لبنان يستلم خطياً مقترح هوكستاين لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل

cf2bf806f1e50260ae54b1ffa1660948

تسلم الرئيس اللبناني ميشال عون، السبت، مقترحاً خطياً من الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكستاين، نقلته إليه سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا.

كما زارت السفيرة الأميركية، رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، وسلمته نسخة من مقترح هوكستاين.

وأوردت الرئاسة اللبنانية على حسابها على “تويتر” أن عون “استقبل سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا وتسلم منها رسالة خطية من هوكستاين حول الاقتراحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية”.

ورداً على سؤال حول مضمون الرسالة، اكتفى مصدر في الرئاسة بالقول لوكالة “فرانس برس” إنها “تتضمن عرضاً للمفاوضات التي جرت مع اقتراحات” من دون أن يفصح عن ماهيتها. وأضاف أن “الردّ اللبناني سيتمّ في أسرع وقت ممكن تمهيداً للانتقال الى الخطوة المقبلة”.

وأفادت صفحة الرئاسة اللبنانة على تويتر، بأن عون اتصل بالرئيسين بري وميقاتي وتشاور معهما في عرض الوسيط الأميركي هوكستاين وفي كيفية المتابعة لإعطاء رد لبناني في أسرع وقت ممكن.

تفاصيل المقترح

وكان مصدر لبناني مطّلع على مسار مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، توقع أن يتسلّم لبنان مقترحاً مكتوباً من الوسيط الأميركي آموس هوكستاين، قبل نهاية الأسبوع المقبل. وتزامن ذلك، مع إعلان وسائل إعلام إسرائيلية أن المجلس الأمني المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، سيجتمع الخميس المقبل على الأرجح “لمناقشة مسودة الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية الاقتصادية مع لبنان”.

المصدر اللبناني كشف لـ”الشرق” أن المقترح المكتوب الذي يفترض أن يستلمه لبنان “يتضمن إقامة منطقة أمنية بحرية أشبه بمنطقة عازلة، تكون تحت رقابة الأمم المتحدة”، مؤكداً أن “هذه المنطقة، ومسار خط الطفافات البحرية التي تحدد الحدود البحرية بين البلدين، لن تكون مرتبطة بأي شكل من الأشكال بأي نقطة حدودية على البر اللبناني”، في إشارة إلى النقطة B1 التي سبق أن طالبت إسرائيل بالسيادة عليها، والتي تقع عند منطقة رأس الناقورة الحدودية، وهي عبارة عن موقع استراتيجي جداً يطل على الأراضي الإسرائيلية”.

وأشار المصدر إلى أنه بعد تسلم لبنان رسالة هوكستاين، ستعمد الجهات السياسية العليا إلى دراستها والموافقة عليها، ومن ثم تحال مجدداً إلى اللجنة المتخصصة بملف الحدود البحرية للتحقق من نقاطها، ليتم بعد ذلك إعلان الموافقة عليها”.

عامان من التفاوض

وانطلقت المفاوضات بين لبنان وإسرائيل عام 2020، ثم توقفت في مايو 2021 جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.

وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومتراً مربعة تُعرف حدودها بالخط 23، بناءً على خريطة أرسلها لبنان في عام 2011 إلى الأمم المتحدة. لكن بيروت اعتبرت لاحقاً أن الخريطة استندت الى تقديرات خاطئة، وطالبت بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعة إضافية تشمل أجزاء من حقل “كاريش” وتُعرف بالخط 29.

وتسارعت التطورات المرتبطة بالملف، مطلع يوليو، بعد توقف لأشهر، إثر وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش تمهيداً لبدء استخراج الغاز منه. وتعتبر بيروت أن الحقل المذكور يقع في منطقة متنازع عليها، بينما تقول إسرائيل إنه ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة.

وبعد وصول منصة استخراج الغاز قبالة السواحل الإسرائيلية، دعا لبنان هوكستاين لاستئناف المفاوضات، وقدم عرضاً جديداً لترسيم الحدود لا يتطرق إلى كاريش، بل يشمل ما يُعرف بحقل قانا.

ويقع حقل قانا في منطقة يتقاطع فيها الخط 23 مع الخط واحد، وهو الخط الذي أودعته إسرائيل الأمم المتحدة، ويمتد أبعد من الخط 23.

وزار هوكستاين بيروت مراراً خلال الأشهر القليلة الماضية. وقال في ختام زيارته لها الشهر الماضي: “أشعر فعلاً بأننا أحرزنا تقدماً في الأسابيع الأخيرة”، لافتاً في الوقت ذاته الى أنّ “الأمر يتطلب مزيداً من العمل”.

وكان مسؤولون لبنانيون، أعلنوا في الأسابيع القليلة الماضية إحراز تقدّم ملموس بشأن ترسيم الحدود.

وأبلغ عون، في 19 سبتمبر، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونيسكا أن “المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية باتت في مراحلها الأخيرة”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.