انتهى قبل وصول المسيرات.. القصة الكاملة لهجوم إيران تجاه إسرائيل

وعيد وتهديدات على مدار 14 يوما، ثم إطلاق مسيرات وصواريخ، وإعلان انتهائه قبل الوصول، هذا هو ملخص الهجوم الإيراني تجاه إسرائيل.

ومنذ الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، وما أسفر عنه من نتائج طالت هيبة إيران، والعالم منشغل في متابعة السيناريوهات المتوقعة لرد طهران.

ليس هذا فحسب، فدول المنطقة كانت تحبس أنفاسها -ولا تزال- بشأن مخاطر دفع هذا التوتر منطقة الشرق الأوسط إلى مرحلة جديدة من الصراع والغليان.

ما الأسباب؟
أتى الهجوم ردا على القصف الذي استهدف القنصليّة الإيرانيّة في دمشق يوم 1 أبريل/نيسان، الذي نُسب إلى إسرائيل، وتسبّب في مقتل 16 شخصا بينهم عناصر وقياديّان في الحرس الثوري الإيراني.

وتسبب الهجوم في أضرار كبيرة بمبنى القنصلية الإيرانية، لكن الأكثر أهمية كان مقتل العميد محمد رضا زاهدي مسؤول فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان، كأرفع مسؤول يقتل هكذا منذ استهداف الجنرال البارز قاسم سليماني بغارة أمريكية في العراق عام 2020.

وترتبط تلك الأجواء بارتفاع وتيرة التوتر والعداء بين إيران وإسرائيل، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة بين الثانية وحركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

كيف نفذ؟
نُفذ الهجوم، الذي أطلق عليه الحرس الثوري اسم “الوعد الصادق”، بعشرات المسيرات والصواريخ، وهو أوّل هجوم مباشر من هذا النوع تشنّه إيران ضد إسرائيل، بعد نحو أسبوعين على قصف قنصلية طهران في دمشق.

في الوقت نفسه، نفذ وكلاء لإيران في المنطقة هجمات ضدّ إسرائيل، مثل حزب الله اللبناني الذي أطلق صواريخ كاتيوشا في اتّجاه هضبة الجولان، ومليشيات الحوثي في اليمن عبر مسيّرات باتّجاه الأراضي الإسرائيليّة، وفق الجيش الإسرائيلي.

وأعلن متحدّث باسم الجيش، فجر الأحد، أن إيران أطلقت أكثر من 200 مسيّرة وصاروخ باتّجاه إسرائيل، مضيفا أنّه تمّ اعتراض “الغالبيّة العظمى” منها.

كيف انتهى؟
وكالة أنباء إيرنا الإيرانية ذكرت أن نصف الصواريخ التي أطقلت على الأقل أصابت أهدافها داخل الأراضي الإسرائيلية بنجاح، مقابل رواية لدى إسرائيل تؤكد أن صواريخ قليلة استطاعت دخول أراضيها.

وذكرت الوكالة أنّ صاروخ خيبر أصاب ما وصفتها بـ”أهم قاعدة جوية إسرائيلية” في النقب جنوب إسرائيل، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة به، مشيرة إلى أن صواريخ طهران الباليستية طالت عديدا من الأهداف، بينها قاعدة نيفاتيم الجوية.

وتقع هذه القاعدة في منطقة صحراء النقب بالقرب من مدينة بئر السبع، ويبلغ طول مدرجها 3400 متر، وتعد الحظيرة والقاعدة الرئيسية لطائرات إف 35 الإسرائيلية، لكن الجيش الإسرائيلي أكد أن الأضرار بها طفيفة.

وسمع دويّ انفجارات فجرا في أجواء القدس، ليتم إطلاق صافرات الإنذار في المدينة، كما أطلِقت صافرات الإنذار في شمال إسرائيل وفي منطقة النقب.

وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، على منصة إكس للتواصل الاجتماعي، إن العمل العسكري الإيراني كان ردا على “عدوان النظام الصهيوني على مقرنا الدبلوماسي في دمشق، ويمكن اعتبار أن الأمر قد انتهى”.

ماذا كان دور أمريكا وبريطانيا؟
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّ القوّات الأمريكيّة ساعدت في إسقاط “كلّ المسيّرات والصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل تقريبا”، مضيفا أنه أكد مجددا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعم بلاده “الثابت” لإسرائيل.

وذكر بايدن، الذي سبق وحذر إيران من الإقدام على الهجوم، أنّه سيدعو قادة مجموعة السبع، اليوم الأحد، إلى تنسيق “ردّ دبلوماسي موحّد” على رد الفعل الإيراني الذي وصفه بـ”الوقح”.

وقطع الرئيس الأمريكي عطلة نهاية الأسبوع خارج واشنطن، وعاد إلى البيت الأبيض لإجراء مشاورات عاجلة مع فريقه للأمن القومي “بشأن التطورات في الشرق الأوسط”، كما أعرب من قبل موقف بلاده الثابت في الدفاع عن أمن إسرائيل.

وقال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، اليوم الأحد، إنه أذن بنشر أصول إضافية من سلاح الجو الملكي، وستعمل الطائرات البريطانية وناقلات التزود بالوقود الجوي على تعزيز عملية شادر -عملية المملكة المتحدة لمكافحة داعش في العراق وسوريا- بالإضافة إلى ذلك ستعترض هذه الطائرات أي هجمات محمولة جوا في نطاق مهامها الحالية، كما هو مطلوب.

ماذا عن رد نتنياهو؟
جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي معاونيه وحكومة الحرب في مكان سرّي آمن، وفق ما أعلنه مكتبه، مؤكدا أن إسرائيل استعدّت لـ”احتمال تعرّضها لهجوم مباشر”، و”مستعدة لمواجهة أيّ سيناريو، دفاعيا كان أم هجوميا.

كما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتانياهو وبايدن تحادثا هاتفيا، بشأن التطورات والهجوم الإيراني، الذي لقي إدانات دولية واسعة.

ماذا عن الموقف الدولي؟
لقي الهجوم إدانات دولية واسعة، لا سيما من القوى الدولية المؤثرة، فقد اعتبرت فرنسا -على سبيل المثال- أن هجوم إيران “يتجاوز عتبة جديدة” في زعزعة الاستقرار.

وندد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بالهجوم، واصفا إياه بـ”المتهور”، مؤكداً أن بريطانيا “ستواصل الدفاع عن أمن إسرائيل.

وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عبر منصة “إكس”، أن الاتحاد “يدين بشدة” هجوم طهران، منددا بـ”تصعيد غير مسبوق” و”تهديد خطير للأمن الإقليمي.

ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “بشدة التصعيد الخطير”، المتمثل في الهجوم الإيراني على إسرائيل، وغيرها من ردود الأفعال الدولية المنددة.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.