الملف الرئاسي يتحرك و«الحكومي» معلّق وأسماء جديدة في بورصة المرشحين

البطريرك بشارة الراعي مستقبلا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في الديمان (محمود الطويل)

الحراك السياسي في بيروت، يكاد يكون محوره رئاسة الجمهورية، وعندما يسأل سائل عن مصير تشكيل الحكومة، التي استعجل حزب الله ولادتها مؤخرا؟ يجاب، عندما يحضر الماء يبطل التيمم، وبالتالي عندما يفتح ملف رئاسة الجمهورية، تجمد بقية الملفات، بانتظار وصول قطار الرئاسة الى محطة بعبدا. وقد فتح وليد جنبلاط هذا الملف على الدفتين فوق طاولة حزب الله، وحصل على الوعد، بألا يكون هناك فرض، أو ضغط.

وطبعا، هذا لا يعني، ان الحكومة ليست من الضروريات، والدليل انها كانت الشرارة التي أطلقها حزب الله، عبر أمينه العام السيد حسن نصر الله في آخر إطلالة له، ما حرك ردارات وليد جنبلاط الدقيقة الاستشعار، والسريعة المبادرة، بعدما أدرك ان وراء تركيز الحزب على تشكيل الحكومة، في أواخر ايام ولاية الرئيس ميشال عون، ما يسمح بالظن بأننا في طريق رئاسي مسدود. وهذا ما حرص جنبلاط على طرحه، كسؤال على موفدي حزب الله الذين التقاهما قبل ايام: هل لدى الحزب مؤشر على عدم انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد الدستوري، فأجابه المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل بقوله: الحزب لا يريد الفراغ لأي من مؤسسات الدولة.

طبعا، هذا جواب عام.. قد يكون اقنع جنبلاط او لم يقنعه، لكنه قرر مواصلة التحرك على الصعيد الحكومي، ولئن ظل المشهد العام رئاسيا، ومنطلق هذا التحرك، التحسب لما هو آت، فبعد أغسطس، تغيب رهجة المغتربين ومعهم عملاتهم الصعبة، التي أنعشت الأسواق الخاملة، وخدرت أصحاب الحناجر المفتوحة، وبعد أغسطس يأتي سبتمبر، الاستحقاق الرئاسي المتعثر، ومعه الدولار المتفلت، وامام حالة العوز العام للخبز والدواء والمحروقات مقرونة بتحديات مرحلة الانتخابات الرئاسية، تتوقع المصادر المتابعة، فوضى اجتماعية – امنية، لن تسلم منها بيئة الاحزاب والتيارات الحاكمة بالذات. هذه المعطيات، لعبت دورها، في غياب الانتقادات السياسية الجدية، لانفتاح جنبلاط على حزب الله بعد خصومة، وتجاوب الحزب الحر معه. فالكل كما يبدو ينظر الى الامور بعين العاصفة ألآتية، ما لم يتم استدراك الامور الداخلية، رئاسية كانت او حكومية، قبل فوات الأوان، فمع الفوضى ترتخي القبضة، وتفقد السيطرة.

ولاحظت المصادر المتابعة ارتياح البطريرك الماروني بشارة الراعي لتحرك جنبلاط، الذي أوفد اليه نجله تيمور والنائبين اكرم شهيب ووائل ابو فاعور الى الديمان لوضعه في الأجواء، كما أوفد الوزير السابق غازي العريضي الى «عين التينة» لاطلاع الرئيس نبيه بري على المجريات.

وفي هذا السياق يقول رئيس جهاز التواصل والإعلام في حزب القوات «اللبنانية» شارل جبور، لموقع «ليبانون ديبايت»: أن «ما قام به جنبلاط برفض مرشحي 8 آذار، هو بداية تفاهم ما بين مكونات المعارضة على رؤية موحدة والتي هي كيفية مواجهة المرحلة لجهة أنه لا يجب أن يكون هناك أولا رئيس من قبل 8 آذار».

