. تشكيل الحكومة يراوح مكانه والرئيس يسعى لتوسيع صلاحياته

راوح الملف الحكومي مكانه، ولا أفق قريب يوحي بتأليف الحكومة اللبنانية، فيما يسعى الرئيس ميشيل عون لتوسيع صلاحيات الرئاسية على حساب الحكومة، وبنفس الوقت إعاقة تشكيل حكومة جديدة، فيما تتحدث مصادر عن زيارة قريبة للرئيس المكلف سعد الحريري إلى القصر الجمهوري لتقديم تشكيلة وزارية من 18 وزيرًا، إلا أن مصادر متابعة توضح لـ«اليوم» أن «التواصل بين عون والحريري مقطوع»، لافتة إلى «غياب أي مؤشرات توحي بحلحلة قريبة مع استمرار مناخ عدم الثقة بين الرئيس اللبناني ميشال عون والحريري».

الحريري لن يتنازل

وتشير المصادر إلى أنه «لا معلومات أكيدة عن إمكان قيام الحريري بزيارة لعون خلال الساعات الـ48 المقبلة لتقديم تشكيلة حكومية، خصوصًا أن معلومة كهذه كانت شائعة الأسبوع الماضي إلا أن هذا اللقاء لم يحصل»، لافتة إلى أن «الحريري أعد قائمة بأسماء الوزراء المرشحين للدخول في حكومة مهمة تتألف من 18 وزيرًا، وسيتقدم بها إلى عون».

وفي هذا السياق، توضح مصادر سياسية مطلعة لـ«اليوم»، أنه «ليس لدى الحريري أي مصلحة في تقديم أي تنازلات بعدما التزم بالمبادرة الفرنسية، وأخذ على عاتقه تبنيها والسير فيها لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي»، موضحة أنه «مع تأليف الحكومة اليوم قبل الغد، فعامل الوقت ليس في مصلحة أحد»، معتبرة أنه «تأجيل البحث في مشاورات التأليف إلى ما بعد مجيء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارة ثالثة إلى لبنان».

توسيع صلاحيات

وفي الوقت ذاته، يسعى الرئيس عون إلى توسيع صلاحيات حكومة تصريف الأعمال، وبرزت موجة تسريبات مصدرها الفريق الرئاسي تُحمّل الحريري تبعة تأخير الحكومة الجديدة وتتهمه بتعمد التأخير، والبيان الذي أصدره المجلس المركزي لـ«التيار الوطني الحر» اتهم فيه الحريري بالمماطلة في تشكيل الحكومة، معتبرًا أن المماطلة تحمّل المسؤول عنها الرئيس المكلف مسؤولية أخلاقية ووطنية، فمن غير المقبول ربط تشكيل الحكومة بتبدل الظروف وبالضغوط الحاصلة، مضيفًا «إذا كان ما يزيد في التأخير هو الوقوع في فخ الوعود المتناقضة، فإنّ الالتزام بوحدة المعايير والمبادئ، كما يطالب التيار، هو حبل نجاة للرئيس المكلف». مشددًا على ضرورة احترام موقع رئاسة الجمهورية وصلاحياتها من دون أي انتقاص أو تجاوز.

الراعي لعون

من جهته، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أمس، «إن لبنان بلغ إلى ما تحت الحضيض والانهيار؟»، داعيًا رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري لتخطي جميع الأسباب وتشكيل حكومة إنقاذ استثنائية خارج المحاصصة الحزبية والسياسية. وقال: «لا يجب انتظار اتفاق السياسيين، فهم لن يتفقوا والصراعات الإقليمية لن تنتهي، ألّفا حكومة الشعب فالشعب هو البداية والنهاية».

لا حكومة قبل أشهر

من جهته، شدد النائب ميشال ضاهر على أن «البلد لا يمكن أن يستمر على هذا النحو»، داعيًا إلى «مواجهة الحقائق الاقتصادية والمالية مهما كانت صعبة»، متوقعًا في حديث إذاعي «عدم تشكيل حكومة قبل أربعة إلى خمسة أشهر»، معتبرًا أن «المطلوب تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال لأن البديل غير موجود».

اليوم السعودية

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.