائب في مجلس النواب؟ وهذا ما يحصل الآن، ومن هنا ضرورة الأخذ بطلب حزب الكتائب، ادخال مسودة ترسيم الحدود الى مجلس النواب، وفتح نقاش سياسي حولها قبل التوقيع.

لكن مجلس النواب على موعد مع تجدد الاشتباك حول من يريد اموال الصندوق السيادي للنفط والغاز الذي عليه حفظ واستثمار الثروة النفطية، خشية تبديدها على قواعد المحاصة واللامحاسبة، التي هدرت نحو 70 مليار دولار من أصل 100 مليار، تمثل حقوق المودعين في المصارف اللبنانية، بحسب تقرير المستشار الاقتصادي للرئيس ميقاتي سمير الضاهر لقناة «الجديد».

وفي هذا الصدد، يقول الوزير جورج كلاس: اللبنانيون ضحايا قوانين قياصرة الداخل، الأشد ظلما من قانون قيصر الخارج، مشيرا الى انه من خواء المعدة يصرخ اللسان.

واذا كانت جلسة الخميس الانتخابية الرئاسية الفاقدة للجدوى مسبقا، فماذا عن الحكومة؟

الرئيس ميشال عون أعطى في الاسبوع الفائت الأولوية المطلقة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يكون وجوده الأساس لتشكيل حكومة جديدة، ما يعني ان الملف الحكومي موضوع الآن على الرف.

وقد جاء هذا الموقف بعد رفض الرئيس المكلف نجيب ميقاتي شروط جبران باسيل المدعومة من الرئيس عون، وأبرزها تغيير وزراء التيار الذين جمعهم في مقره الصيفي باللقلوق، وأبلغهم بأنه سيغيرهم «لأن ميقاتي بلعهم».

وآخر التطلعات الباسيلية، ما نشره موقع التيار الحر أمس من ترشيح رجل الاعمال وديع العبسي لتولي منصب نائب رئيس حكومة يتولى صلاحيات رئيس الجمهورية، وهذا يعني إحلاله محل نائب رئيس الحكومة الحالي سعادة الشامي الذي يريد الرئيس عون التخلص منه كونه محسوبا عليه.

ولفتت أمس تغريدة للنائب العوني سليم عون، يطالب فيها بعودة الرئيس سعد الحريري للمشاركة في الحياة السياسية؛ لأن التجارب علمتنا ان الأمور في لبنان لا تستقيم مادام ان فئة من أبنائه مغيبة.

وواضح أن هذا الشوق للحريري ليس حبا فيه، بقدر ما هو نكاية بميقاتي.

اقتصاديا، تعاود المصارف اللبنانية فتح أبوابها اليوم الثلاثاء، وفق الاجراءات المعتمدة بعد إقفال لبضعة ايام بسبب اقتحامات المودعين، في حين رسا سعر الدولار على محور 39500 ليرة لبنانية!

الانباء ـ عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.