وأكد أنه «لا يجب أن نأتي برئيس وسطي خاضع للسلاح»، مشيرا إلى «محاولة الوصول لرئيس يجمع ولديه صفتي السيادية والإصلاحية»، ويرى أن «هذا الاستحقاق يشكل مدخلا لإعادة إنتاج كل السلطة بشكل نعيد إنقاذ لبنان بأكمله من الباب الإصلاحي المفقود بسبب السيادة المفقودة»

بالمقابل نقلت اذاعة «صوت لبنان» الكتائبية عن وزير مقرب من الرئيس ميشال عون، لم تسمه، قوله ان لدى فريق رئاسة الجمهورية فتاوى دستورية، تمنع حكومة تصريف الأعمال التي يرأسها الرئيس نجيب ميقاتي، من ممارسة السلطات الرئاسية، في حال تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون.

وفي هذه الأثناء، ارتفعت بورصة الأسماء المطروحة للرئاسة اللبنانية، وآخر ما تداولته وسائل الاعلام المحامون والاقتصاديون: زياد بارود، جهاد أزعور، سليم ميشال اده، سليم عساف وصلاح حنين.

إلى ذلك، يعمل كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على ادارة اجتماعات وتشكيل لجان وزارية متخصصة، لمتابعة الملفات العالقة، كلجنة الأمن الغذائي ولجنة متابعة شؤون القطاع العام، والاجتماعات الخاصة بعودة النازحين السوريين في بعبدا، وقد أبلغ الرئيس ميقاتي كل من الرئيسين عون وبري وحزب الله استعداده لعقد جلسات وزارية، للبحث بأمور محددة، ولكن لا جلسات موسعة للحكومة.

ومعنى ذلك ان الطرفين يتوزعان تصريف الأعمال الحكومية بالرضا او الصمت، بدل أن يكسرا المقاطعة ويخرجا على اللبنانيين بحكومة انقاذية من حواضر الحالة السياسية المستجدة، توقف تدحرج الدولة نحو الانهيار الكبير. علما ان الرئيس ميقاتي بصدد السفر لتمضية اجازة في امارة موناكو كما تقول مصادر اعلامية.

بدوره، وزير الاعلام زياد مكاري استبعد لاذاعة صوت لبنان تشكيل الحكومة في الوقت المستبقى من الولاية الرئاسية.

من جهته رئيس حزب الوطنيين الاحرار كميل دوري شمعون، قال في احتفال بالذكرى 35 لوفاة جده رئيس الجمهورية الراحل كميل شمعون: «لا نستطيع ان نخطئ في الإتيان برئيس جمهورية يدمر هذا البلد، كما دمر بالشكل الذي دمر فيه، وليس مقبولا الا ان يأتي رئيس قوي وكفؤ ونظيف الكف».

وتوجه شمعون الى اركان العهد الحالي بقوله: الكهرباء لم تستطيعوا تأمينها.. واليوم لدينا الاستحقاق الرئاسي، وممنوع الغلط مجددا. فنحن المجموعة السيادية من نواب الأحرار والقوات وكل السياديين لن نقبل برئيس لا يمثلنا.

من جهته، قال رئيس «التيار الحر» النائب جبران باسيل، بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي في مقره الصيفي بالديمان، إن «الانتخابات الرئاسية لن تأتي بالتغيير المطلوب إلا أنه استحقاق دستوري يجب أن يتم»، مضيفا أن «رئيس الجمهورية الجديد يجب أن يحظى بمواصفات أساسية، وأن «على رئيس الجمهورية أن يكون ابن بيئته وممثلا لوجدانها وأن يمثل جميع اللبنانيين وغير مسموح أن يسقّط»، معتبرا أن «هذه مناسبة لبكركي لتقوم بمبادرة والموسم اليوم هو موسم بازار مواصفات».

وأكد باسيل: «رفض فرض أي رئيس من الداخل أو الخارج وعندما أطرح نفسي مرشحا للرئاسة حينها أصنف وعلينا أن نحترم مواقعنا وخياراتنا».

الانباء – عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.