الفنانة نايلا رومانوس إيليا دشنت مجسم على المقلب الآخر من الزمن في بيروت

رفعت المهندسة المعمارية الفنانة نايلا رومانوس إيليا الستارة عن عملها الفني الجديد “على المقلب الآخر من الزمن”، في الباحة العامة المجاورة لكنيسة مار الياس في ميناء الحصن – بيروت.
استلهمت الفنانة عملها من القصيدة الملحمية الشهيرة “الكوميديا الالهية”Divina Commedia لدانتي اليغيري والذي يحتفل العالم ولبنان بالذكرى 700 لوفاته، وقد أقيم حفل التدشين بالشراكة مع المعهد الثقافي الايطالي في بيروت وفي حضور سفيرة إيطاليا في لبنان نيكوليتا بومباردييري.

تعاون على إنجاز هذا المشروع ثلاثة فاعلين أساسيين: الفنانة التي وضعت المفهوم وتابعت سير التنفيذ، راع سخي ومجهول تولى تمويل التكاليف كاملة، رعية مار الياس التي أطلقت الفكرة وحضنت إنجازها حتى إتمامها.

تضمن الاحتفال عرضا موسيقيا لوتريات جامعة سيدة اللويزة، المدير الفني الأب خليل رحمه، المدرب ماريو الراعي، مقتطفات من “سمفونية دانتي” لفرانز ليست، إعداد رمزي قندلفت وعرض راقص ليارا بستاني ونادر بحسون، صمما خصيصا للمناسبة.

وخلال حفل التدشين، علقت السفيرة بومباردييري بالقول: “أنا سعيدة لأن هذا الإبداع الفني الجميل يذكرنا بالمعنى القوي والحاضر دائما والإلهام الموجود في تحفة دانتي. الكوميديا الإلهية هي بحث عميق في النفس البشرية، من خلال توضيح رذائلها وفضائلها، وبؤسها وعظمتها”.

ويعكس المشروع الفني “على المقلب الآخر من الزمن”، موضوع قصيدة “الكوميديا الالهية” التي تعود إلى العصور الوسطى ولا تزال إلى اليوم، تزخر بالمعاني العميقة تماما كما كانت في السابق، وذلك بفضل طبيعة المواضيع التي تستشكفها والتي لا يتخطاها الزمن. يصف السرد رحلات دانتي عبر الجحيم والمطهر والجنة، في ما يرمز لرحلة الإنسان عبر الحياة في ظل تطلعه إلى الخلاص، وإدراكه تماما عواقب الخطيئة وأمجاد السماء. ويمتد عملها الفني على مساحة 50 مترا مربعا، ويتوزع على ثلاثة أجزاء، يرمز كل منها الى أحد أجزاء القصيدة، وهي “الجحيم” و”المطهر” و”الفردوس”.

وعن عملها، رأت رومانوس ايليا انه “يوفر التجهيز المرئي من بعيد، جوانب متنوعة، سواء تم الاقتراب منه بالسيارة أو مشيا أو تم استكشافه من الداخل. وتبدو علاقة المشاهد بالعمل متشعبة، كما ان ردود الفعل والتفاعلات، تتنوع بين البصرية والجسدية والعاطفية والفكرية. وبالتالي، ربما تتغير تفسيرات المراقبين وافتراضاتهم الأولية أثناء تجولهم حول هذا العمل الفني والتفاعل معه، على أمل أن يولد هذا الأمر فيهم حافزا للانخراط والتأمل”.
واختتمت حديثها بالقول إنها كانت “حريصة على تذكير الناس بأن الفن العام، يشكل جزءا من التاريخ المشترك للأمة، ما يساهم في بلورة ثقافتها المتطورة في ظل الحفاظ على الذاكرة الجماعية. لكن قبل كل شيء، الغرض منه ان يستمتع به الجميع ويشعروا بأنه لهم”.

يذكر أن الحدث أقيم في إطار أسبوع اللغة الإيطالية في العالم (الدورة الحادية والعشرين)، فيما تحتفل إيطاليا هذا العام بدانتي، أبو اللغة الإيطالية.

عن “على المقلب الآخر من الزمن”
يعكس التركيب الخاص بالموقع، الذي يشغل الساحة، صدى كل من موضوع القصيدة وهيكليتها من خلال تكوين رمزي متعدد الطبقات.

وفي تجهيزها، تجسد رومانوس إيليا “المطهر” بعشر أسطوانات خرسانية، تتمتع بمقاسات وملامس مختلفة توازي بأحجامها تلك المخصصة للجحيم. ولدى تركيبها على نحو يتداخل بعضها مع بعض، يبدو حجمها الاجمالي يملأ الفراغ وسط الهيكل المعدني الصدئ الذي تتمحور حوله هذه الاسطوانات. وقالت الفنانة “إن أحجامها المختلفة وملامسها المتنوعة، الشجرة الرمزية التي تقف على أعلاها، كلها من المميزات المثيرة للاهتمام التي تشجع الناس على الاقتراب من التجهيز واستكشافه وتأمله”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.