مقتدى الصدر يدعو إلى دعم الاحتجاجات مع تواصل اعتصام أنصاره في مقر البرلمان العراقي

أنصار الصدر

Reuters

دعا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إلى دعم موجة الاحتجاجات الحالية التي شهدت اعتصام أنصاره في مقر البرلمان العراقي.

ويواصل أنصار التيار الصدري اعتصامهم المفتوح داخل مجلس النواب، وذلك بعد اقتحامه السبت على خلفية معارضتهم لترشيح سياسي مؤيد لإيران لرئاسة الوزراء.

وأشاد الصدر عبر حسابه على موقع تويتر بما سماه “ثورة عفوية في المنطقة الخضراء” باعتبارها فرصة لإحداث “تغيير جذري”.

وقال في بيان إن هذه التطورات تمثل “فرصة عظيمة لتغيير جذري للنظام السياسي والدستور والانتخابات”.

وحذر صالح محمد العراقي،” المقرب من زعيم التيار الصدري، المعتصمين داخل مجلس النواب من “المندسين”، مشددا على ضرورة “رفض كل أعمال العنف والتخريب وإراقة الدماء”.

وفي المقابل، يحذر خصوم التيار الصدري من محاولة “للانقلاب على الشعب والدولة ومؤسساتها”.

وأصدرت اللجنة التنظيمية لدعم الشرعية والحفاظ على مؤسسات الدولة، التابعة للإطار التنسيقي للقوى السياسية الشيعية، بيانا دعت فيه الشعب العراقي “للتظاهر سلميا للدفاع عن دولتهم ومستقبل أبنائهم”.

وحذرت اللجنة من أن التطورات الأخيرة “تنذر بالتخطيط لانقلاب مشبوه واختطاف للدولة وإهانة مؤسساتها الدستورية وإلغاء العملية الديمقراطية فيها”.

وكان الإطار التنسيقي قد عقد مساء الأحد اجتماعا ناقش فيه اقتحام المنطقة الخضراء من قبل أتباع التيار الصدري واعتصامهم داخل البرلمان وتداعياته .

ويأتي اعتصام أنصار الصدر احتجاجا على ترشيح الإطار التنسيقي لمحمد شياع السوداني – الذي يعده البعض مقربا من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ومؤيدا لإيران – لمنصب رئيس الوزراء.

“مسافة واحدة”

ومن ناحية أخرى، نفت وزارة الدفاع العراقية تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي عن إعلان قائد فرقة المشاة الحادية عشرة عن وقوفه مع المتظاهرين.

وأكدت الوزارة أن الجيش العراقي في خدمة الشعب و”يقف على مسافة واحدة من العراقيين”. وأضافت الوزارة أن واجب القوات الأمنية حماية المتظاهرين وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وتضييق الخناق على من وصفتهم بـ”المندسين الذين يحاولون زعزعة الأمن من خلال استغلال الظروف”، بحسب تعبيرها.

واخترق المتظاهرون المنطقة الخضراء شديدة التحصين في العاصمة بغداد، يوم السبت، وذلك للمرة الثانية خلال أيام قليلة.

وأصيب أكثر من 120 شخصا في الاضطرابات الأخيرة. وقالت وزارة الصحة العراقية إن نحو 100 من المصابين يوم السبت مدنيون، بالإضافة إلى 25 من أفراد الأمن.

وفي وقت سابق، أعلن رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، تعليق جميع جلسات المجلس حتى إشعار آخر.

كما دعا الحلبوسي رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مؤسسات الدولة والمتظاهرين.

ودعا الحلبوسي الساسة المتنافسين في البلاد إلى إجراء “لقاء وطني عاجل”.

أنصار الصدر نائمون داخل مجلس النواب

Reuters

جذور الأزمة

يرجع التوتر إلى أكتوبر/ تشرين الأول، حين فازت كتلة الصدر بـ 73 مقعدا في الانتخابات، ما جعلها أكبر فصيل في مجلس النواب المؤلف من 329 مقعداً.

لكن المحادثات الرامية إلى تشكيل حكومة جديدة تعثرت لشهور. وفي الشهر الماضي، استقال نواب كتلة الصدر.

وأدى 64 نائباً جديداً اليمين الدستورية في وقت لاحق من يونيو/حزيران، ما جعل تحالف “الإطار التنسيقي”، الذي يضم عدداً من القوى والأحزاب الشيعية، الأكبر في البرلمان.

وفي الأسبوع الماضي، أعلن “الإطار التنسيقي” اختيار محمد شياع السوداني كمرشح لمنصب رئاسة الوزراء.

ويعارض أنصار الصدر ترشيح السوداني.

وعطل الانسداد السياسي الذي تشهده البلاد كثيراً من الإجراءات التي يحتاجها العراق.

وترك الشلل البلاد بلا ميزانية لعام 2022، ما قاد إلى تعليق الإنفاق على مشاريع البنية التحتية التي تشتد الحاجة إليها وتنفيذ إصلاحات اقتصادية.

ويقول العراقيون إن الوضع يؤدي إلى تفاقم نقص الخدمات والوظائف حتى مع حصول البلد الغني بالنفط على دخل نفطي قياسي بسبب ارتفاع أسعار النفط الخام.

وتدير حكومة الكاظمي شؤون البلاد ريثما يتم تشكيل حكومة جديدة.

واستلم الكاظمي المنصب عام 2019، في أعقاب مظاهرات حاشدة خرجت احتجاجا على الأوضاع الصعبة والفساد، وقادت إلى استقالة سلفه عادل عبد المهدي.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.