فوضى عارمة في لبنان.. ودعوة إلى إقفال جميع الطرق اعتباراً من صباح اليوم

عناصر من فوج إطفاء مدينة صيدا خلال تنظيف الشوارع بعد الاحتجاجات وإحراق الإطارات أمس الأول(محمود الطويل)

أمضى اللبنانيون أوقاتا مفعمة بالقلق والتوتر الناجمين عن الإغلاق الواسع في مختلف المدن والمحافظات، ‏وحتى في الأحياء الداخلية للبلدات على وقع الأرقام القياسية المتسارعة لقفزات الدولار الأميركي، على هامة الليرة اللبنانية المنهكة، مقرونة بالتحركات الميدانية للمجموعات الحزبية المعروفة، والتي تتحرك جماعيا بواسطة الدراجات النارية ومعطوفة على مبالغات وسائل التواصل الاجتماعي، التي أوحت بأن ثمة حدثا سياسيا بات قاب قوسين او أدنى.

وبلغ حراك المحتجين على تدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع سعر صرف الدولار في لبنان حداً متقدماً مساء أمس، مع توسع دائرة نار الاطارات المشتعلة وقطع الطرق إلى مختلف المناطق، ولم تسجيل أية صدامات بين المحتجين الجيش.

وشهدت مداخل الضاحية الجنوبيّة من ناحية المشرفية انتشاراً، قيل، إنه لعناصر الانضباط التابعين لـ”حزب الله” تحسباً لمسيرات للدراجات النارية باتجاه منطقة غاليري سمعان.

ومع تقدم ساعات المساء تجددت الدعوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى إقفال الطرق اعتباراً من صباح اليوم.
ميدانياً. في بيروت قطع، أمس، المحتجون الطرق المؤدية الى ساحة الشهداء بالدواليب المشتعلة.

وكذلك في الشمال أوقفوا السير عند مستديرة العبدة القريبة من الحدود اللبنانية – السورية وبالاتجاهين وصولاً حتى وادي الجاموس بمحافظة عكار الشمالية وامتدت الاحتجاجات الى اوتوستراد شكا عند مفرق انفه، جنوب طرابلس، بالاتجاهين، وعند المحمرة وضهر العين وأوتوستراد الميناء طرابلس وقطع الطريق في الشويفات بالاطارات المشتعلة جنوباً أقفل تقاطع إيليا شرقي صيدا كما اوتوستراد الناعمة باتجاه بيروت.

أما في البقاع فقد نشط الشبّان مانعين سلوك طريق عام سعدنايل بالاتجاهين وطريق عام تعلبايا باتجاه شتورا، وأيضاً طريق راشيا – المصنع عند نقطة الحدود مع سورية والمدخل الرئيسي لبلدة الصويري إضافة لطريق عام بر الياس عند مفرق المرج وفي محلة جديتا العالي بالاتجاهين وترشيش تويتي ومفرق قب الياس إمتداداً حتى مستديرة زحلة ساحة شتورا.

وفي عاليه توقفت حركة السير على طريق عام شانيه- عاليه بالاتجاهين والطريق الدولية في بعلشميه عاليه باتجاه بيروت.

‏ويترافق هذا التصعيد المتعدد المحاور مع اتصالات ديبلوماسية ومناورات سياسية واستعدادات ميليشياوية في الداخل والخارج، أعطت بعض ‏الملامح غير المطمئنة وربطت لعبة التأزيم المعيشي عبر الدولار الأميركي بما يتجاوز معضلة تشكيل الحكومة، الى ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل والحدود الشرقية مع سورية، في حين ‏تتحرك الديبلوماسية الروسية باتجاه طهران وتستقبل مستشار الرئيس ميشيل عون للشؤون الروسية رجل الأعمال والنائب السابق أمل أبوزيد، في وقت ينتظر الرئيس المكلف سعد الحريري في الإمارات تحديد المواعيد الرسمية له في العاصمة الروسية.

