بوتين “كان على وشك إطلاق سراح نافالني” في صفقة تبادل للسجناء

تم القبض على نافالني في يناير 2021 وكان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 19 عامًا

Reuters
تم القبض على نافالني في يناير/كانون الثاني 2021 وكان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 19 عاما

كشفت ماريا بيفتشيخ، زميلة المعارض الروسي الراحل أليكسي نافالني، أن السلطات الروسية كانت على وشك إطلاق سراح نافالني في صفقة تبادل أسرى مع الغرب عندما توفي.

وقالت ماريا إنه كانت ستتم مبادلة زعيم المعارضة الروسي مقابل فاديم كراسيكوف، وهو سجين روسي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة بتهمة القتل في ألمانيا.

وزعمت أيضا أن مواطنين أمريكيين اثنين محتجزين حاليا في روسيا كانا سيتم الإفراج عنهما أيضا كجزء من الصفقة.

وأضافت أن المفاوضات كانت قد اقتربت من مرحلتها النهائية في 15 فبراير/شباط الجاري.

لكن في اليوم التالي، تم إعلان وفاة نافالني في زنزانته بمستعمرة السجن في سيبيريا، حيث كان محتجزا لمدة 19 عاما بتهم كان يُنظر إليها على أنها ذات دوافع سياسية بصورة كبيرة. وعلق مسؤولو السجن على الوفاة بأن نافالني، 47 عاما، أصيب بالإعياء بعد “المشي”.

وفي مقطع فيديو نُشر على قناة نافالني على موقع يوتيوب، قالت ماريا بيفتشيخ، وهي رئيسة مؤسسة مكافحة الفساد التي أسسها نافالني (FBK)، إن المفاوضات بشأن تبادل السجناء جارية منذ عامين.

وأضافت أنه بعد بدء الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، “كان من الواضح أن بوتين لن يوقفه شيء”، وعلى الجانب الآخر كان “يجب إطلاق سراح نافالني من السجن بأي ثمن، وعلى وجه السرعة”.

ألكسي نافالني: المعارض الروسي يطالب أنصاره بعدم الاستسلام في حال قتله

أليكسي نافالني: ما يجب معرفته عن أشرس معارض لفلاديمير بوتين

تعرف على أبرز محطات حياة الراحل أليكسي نافالني أشد معارضي بوتين

وبحسب ماريا أيضا، كان من المقرر إطلاق سراح نافالني بموجب تبادل سجناء إنساني، وشارك مسؤولون أمريكيون وألمان في المحادثات.

وأضافت أن العملية أسفرت أخيرا عن خطة ملموسة لتبادل الأسرى في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وضمت الصفقة فاديم كراسيكوف، وهو روسي أُدين بإطلاق النار على قائد المتمردين الشيشان السابق سليمخان خانغوشفيلي، في رأسه من مسافة قريبة في ألمانيا في عام 2019.

ولم تذكر ماريا اسم المواطنين الأمريكيين المحتجزين حاليا في روسيا، وكان من المقرر أيضا الإفراج عنهما في الصفقة.

ومع ذلك، في وقت سابق من شهر فبراير/شباط، أخبر الرئيس بوتين المحاور الأمريكي تاكر كارلسون أن المحادثات جارية مع الولايات المتحدة بشأن إطلاق سراح الصحفي الأمريكي إيفان غيرشكوفيتش، المحتجز في روسيا بتهمة التجسس.

وألمح بوتين إلى أن روسيا ستقبل في المقابل بإطلاق سراح شخص “قام، بسبب مشاعره الوطنية، بالقضاء على قاطع طريق في إحدى العواصم الأوروبية…خلال الأحداث التي وقعت في القوقاز”، في إشارة شبه مؤكدة إلى قبول بوتين باستعادة كراسيكوف.

لكن ماريا بيفتشيخ، كشفت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، غير رأيه بشأن الصفقة في اللحظة الأخيرة.

وقالت إن بوتين “لم يكن ليتسامح مع إطلاق سراح نافالني”، وبما أنه كان هناك اتفاق “من حيث المبدأ” على إطلاق سراح كراسيكوف، فقد قرر بوتين “التخلص من ورقة المساومة نافالني” و”عرض شخص آخر عندما يحين الوقت”.

وأضافت ماريا: “لقد جن جنون بوتين بسبب كراهية نافالني”. “إنه يعلم أن نافالني كان بإمكانه هزيمته”.

وباعتباره ضابطا سابقا في الاستخبارات السوفييتية (كي جي بي)، اعتاد الرئيس بوتين أن يقول شيئا ــ أو يعد به ــ ثم يفعل شيئا مختلفا تماما، بحسب قولها، “وهي سياسة ظل هو وحكومته يطبقونها باستمرار منذ ما يقرب من ربع قرن”.

حتى اليوم الذي شنت فيه روسيا غزو على أوكرانيا، نفى الرئيس بوتين والعديد من المسؤولين الروس مرارا وتكرارا وجود خطة لغزو البلاد.

أنصار نافالني يضعون الزهور أمام صورته

Getty Images
قالت جماعة حقوقية إن 400 روسي اعتقلوا لوضعهم زهورا تكريما لنافالني

ورغم أننا لا نعرف بالضبط ما حدث لنافالني في السجن، فإن الدخول في مفاوضات بشأن إطلاق سراحه دون نية حقيقة لإخراجه من السجن، “يتناسب مع سلوك الكرملين خلال السنوات الماضية”، كما تقول.

وفي غضون ساعة من نشره، حقق مقطع الفيديو الخاص بالمعارضة ماريا بيفتشيخ، مئات الآلاف من المشاهدات.

ولم يرد الكرملين بعد على الادعاءات التي قدمتها ماريا، لكن المتحدث باسم الرئيس بوتين ديمتري بيسكوف، وصف في وقت سابق مزاعم تورط الحكومة في وفاة نافالني “سخيفة”.

رفضت السلطات في البداية تسليم جثة نافالني إلى والدته، ولم تتراجع إلا بعد ثمانية أيام من وفاته.

ونشرت المتحدثة باسم نافالني، كيرا يارميش، يوم الإثنين، رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي تقول فيها إن زملاء نافالني يبحثون عن مكان يمكن لأنصاره أن يقيموا فيه تأبينا ووداعا عاما في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

ومن المتوقع أن تتم مراقبة مثل هذا الحدث عن كثب من جانب السلطات، حتى يتم السماح بإقامته.

وقالت جماعة حقوقية إن 400 روسي اعتقلوا في جميع أنحاء البلاد لوضعهم زهورا تكريما لنافالني بعد وفاته.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.