العراقيون يشكلون نصف مخيم الهول.. وجيل الصغار يتزايد!

بعد أن أوفدت وزارة الخارجية العراقية ممثليها إلى “مخيم الهول” شمال شرقي سوريا بداية الشهر الماضي، استأنفت بغداد نقل رعاياها القاطنين هناك عبر المنافذ البرية.

10 دفعات.. ومعضلة التكاثر!

فقد اتفقت الوزارة مع إدارة المخيم على آلية تسمح بنقل قرابة 600 شخص ضمن 150 عائلة باتجاه العراق بعد التنسيق مع الإدارة الذاتية للأكراد والمسيطرة على المكان.

فيما أفاد مصدر خاص من بغداد فضل عدم الكشف عن هويته لـ”العربية.نت”، بأن الحكومة استعادت 10 دفعات من عائلاتها في “مخيم الهول” بعد انتهائها من عمليات التدقيق الأمني والتي تدخل ضمنها معاينة البصمات والتأكد من هوية القادمين من سوريا إذا كانوا من مرتكبي جرائم الحرب أو ممن غرّر بهم تحضيراً لنقلهم لـ”مخيم جدعة” جنوب مدينة الموصل قبل خضوعهم لبرامج إعادة التأهيل الفكري والنفسي الذي ترعاه الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، تمهيداً لدمجهم في مجتمعاتهم الأصلية التي قدموا منها.

وبيّن المصدر أن الحكومة العراقية لا تعتبر كل المتواجدين في الهول من الجنسية العراقية دواعش، بل تستعيد غالبية النساء والأطفال ممن ليس لهم ارتباط بالتنظيم.د

وكما ضاف المصدر أنه حتى الآن نقل حوالي 1393 عائلة من الهول إلى مخيم جدعة الخاص بالعائلات العراقية القادمة من مخيمات سوريا، فيما لا يزال قرابة 25 ألف عراقي في الهول بانتظار استعادتهم لبلدهم وهم يشكلون نحو نصف نزلاء مخيم الهول القريب من الحدود العراقية.

“جيل إرهابي خطر”

رغم التحذيرات التي أطلقتها الحكومة العراقية حول تنامي خطورة مخيم الهول الذي يحوي عشرات الآلاف من عوائل داعش وتحويل هذا الملف إلى قضية دولية تعنى بمسؤولياتها الدول التي قدم منها أسر داعش، فإن عملية نقل العوائل العراقية يصفها مراقبون بالمتراخية والبطيئة.

وفي هذا السياق، أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لـ”العربية.نت”، أن إعادة بغداد لعراقييها يساهم في تفكيك نصف المخيم، ذلك لأن عدد العراقيين في تزايد فهم عوائل وينجبون المزيد من الأطفال ممن يولدون في بيئة متطرفة خطرة، ويتشربون من فكر التنظيم وهنا تكمن المعضلة الأكثر تعقيداً في “ولادة جيل إرهابي أكثر خطورة”، وفق تعبيره.

وكشف عبد الرحمن، عن رفض العديد من العوائل العراقية العودة لبلادهم خوفاً من انتقامات قد يتعرضون لها على يد قوات الحشد الشعبي كونهم كانوا في مناطق كان يسيطر عليها التنظيم، وانتهى بهم المطاف في المخيم بعد سيطرة الحشد على مناطقهم سواء في الأنبار أو في محيط الموصل وغيرها وفضّلوا العيش في الهول تحت حماية قوات سوريا الديمقراطية والحماية الدولية.

تراخي العراقيين؟

وحول أسباب تراخي الحكومة العراقية في استعادة كل رعاياها من الهول، أفاد مصدر أمني عراقي لـ”العربية.نت”، عن تخوف حكومة بلاده من أعداد المنتسبين لداعش بين نزلاء الهول، مشددا على أن استعادتهم تحتاج لفترة طويلة.

