شح المياه: هل جهود الدول العربية كافية لمكافحة أزمة الفقر المائي؟

العراق

Getty Images
وزارة الموارد المائية العراقية أفادت بأن مخزون المياه تراجع بشكل قياسي

العراق بلد غني بتاريخه، وكثيرة هي الإشارات التاريخية التي تتحدث عن العراق بوصفه “أرض السواد” في إشارة لأرضه التي يرجع الفضل في خصوبتها إلى مياه نهري دجلة والفرات.

لكن يبدو أن الأوضاع في العراق في طريقها للتغيير، فبلاد الرافدين صارت من الدول العربية التي تعاني أزمة شح المياه.

مواقع التواصل الاجتماعي في العراق تمتلئ بصور معبرة تظهر أراضي أصابها القحط والجفاف خاصة في جنوب البلاد.

ففي مارس/ آذار الماضي أفادت وزارة الموارد المائية العراقية بأن مخزون المياه تراجع بشكل قياسي ليصل إلى 7.5 مليار متر مكعب.

المجلس النرويجي للاجئين أجرى في العام الماضي استبيانا حول تأثير أزمة الجفاف المستمرة في العراق منذ أكثر من عامين على المحاصيل الزراعية.

وبحسب المجلس النرويجي فإن أربعة من بين 10 أشخاص أفادوا بأنهم حصدوا كميات أقل من القمح والشعير والفواكه والخضروات في العام الماضي مقارنة بالعام الذي سبقه.

كذلك أفاد أكثر من ثلث المستجيبين (38 بالمائة) عن زيادة في التوترات الاجتماعية بسبب التنافس على الموارد والوظائف، كما أُجبر ما يصل إلى 4 بالمائة من الذين شملهم الاستطلاع على الانتقال إلى أماكن أخرى مع تفاقم ظروف الجفاف.

السدود الموجودة في تركيا، التي ينبع منها نهرا دجلة والفرات، كان لها هي الأخرى دور في تفاقم أزمة نقص المياه بالعراق.

وغالبا ما تكون قضية المياه مطروحة على جدول مباحثات المسؤولين العراقيين ونظرائهم الأتراك أو الإيرانيين.

أزمة كبيرة في العالم العربي

العراق ليس البلد العربي الوحيد الذي يعاني من أزمة شح المياه، فـ 390 مليون شخص من سكان العالم العربي، أي نحو 90 بالمئة من إجمالي السكان، يعيشون في دول تعاني من ندرة المياه، بحسب مسؤولة أممية.

رولا عبد الله دشتي، الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، قالت خلال فعالية نظمتها اللجنة بالتعاون مع جامعة الدول العربية في مارس/آذار الماضي إن ما يقرب من 50 مليون شخص في المنطقة العربية يفتقرون إلى مياه الشرب الأساسية.

الفعالية نفسها شهدت حديث السفيرة شهيرة وهبي، رئيسة قسم استدامة الموارد الطبيعية والشراكات والحد من مخاطر الكوارث بجامعة الدول العربية، عن أن المنطقة العربية هي الأكثر ندرة في المياه بين جميع مناطق العالم، حيث تقع 19 من بين 22 دولة عربية في نطاق شح المياه. وتحصل 21 من 22 دولة عربية على مواردها المائية الأساسية من مياه عابرة للحدود”

السعودية من بين الدول الأكثر معاناة من أزمة المياه،

BBC
السعودية من بين الدول الأكثر معاناة من أزمة المياه،

الفقر المائي

تعد مصر، الدولة العربية الأكبر من حيث عدد السكان، بين الدول التي تحصل على مواردها المائية من مياه عابرة للحدود، فنهر النيل ينساب من وسط أفريقيا ليمر بعدة دول قبل أن يصل إلى الأراضي المصرية.

وبينما تشكو القاهرة من تبعات بناء سد النهضة على حصة مصر من المياه، فإن مسؤولين مصريين حذروا أن البلاد تعاني من الفقر المائي حتى بدون الأخذ في الاعتبار تأثير سد النهضة.

فوزير الري المصري، هاني سويلم، كثيرا ما تحدث عن أن نصيب الفرد في البلاد من المياه سنويا يبلغ حوالي 500 متر مكعب ما يمثل نصف حد الفقر المائي المتعارف عليه عالميا.

ويبدو لافتا أن العديد من الدول العربية مدرجة على لائحة معهد الموارد المائية الخاصة بالدول الأكثر معاناة من أزمة المياه، وهي اللائحة التي تتصدرها قطر.

السعودية أيضا كانت من بين الدول الأكثر معاناة من أزمة المياه، لكن السلطات في الرياض تقول إنها تتبع ما تصفه بالإدارة الرشيدة للمياه لمواجهة خطر الجفاف.

وقال وكيل وزارة البيئة والمياه، عبد العزيز الشيباني، إن بلاده أنشأت مشاريع ضخمة لحصاد مياه الأمطار، من بينها أكثر من 550 سدا مائيا لتخزين نحو 2.6 مليار متر مكعب.

السلطات التونسية قررت قطع المياه سبع ساعات يوميا

Getty Images
السلطات التونسية قررت قطع المياه سبع ساعات يوميا

قطع المياه

الأوضاع في شمال أفريقيا لم تكن أفضل عما هو موجود عند عرب آسيا

فليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا تعاني جميعا من أزمة شح المياه.

فالسلطات في تونس، التي تعاني من جفاف مستمر منذ ثلاثة أعوام، أعلنت في مارس/آذار الماضي قطع المياه لمدة سبع ساعات يوميا لمواجهة أزمة شح المياه.

بدوره دعا الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إلى وضع خطة لإنشاء محطات تحلية للمياه عبر سواحل البلاد بجانب التشديد على ضرورة حماية المياه الجوفية.

السلطات المغربية أعلنت أن واردات البلاد المائية تراجعت بشكل كبير لتصل إلى 14 مليار متر مكعب. وأشارت مؤسسات استشارية في البلاد إلى أن نصيب الفرد الآن من المياه يقدر بنحو 650 مترا مكعبا ما يمثل تراجعا كبيرا عما كان الوضع عليه في عام 1960 عندما كان نصيب الفرد 2500.

وبينما يدعو الكثير من الخبراء الحكومات إلى تسريع وتيرة جهود مكافحة أزمة شح المياه، فإن فريقا آخر يشدد على أهمية تغيير الثقافة الخاصة باستهلاك المياه عند الشعوب العربية.

فالعرب مطالبون بتغيير جذري في ثقافة التعامل مع المياه، بحيث يتم التخلي عن العادات التي تشهد إسرافا في استخدام المياه لا مبرر له.

برأيكم

هل تبذل الدول العربية جهدا كافيا لمواجهة أزمة شح المياه؟

كيف تقيمون جهود الحكومات في بلدانكم فيما يتعلق بمواجهة أزمة شح المياه؟

ما هي مظاهر أزمة شح المياه التي تنعكس على حياتكم اليومية؟

هل تتفقون مع القول بأن مواجهة أزمة شح المياه تتطلب أيضا تغييرا جذريا في ثقافة السكان بجانب جهود الحكومات؟

هل يجب إتاحة دور أكبر للمنظمات الأهلية لمساعدة الحكومات في مواجهة أزمة شح المياه؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 2 يونيو/حزيران من برنامج نقطة حوار.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:Linkhttps://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.