وبالتزامن، نسب تعميم لقيادة التيار الوطني الحر، صدر امس الأول، وفيه إعلان التعبئة العامة لكافة أفواج ومجموعات الانضباط والدعم والجهوزية ‏التامة للتحرك الفوري متى وصلت التعليمات، وطلب التصرف الدفاعي تلقائيا ‏في حال توجه ما يسمى بالثوار إلى أي مركز او مقر تابع للتيار.

‏في ليلة القلق، أفيد عن قرار يمنع التنقل بين المحافظات منعا لتضخم المظاهرات الاحتجاجية، وانتشرت التحركات في الضاحية الجنوبية، أناس أغضبهم فلتان الأسعار على إيقاع ‏حركة الدولار وآخرون من مجموعات ركاب الدراجات النارية التابعين لحزب الله وحركة أمل والذين رفعوا شعار «الى بعبدا» وقد توجهت مجموعة كبيرة منهم باتجاه بعبدا فعلا، لكن حواجز الجيش والحرس الجمهوري أقفلت بوجههم الطريق في منطقة كاليري سمعان أي بعيدا عن مداخل القصر، ‏وسط اختلاف التفسيرات لغايات هذا التحرك هل هو لدعم الرئيس ميشال عون او لردعه عن خطوة سياسية قد يقدم عليها؟ ‏والراهن، أن مطالبة الرئيس عون بالاستقالة كانت محل تمنيات شخصيات مسيحية من الصف الأمامي للمعارضة، من قوات لبنانية وكتائب ومستقلين، وهذا ما يفسر احتدام التوتر على محور المواجهة التقليدي بين منطقة عين الرمانة حيث معقل المعارضة وبين المنطقة المقابلة، الشياح حيث حزب الله وحركة أمل.

وقد بلغ التوتر ذروته ‏عندما أقدم ملثمون مجهولون على إحراق أعلام لحزب الكتائب على أطراف عين الرمانة ما اضطر قيادة الجيش إلى إغلاق خطوط التواصل المباشر بين المنطقتين بوضع الأسلاك الشائكة في وجه حركة الدراجات النارية خصوصا.

ومرد ذلك، إلى قناعة تحالف الممانعين «أن هناك اتجاه جديد للمزيد من الارتفاع في سعر صرف الدولار لغاية مزدوجة: دفع عون للاستقالة وحشر الثنائي الشيعي في مشكلة اجتماعية مع بيئته، وان حزب الله مرر الرسائل عبر قنوات ديبلوماسية‏ تعبر عن عدم التسامح مطلقا في هذا الشأن.

‏المصادر المتابعة ترى أنه حزب الله يتعامل مع الأزمة اللبنانية، كحالة إقليمية، بيد انه لا يتقبل الضغط على الرئيس عون شريكه في «تحالف الأقليات» الاستراتيجي إلى درجة دفعه للاستقالة أو حتى تحميله مسؤولية الانهيار الذي آل إليه لبنان.

إلا أن مثل هذه السياسة لا يمكن أن تمنع الانفجار الشعبي الذي أطلت مؤشراته خلال الأيام الخمسة الفائتة، بوجود صاعق الدولار السريع التفجير، وهذا ما لمسه، كما يبدو، رئيس حكومة تصريف الأعمال حسن دياب وجعله يلوح في الاعتكاف عن تصريف الأعمال ‏، تسريعا لتشكيل حكومة جديدة قد توصل إلى وقف التدهور.

لكن دياب في حالة اعتكاف عمليا، منذ رفض اقتراحا بعقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء المستقيل، وهو ما فتح له باب نادي رؤساء الحكومات السابقين على المصراعين.

وفي خطوة لافتة استدعى وزير الخارجية شربل وهبي سفير إيران في لبنان للقائه اليوم، لإبلاغه الاحتجاج على التعليق العدائي لقناة «العالم» الإيرانية ضد البطريرك بشارة الراعي قبل أسبوع، علما ان هذا التعليق أعاد فتح الباب لاجتماع اللجنة الثنائية المشتركة بين الحزب وبكركي غدا.

الانباء – عمر حبنجر ومنصور شعبان

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.