وقال: “قد يعود هؤلاء ويرتكبون عمليات إرهابية داخل العراق، كما أن إعادة تأهيلهم تحتاج لمسؤولية كبيرة وجهود دولية مثمرة إلى جانب تبني المنظمات الإنسانية مهمة تأهيلهم ونبذهم لأيديولوجية داعش إلى جانب رفضهم من البيئات المحلية العراقية التي قدموا منها”.

ولم يكن للعراقيين تواجد في مدينتي رأس العين وتل أبيض قبل احتلالهما من قبل فصائل ميليشيا ما يسمى بالجيش الوطني السوري المعارض المدعوم من أنقرة في 2019.

عراقيون عادوا لمجموعات

يشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان أكد وصول العوائل العراقية إلى المدينتين التي كان سكانهما خليطاً من الأكراد والعرب والشركس والإيزيديين والمسيحيين عبر مراحل مختلفة مع فصائل الجيش الوطني السوري المعارض وآخرون وصلوا إليها عبر التهريب.

وأوضح أن تجار البشر ينشطون في كل المناطق، مؤكداً أن قادة تنظيم داعش من الجنسية العراقية الذين يتواجدون في رأس العين يحملون هويات سورية مزورة أخذت لهم من قبل الفصائل السورية الموالية لتركيا، فبعضهم انخرط في الجيش الوطني وبعضهم الآخر يعيش في رأس العين على أمل أن يبقوا في مأمن من الاستهدافات الدولية.

كذلك لفت المصدر الأمني العراقي إلى وجود قيادات هامة من تنظيم داعش في رأس العين وتل أبيض من العراقيين ومنهم “منيف فواز أحمد علي صبيح” المنحدر من بعاج العراقية، انضم إلى داعش منذ بداية إعلانه، الآن موجود ضمن فصائل الجيش الوطني في رأس العين والذي ارتكب جرائم ضد المدنيين في سوريا، وكذلك “هدوش السعد” الذي يكنى بأبي إسحاق العراقي كان مسؤولاً في داعش عن مناطق دير الزور وقد قتل العديد من المدنيين، هرب إلى مناطق المعارضة السورية وانتقل لرأس العين بعد سيطرة فصائل الجيش الوطني السوري المعارض عليها في 2019، وانضم إلى فصيل أحرار الشرقية الذي يتزعمه “حاتم أبو شقرا” إلى جانب وجود قيادات من الجنسية السورية.

يذكر أن تقارير صحافية كانت نقلت سابقاً معلومات عن مصدر أمني عراقي بوجود قيادي سوري داعشي قاتل في العراق وسوريا، انضم أيضاً لما يسمى بالجيش الوطني السوري، ومتواجد في رأس العين وهو مطلوب لجهاز مكافحة الإرهاب.

وأشار المصدر الأمني إلى أن القيادي يدعى “يحيى عوض الجراد” الملقب بأبي محمد الحمصي، وكان يعرف في مدينة الموصل بأبي البراء الشامي وهو من مدينة حمص، بايع تنظيم داعش في منطقة العكيريات بريف حماة عام 2014، واستلم منصباً أمنياً رفيع المستوى يتبع لأمير ولاية البادية كما يسميها داعش، ويدعى الأمير أبو حمزة الصنهاجي، لافتاً إلى أن الشامي شارك في عدة معارك في العاصمة دمشق وحماة وريف حمص وهو مسؤول عن إعدام مئات المدنيين في سوريا والعراق وشغل منصب المسؤول الأمني في فرقة الحمزة الذي يتبع فصائل الجيش الوطني.

وفي منتصف حزيران الماضي من العام الجاري، عاد 103 أشخاص عراقيين غالبيتهم من النساء والأطفال من رأس العين وتل أبيض إلى العراق، سبقتها بعام مجموعة مؤلفة من 139عائلة عراقية في حزيران 2022.

وحول سماح الحكومة التركية بنقل العوائل والتحفظ على القيادات العراقية من داعش عبّر المصدر ذاته عن تخوف حكومة بلاده من استخدام تلك القيادات من قبل تركيا لأهداف عسكرية تخدم مصالح أنقرة سواء داخل سوريا أو خارجها بما يتناسب مع “خطط أنقرة التوسعية”، وفق قوله.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.