المئات من التلاميذ النيجيريين يعودون إلى عائلاتهم بعد انتهاء محنة اختطافهم

عاد أكثر من 300 تلميذ إلى عائلاتهم، بعد أسبوع من اختطافهم من مدرستهم الواقعة شمال غرب نيجيريا.

وقد وصل الفتية إلى عاصمة الولاية كاتسينا بالحافلة.

وقال مراسلون صحفيون إن الفتية بدا عليهم التعب والإرهاق لكنهم بخلاف ذلك كانوا بخير. وكان البعض منهم لا يزال يرتدي زي المدرسة، بينما حمل آخرون بطانيات رمادية اللون.

وكانت جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة قد أعلنت مسؤولياتها عن الهجوم الذي وقع في 11 ديسمبر/ كانون الأول الجاري واستهدف مدرسة في مدينة “كانكارا”.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان جميع التلاميذ الذين اختطفوا قد أفرج عنهم أم لا.

وقال حاكم ولاية كاتسينا أمينو بيلو مساري الخميس إن 344 تلميذاً تم تسليمهم إلى مسؤولي الأمن.

وأضاف لوكالة أسوشييتد برس: “أعتقد أن بإمكاننا القول… إننا استعدنا معظم الفتية، إن لم يكن جميعهم”.

وكان الفتية محاطين بالشرطة المسلحة عندما مشوا في طابور واحد إلى مبنى حكومي لمقابلة الحاكم. وكان من المقرر أن يخضعوا أيضاً لفحوصات طبية.

وأبلغ أحد الفتية محطة تلفزيونية أن مجموعة التلاميذ كان يتم إطعامهم الخبز ودقيق الكسافا خلال فترة أسرهم وقال إن الجو كان بارداً. وقال إنه “سعيد للغاية” للعودة إلى كاتسينا.

لقد غمر الفرح الآباء والأمهات الذين بعد لمّ شملهم مع أبنائهم. وقالت حفصة فونتوا، التي يبلغ عمر ابنها 16 عاماً، لوكالة رويترز للأنباء: “لم أستطع أن أصدق ما سمعته إلى أن جاء الجيران ليخبروني بأن الخبر صحيح”.

كيف تم تأمين إطلاح سراح الفتية؟

تصر الحكومة على أنه لم تُدفع فدية وأن الفتية أُطلق سراحهم بعد مفاوضات مع الخاطفين.

وعلى الرغم من أن جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة قالت إنها تقف وراء عملية الاختطاف، إلا أن المسؤولين النيجيريين ينفون ذلك.

وقال بيلو متاوالي، حاكم ولاية زامفرا، وهي الولاية التي تم فيها إطلاق سراح الفتية، لبي بي سي إن ثلاث جولات من المفاوضات المنفصلة تمت قبل تأمين إطلاق سراح الفتية.

وتقول السلطات إن الفتية أطلق سراحهم في بلدة “تسافي” بولاية زامفرا مساء يوم الخميس.

وقال متاوالي لخدمة الهاوسا من بي بي سي إن الخاطفين أثاروا مظالم عديدة خلال المفاوضات.

وقال الحاكم إنه “كان من بين الشكاوى التي قدموها أن الناس يقتلون ماشيتهم وأن وحدات الحراسة تزعجهم” وأضاف بأن الحكومة وعدت بالنظر في شكاوى الخاطفين.

ويقول ندوكا أورجنمو، مراسل بي بي سي في لاغوس، إن الصراع بين رعاة الماشية والمجتمعات الزراعية هو أمر شائع في الولايات الوسطى والشمالية الغربية من نيجيريا.

وتتحارب كلا المجموعتان منذ عقود لكن الاشتباكات الدموية ازدادت في السنوات الأخيرة مع قيام المجتمعات الزراعية ورعاة الماشية بتوظيف حراس مسلحين، وبخاصة في مناطق شمال غرب نيجيريا.

كيف وقع الهجوم على المدرسة؟

قال شهود إن مسلحين اقتحموا المدرسة في مدينة كانكارا مساء الجمعة الماضي. وقفز عدد كبير من التلاميذ عن سور المدرسة وفروا هاربين عندما سمعوا أصوات إطلاق النار.

وجرى تتبع البعض منهم من جانب المسلحين، الذين خدعوهم وجعلوهم يعتقدون بأنهم من أفراد الأمن، كما قال التلاميذ الذين نجحوا بالفرار. وحالما تمت محاصرة هؤلاء التلاميذ، قام المسلحون باقتيادهم إلى الغابة المجاورة.

وفي يوم الخميس، نُشر مقطع فيديو يحمل شعار بوكو حرام، يظهر فيه العشرات من التلاميذ، وبعضهم بدا صغيراً جداً في السن.

وقال أحد الفتية في الفيديو إنهم اختطفوا من قبل جماعة زعيم بوكو حرام أبو بكر شيكاو وإن جميع القوات الحكومية التي أُرسلت لمساعدتهم يجب إعادتها.

ما هي الصورة الأشمل؟

أصبحت جماعة بوكو حرام مشهورة خلال العقد الماضي بعمليات الاختطاف في المدارس، بما في ذلك عملية الاختطاف التي وقعت في 2014، عندما اختطافت حوالي 300 تلميذة من مدرستهم. فاسم الجماعة يعني لدى ترجمته “التعليم الغربي حرام”.

غير أن عمليات الاختطاف كانت تجري حتى الآن في مناطق شمال شرق نيجيريا، وهي المناطق التي تتخذها بوكو حرام مقراً لها.

وتنتشر الهجمات المسلحة وعمليات الاختطاف بشكل كبير في مناطق شمال غرب نيجيريا وغالباً ما يلقى اللوم فيها على قطاع الطرق، وهي عبارة فضفاضة تعني العصابات العاملة في المنطقة.

وتقول منظمة العفو الدولية إن أكثر من 1100 شخص قتلوا على يد قطاع الطرق خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام، في ظل فشل الحكومة في إحضار المهاجمين للعدالة.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.