البابا تواضروس في الفاتيكان: ماذا نعرف عن العلاقة بين الأقباط والكاثوليك؟

يخصص البابا فرنسيس يوم الأربعاء من كل أسبوع، لما يعرف “بالمقابلة العامة”، إذ يطل على ساحة القديس بطرس، للقاء الزوار والمصلين، وإلقاء عظة يتحدث فيها عن قضايا راهنة.

للمرة الأولى، أتيح للزوار اللقاء بزعيم مسيحي آخر، هو البابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الذي يزور روما بمناسبة مرور خمسين عاماً على توقيع إعلان تفاهم تاريخي بين كنيسته والكنيسة الكاثوليكية.

وقبل فرنسيس بحرارة بابا الأقباط في إشارة إلى الصداقة التي تربطهما قبل أن يفسح له المجال بالتحدث أمام الآلاف من المؤمنين.

وقال فرنسيس “الصديق والأخ العزيز تواضروس، أشكرك بصدق على التزامك بالصداقة المتنامية بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية”.

وهذا هو اللقاء الثالث بين الزعيمين الدينيين بعد الزيارة الأولى لرئيس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى روما عام 2013 وزيارة للبابا عام 2017 إلى مصر.

تستمر زيارة تواضروس حتى 14 مايو/ أيار الحالي، وقد شهدت الخميس إعلان البابا فرنسيس إدراج 21 قبطياً قتلوا في ليبيا عام 2015 على يد “تنظيم الدولة الإسلامية”، ضمن شهداء الكنيسة الكاثوليكية، “كعلامة على الشراكة بين الكنيستين”.

خلال لقاء جمع بينهما الخميس في الفاتيكان، قدم البابا تواضروس للبابا فرنسيس أجزاء من البذلات البرتقالية التي كان الضحايا يرتدونها عند مقتلهم في صندوق خشبي مصمم على الطراز القبطي، كتبت عليها أسماؤهم.

و تعتبر الكنيسة القبطية هؤلاء الضحايا شهداء وقديسين، وتحتفي بهم في 15 فبراير/شباط من كل عام، وهو تاريخ مقتلهم.

كذلك أهدى البابا فرنسيس لضيفه جزءاً من رفات القديسة كاترين المصرية الإسكندرانية التي تعرضت للتعذيب في القرن الرابع، وقطع رأسها بالسيف لاعتناقها المسيحية.

وصدر على هامش الزيارة كتاب عن الدائرة الفاتيكانية لتعزيز وحدة المسيحيين، بمناسبة الذكرى الخمسين للقاء البابا بولس السادس وبابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية شنودة الثالث.

يجمع الكتاب وثائق تشهد على التقارب بين الكنيستين منذ المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965)، وقد كتب مقدمة مشتركة له كلّ من البابا فرنسيس والبابا تواضروس الثاني، تطرقا فيها إلى الخطوات التي تحققت خلال نصف قرن من تعزيز العلاقات.

وكان اللقاء بين البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث عام 1973 نقطة تاريخية في العلاقة بين الكنيستين، إذ كان أول لقاء بين بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأسقف روما في التاريخ الحديث، وشكّل نهاية لخلافات لاهوتية تعود للقرن الخامس. ويعدّ العاشر من أيار/مايو من كل عام، تاريخاً للاحتفال بيوم الصداقة بين الأقباط والكاثوليك.

يعود الانقسام بين الجانبين إلى عام 451، حين انشقت الكنائس المسيحية إثر مجمع خلقيدونية الذي تبنى مبدأ أن يسوع المسيح شخص واحد بطبيعتين إلهية وإنسانية. وانقسم المسيحيون بين الكنائس الخلقيدونية (بما في ذلك الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية) والكنائس غير الخلقيدونية (بما في ذلك الكنيسة القبطية).

وشهد عام 1054، الانشقاق الكبير بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، ولكن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لم تكن لها علاقة مباشرة بذلك الانقسام.

في عام 1182، قطعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية العلاقات مع الكنيسة الكاثوليكية بسبب الاختلافات اللاهوتية. وخلال القرون اللاحقة، باءت عدة محاولات للمصالحة بين الجانبين بالفشل، وصولاً إلى توقيع الوثيقة المشتركة عام 1973.

تواريخ مهمة

1962

مع انطلاق المجمع الفاتيكاني الثاني، بدأ الجانبان القيام بزيارات متبادلة لتمهيد الطريق للحوار بينهما، كانت الأولى من نوعها بعد مجمع خلقيدونية.

10 مايو/ أيار 1973

وقع البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث بياناً مشتركاً، كان بداية لحوار لاهوتي طويل ومستمرّ بين الجانبين. ومثّلت تلك الوثيقة مصدر إلهام لاتفاقات شبيهة مع الكنائس الشرقية الأرثوذكسية الأخرى.

2013

اللقاء الأول بين البابا فرنسيس والبابا تواضروس الثاني في الفاتيكان، بعد أشهر على انتخاب كليهما.

2017

زيارة البابا فرنسيس إلى مصر حيث التقى شيخ الأزهر وبابا الإسكندرية.

2023

البابا فرنسيس يعلن الاعتراف بـ21 قبطياً قتلوا على يد “تنظيم الدولة الإسلامية” في ليبيا عام 2015، كشهداء في الكنيسة الكاثوليكية.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.