الحرب في أوكرانيا: تقرير يؤكد ضرورة استمرار الغرب في إمداد أوكرانيا بالدفاعات الجوية

أنقاض

Reuters
تُعد الدفاعات الجوية التي يمد بها الغرب أوكرانيا عاملا حاسما في صمود كييف أمام القصف الروسي حتى الآن

حتى الآن لم تنجح روسيا ولا أوكرانيا في السيطرة على المجال الجوي الأوكراني بسبب المخاوف لدى الطيارين الحربيين من كل جانب من أن تطالهم نيران الدفاعات الجوية للجانب الآخر.

وبينما يتفوق سلاح الجو الروسي على نظيره الأوكراني من حيث عدد الطائرات وتطورها، لجأت روسيا إلى إطلاق صواريخ باليستية، وصواريخ كروز طويلة المدى، والتي تعززت في الفترة الأخيرة بطائرات مسيرة رخيصة إيرانية الصنع تُحمل بالمتفجرات.

ومع أن الدفاعات الجوية الأوكرانية نجحت في إسقاط الكثير من تلك الطائرات المسيرة، إلا أنها تمكنت من تجاوز تلك الدفاعات، وأوقعت أضرارا بالغة بالبُنى التحتية للطاقة ومياه الشرب الأوكرانية قبيل الدخول في فصل الشتاء.

وظهر تقرير في الفترة الأخيرة يحذر من مواجهة أوكرانيا خطر نفاذ الأسلحة اللازمة لصد الهجمات الجوية الروسية التي تنفذ على نطاق واسع.

وحذر التقرير، الصادر عن المعهد الملكي للخدمات المتحدة (روسي) ومقره لندن، من أنه إذا لم تستمر دول الغرب في النهوض بمسؤوليتها لإمداد أوكرانيا بدفاعات جوية، فقد تستخدم روسيا نفس أساليب القصف الذي اتبعتها في سوريا، ما من شأنه أن يخلف آثارا مدمرة”.

وكلفت روسيا الجنرال المتشدد سيرغي سوروفيكين على رأس جيشها في أوكرانيا، وهو الجنرال الذي تولى الإشراف على القصف المكثف لمدن سورية مثل حلب.

وظل خبراء أسلحة من معهد “روسي” في أرض المعركة في أوكرانيا لعدة أشهر يعقدون مقابلات مع ضباط مخابرات حربية وآخرون يشغلون الدفاعات الجوية علاوة على فحص حطام الصواريخ الروسية التي أٌسقطت.

كما لعبت قاذفات صواريخ صغيرة، تعرف باسم منظومات الدفاع الجوي المحمولة (MANPADs)، دورا كبيرا فيما يجري على الأرض هنا. وهناك أيضا نظم دفاع جوي أكبر حجما مثل نظم جيبارد ذاتية الدفع المضادة للطائرات التي تصل إمداداتها من ألمانيا.

وقال رئيس الفريق البحثي المعد لتقرير معهد “روسي” جاستين برونك لبي بي سي، إن أوكرانيا تحتاج إلى مقاتلات جوية حديثة متعددة الأدوار، حتى تتمكن من للتصدي للقوات الجوية الروسية. ورجح أن المقاتلات المناسبة للقيام بهذه المهمة قد تكون الطائرات الحربية من طراز F16 التي يستخدمها حلف شمال الأطلسي (ناتو)، والتي أُنتج منها الآلاف حتى الآن.

لكن المشكلة حال توافر مثل هذه المقاتلات هي أنها تحتاج إلى مدارج طويلة مكشوفة قد تجعلها عرضة للاستهداف من جانب روسيا، وفقا لبرونك. لكنه ذكر ترشيحا آخر هو طائرات غريبين السويدية التي يمكنها الانطلاق من قواعد صغيرة سرية داخل الغابات.

روسيا و أوكرانيا: إسرائيل في موقف صعب بعد هجمات “الكاميكازي”

روسيا وأوكرانيا: هل يتراجع مخزون موسكو من الأسلحة الدقيقة؟

لكن دول الغرب لديها مخاوف إزاء إمداد أوكرانيا بأسلحة قوية مثل هذه، ما قد يثير غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويدفعه إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات العنيفة.

فجميع الأسلحة التي أمد الناتو بها أوكرانيا حتى الآن تقريبا، تستخدم لأغراض دفاعية بوضوح مثل التصدي للمدفعية الروسية، وصد هجمات أرتال الدبابات، أو إسقاط الطائرات المسيرة الروسية. لذا فإرسال مقاتلات جوية متطورة إلى أوكرانيا سوف يكون خطوة كبيرة للأمام، مما يهدد بالتصعيد بين موسكو والغرب.

ويستمر تقرير معهد “روسي”، مطالبا قوى الغرب بعدم الرضا عن الدور الذي لعبته في إمداد أوكرانيا بالدفاعات الجوية والاكتفاء بما قدمته حتى الآن.

وتوصل التقرير إلى أن فشل روسيا في تدمير نظم الصواريخ أرض جو الأوكرانية هو ما حال دون تكرار سلاح الجو الروسي، نفس الاستراتيجية التي اتبعها في سوريا – التي تضمنت تحويل أجزاء كاملة من المدن إلى أنقاض – ومن ثم أكد التقرير أن إمداد الغرب أوكرانيا بأسلحة دفاع جوي يُعد مسألة ملحة.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.