خبراء لـ”السياسة”: تجاوز قواعد الاشتباك يضع لبنان على شفا الحرب


كتب عمر البردان في السياسة: في تطوّر بارز، رفع جيش الاحتلال الاسرائيلي حال التأهب إلى أقصى درجة على الحدود الشمالية مع لبنان أمس،، فيما دوت صفارات الإنذار في الجليل الأعلى للتحذير من مسيّرة أطلقها “حزب الله” وأفادت قناة “الجزيرة” بإطلاق ستة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى، واستهدف ‌‏”حزب الله” ‌موقع المرج بالأسلحة الصاروخية. وفي السياق، حذّر أهالي جنود المراقبة الإسرائيليين في الشمال الذي يشار إليهم باسم “عيون الجيش” لأنهم يقدمون معلومات استخباراتية، من أن أولادهم سيرفضون الانتقال إلى موقع موقّت أقرب إلى الحدود مع لبنان، قائلين إنهم يفضلون رؤية أطفالهم “يُرسلون إلى السجن العسكري لتحديهم الأوامر، بدلاً من تعريضهم لخطر غير ضروري”، مضيفين ان الجنود قادرون على القيام بعملهم بفعالية من موقعهم الحالي بعيدا عن الحدود. من جانبه، وللمرة الأولى، استهدف “حزب الله”، أمس، مقر قيادة الفرقة 146 في جعتون بعشرات صواريخ الكاتيوشا وحقق فيها اصابات مباشرة، كما استهدف قاعدة ميرون للتحكم والسيطرة والمراقبة الجوية مرتين بدفعة من صواريخ ضد الدروع، ما أدى الى اصابة قسم من تجهيزاتها ومعداتها الفنية والتجسسية وتدميرها بالكامل.
وبعدما تجاوزت العمليات العسكرية المتبادلة بين إسرائيل و”حزب الله” كل قواعد الاشتباك، أكد خبراء عسكريون لـ”السياسة” أن الحرب الواسعة باتت أكثر ترجيحاً من أي وقت مضى، حيث هدفت إسرائيل، كما يقول هؤلاء، من خلال الرسائل النارية التي أبلغتها إلى “حزب الله” بقصفها مدينة بعلبك، توازياً مع استمرارها في مسلسل اغتيال قادته، أن المبادرة أصبحت بيدها، وهي التي تتحكم بمسار التطورات العسكرية، في وقت تكفل رئيس مجلس النواب نبيه بري نيابة عن “حزب الله” بإبلاغ قائد قوات “يونيفيل” في الجنوب، بأنه إذا قصفت إسرائيل بيروت، فإن صواريخ “حزب الله” ستطال إسرائيل .
وفي حين بلغت التهديدات بين الطرفين مداها الأقصى، ما يشير إلى أن الأمور مرشحة للتصعيد الذي قد يفتح أبواب المواجهات على المجهول، مع تأكيد قادة “حزب الله” أن إسرائيل ستفاجأ بحجم الرد على عدوانها، وأنها ستذوق المر، انتقاماً لاستهدافها المدنيين، كان لافتاً، تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي وبكثافة في الأيام القليلة الماضية في أجواء العاصمة وضاحيتها الجنوبية على علو منخفض. وقالت المعلومات، إن التصعيد في العمليات الحربية، لا يعكس توجهاً لأي تهدئة وإنما يشير بوضوح إلى أن جيش الاحتلال أخذ قراره بشن حرب لإبعاد “حزب الله” إلى شمال الليطاني، حتى لو كلفه ذلك إطالة أمد الحرب وتكبد المزيد من الخسائر البشرية والمادية، فيما يخشى وفقاً للمعلومات، أن يكون القرار الإسرائيلي بتأجيل عودة المستوطنين إلى تموز المقبل، ربطاً بالحرب التي تريد إسرائيل شنها على لبنان، لكن دون تحديد موعدها حتى الآن.
وفي وقت أشارت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة” أن “حزب الله” رفض المقترح الفرنسي بشأن الجنوب، باعتباره “ترتيبات أمنية” كما نقل عنه، فإن الرد الرسمي اللبناني سيؤكد وفق المعلومات، أن تطبيق القرار 1701 الأساس لتهدئة الجبهة الجنوبية، أي أن تلتزم إسرائيل أولاً بتنفيذه، وتوقف عدوانها المستمر على لبنان حتى يعود الاستقرار إلى جانبي الحدود، كما أن لبنان ومن خلال الجواب على الورقة الفرنسية، يؤكد أن استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، جزء لا يتجزأ من مندرجات القرار الدولي، حتى يتأمن السلام الدائم، وبانتظار ما سيحمله الموفد الأميركي آموس هوكشتاين عند عودته إلى المنطقة من أفكار لنزع فتيل التوتر جنوباً، في إطار المساعي لإيجاد حل سياسي للأزمة.
وبينما واصل الطيران الحربي الإسرائيلي، أمس، قصف العديد من القرى والبلدات، سيما في محيط مدينتي صور والنبطية، رد “حزب الله” على قصف مدينة بعلبك، فاستهدف قاعدة ميرون للمراقبة الجوية في جبل ‏الجرمق بدفعة صاروخية كبيرة من راجمات عدّة، وأشارت وسائل إعلام إلى إطلاق 40 صاروخًا من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى، وسُمعت صفارات الإنذار في مستوطنات سعسع وكفار حوشن ودوفيف وسفسوفة في الجليل الأعلى، بينما قامت القبة الحديدية باعتراض عدد من الصواريخ التي استهدف بعضها قاعدة “ميرون الجوية”، وقصفت المدفعيّة الإسرائيليّة محيط منطقة تلة الحمامص. وأعلن جيش الاحتلال استهداف موقع عسكري وبنية تحتية تابعة لـ”حزب الله” ردا على قصف قاعدة ميرون، وطال القصف المدفعي الإسرائيلي محيط بلدة يارون ومحيط منطقة تلة الحمامص وسقطت قذيفة قرب المدخل الغربي لبلدة الوزاني، بعدما شنت الطائرات الإسرائيلية غارتين على بلدتي جبشيت والبيسارية للمرة الأولى، كما استهدفت غارتان إسرائيليتان بلدة المنصوري في قضاء صور.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.