ما فرص منتخب المغرب في مباراته اليوم أمام جنوب أفريقيا في دور الـ 16؟
يلاقي منتخب المغرب، الملقب بأسود الأطلس، منتخب جنوب أفريقيا، اليوم في تمام الساعة 8:00 مساء (بتوقيت غرينتش) في أول مباراة للمنتخب العربي الوحيد المتبقي في بطولة كأس الأمم الأفريقية.
منذ فوز المغرب على البرتغال في ربع نهائي كأس العالم قطر 2022، وتأهله لدور نصف النهائي من المونديال لأول مرة في تاريخ قارة أفريقيا والدول العربية، بات الكل يفكر في أن الموعد قد حان لعودة أسود الأطلس إلى عرش القارة السمراء.
المغرب الذي تأهل لكأس العالم 1970، وصعد للدور الثاني في مونديال 1986، ثم تأهل مرتين متتاليتين للمونديال في 1994 و1998، ومرتين أخريين في 2018 و2022، لم يتوّج بطلًا لقارته إلا في مناسبة وحيدة في 1976.
البطولة التي شارك بها المغرب لأول مرة في 1972 ظلت عصّية عليه رغم تأهله للمونديال عدة مرات في نفس الفترات، التي صاحبت فشله قارياً، ولم يفز بها إلا في مشاركته الثانية في إثيوبيا 1976، عندما كانت مرحلة التتويج من دور مجموعات، فاز فيها المغرب على مصر ونيجيريا وتعادل مع غينيا ليتوج بطلًا للقارة.
لكن منذ أن صارت البطولة بنظام خروج المغلوب، لم يتأهل المغرب للمباراة النهائية سوى في مناسبة وحيدة، في نسخة تونس 2004، التي فاز بها أصحاب الأرض في الديربي المغاربي بهدفين لهدف، وهو التتويج الأفريقي الوحيد في تاريخ نسور قرطاج.
هل ما قدمه المغرب أمام تنزانيا يجعله مرشحا للفوز بكأس أمم أفريقيا؟
مصر والمغرب وموريتانيا، أي منتخب مرشح لمزيد من الصعود بعد التأهل لدور الـ 16 في أمم أفريقيا؟
ومنذ 1976، فشل المغرب في التأهل للنهائي سوى مرة وحيدة، وعلى مدار ما يقرب من نصف قرن، ولم يشعر مشجعو المغرب بأن فريقهم قادر على التتويج باللقب أكثر من نسخة 2023 في ساحل العاج.
المغرب في 2022 فاز على بلجيكا وكندا وتخطى إسبانيا والبرتغال في المونديال، في نفس العام الذي خسر فيه أمام مصر في أمم أفريقيا، وهي الخسارة الرسمية الوحيدة لأسود الأطلس منذ مونديال 2018 وحتى مواجهة فرنسا في نصف نهائي مونديال 2022.
وقبل توديع أمم إفريقيا 2021 أمام مصر، ودع المغرب نسخة 2019 بركلات الترجيح أمام بنين، ليبقى الفريق القادر على منازلة أكبر منتخبات العالم، غير قادر على تحقيق اللقب الأفريقي منذ قرابة خمسين سنة.
لكن مع انطلاق نسخة ساحل العاج 2023، ويقدم المغاربة أداءً مطمئنًا إلى حد كبير بالنسبة لجماهيرهم، بالفوز المريح في الافتتاح على تنزانيا بثلاثة أهداف للا شيء، ثم التعادل 1-1 مع الكونغو الديمقراطية بأقل مجهود، قبل الفوز على زامبيا بهدف، ليتصدر رجال المدير الفني وليد الركراكي مجموعتهم، ويتأهلوا لمواجهة جنوب أفريقيا في دور الـ 16 بهدف وحيد في شباكهم في دور المجموعات.
وحل منتخب جنوب أفريقيا، الملقب بـ “البافانا بافانا”، في وصافة مجموعته بالدور الأول، بعد الخسارة أمام مالي المتصدرة بهدفين للا شيء، ثم الفوز الكبير على ناميبيا برباعية نظيفة، ثم التعادل السلبي مع تونس، والذي أقصى “نسور قرطاج” من البطولة، في ذيل ترتيب المجموعة.
ومنذ احتلال المركز الرابع في دورتين متتاليتين في 1986 و1988، لم ينجح المنتخب المغربي في عبور دور المجموعات سوى مرة واحدة فقط في نسخة 1998، واكتفى فيها بتوديع البطولة من ربع النهائي، حتى الوصول لنهائي نسخة 2004 التي خسرها أمام تونس. كما ودع البطولة من دور المجموعات في دورتي 2006 و2008، ولم يتأهل بالأساس لنسخة 2010، ثم كرر الخروج من دور المجموعات في نسختي 2012 و2013، قبل الانسحاب من نسخة 2015 بسبب تفشي فيروس الإيبولا.
لكن أسود أطلس عبروا دور المجموعات في أربع دورات متتالية، بالوصول لربع النهائي مرتين في ثلاث نسخ، وتوديع الثالثة من دور الـ 16 بركلات الترجيح، ويسعون الآن لما هو أبعد من ذلك.
ما بين أسود ونسور وفيلة.. قصص مثيرة وراء ألقاب الفرق الأفريقية
ساحل العاج من الحرب الأهلية إلى إنفاق مليار دولار على كأس الأمم الأفريقية
كثيرون يرون أن الفريق الذي وصل لمرحلة كبيرة من الانسجام تحت قيادة الركراكي بات أقرب من ذي قبل للتتويج بطلًا لأفريقيا، وأن الفريق الذي تخطى إسبانيا والبرتغال لنصف نهائي المونديال، سيكون قادرا على تخطي جنوب أفريقيا، ثم الرأس الأخضر، والوصول لنصف نهائي كأس الأمم الأفريقية 2023 في ساحل العاج.
إلا أن منتخب جنوب أفريقيا لن يكون لقمة سائغة للمغرب، وهو الذي فاز على الأخير ثلاث مرات في ثمان مواجهات، فاز فيها المغرب مرتين فقط مع ثلاثة تعادلات، ويسعى منتخب جنوب أفريقيا لتكرار مفاجأة نسخة 2019، التي تغلب فيها على البلد المنظم مصر في دور الـ 16، عندما يواجه المغرب، المصنف الثالث عشر عالميا حاليا.
وسيغيب سفيان بوفال عن مركز الجناح الأيسر في تشكيل المغرب بداعي الإصابة، وهو ما قد يتكرر مع الجناح الأيمن حكيم زياش لنفس السبب، ليبقى الركراكي في حيرة في خط الهجوم، مع ثبات أسماء ثلاثي الوسط المتوقع سفيان أمرابط، وعز الدين أوناحي، وسليم أملاح، وثنائي قلب الدفاع غانم سايس، ونايف أكرد، وعلى يمينهما أشرف حكيمي، وعلى اليسار يحيى عطية الله، أو محمد الشيبي، وبحراسة ياسين بونو للمرمى المغربي.
ويبقى المنتخب المغربي هو المنتخب العربي الوحيد المتبقي في البطولة، بعد توديع كل من الجزائر وتونس البطولة من دور المجموعات في المركز الرابع في مجموعتيهما، ثم توديع مصر البطولة أمام الكونغو الديمقراطية بركلات الترجيح من دور الـ 16، وموريتانيا من نفس الدور بالخسارة بهدف أمام الرأس الأخضر، ليتأهل الأخير لمواجهة الفائز من مواجهة جنوب أفريقيا مع المغرب، والذي بات الفارس العربي الوحيد المتبقي في نسخة البطولة في ساحل العاج.
Comments are closed.