نبدأ جولتنا من صحيفة التليغراف ومقال بعنوان “الحرب التجارية السرية التي يشنها بايدن سوف تشل بريطانيا”، كتبه صامويل غريغ.
يستهل الكاتب بالإشارة إلى أن العالم الخارجي يرى الولايات المتحدة مجتمعا شديد الاستقطاب من الناحية الاجتماعية، بينما هناك إجماع جديد في ذلك البلد على “القومية الاقتصادية”.
ويشير هذا المصطلح إلى تدخل الدولة في الاقتصاد وعدم تركه لآليات السوق الحر، وهذا النهج من شأنه “أن يجعل أمريكا والعالم أكثر فقرا”، حسب الكاتب.
وبالعودة إلى عام 2016، أدرك أغلب الناس أن انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة سوف يتبع تحولا عن الإجماع على مبدأ التجارة الحرة، الذي اعتنقه أسلافه الرؤساء: ريغان، وبوش الأب، وبيل كلينتون، وبوش الابن، وباراك أوباما.
ويعتبر غريغ أن ميول ترامب كانت قياسية، وتصرف بناء عليها عبر فرض رسوم جمركية على الواردات.
وكتب: “توقع قليلون أن يصاحب هذا التحول في التجارة شكوك متزايدة حول فكرة الأسواق الحرة بشكل عام، ناهيك عن الدرجة التي قد تؤدي بها إدارة بايدن إلى تسريع تحول أمريكا عن التجارة الحرة”.
ويشير الكاتب إلى قانون بايدن لعام 2022 الخاص بالرقائق الإلكترونية، والذي قدم 280 مليار دولار لتعزيز البحث والتطوير، وبناء قوة عمل أقوى في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتعزيز قدرات أشباه الموصلات في الولايات المتحدة.
كما أن مشروع القانون المصاحب له ــ قانون خفض التضخم لعام 2022 ــ يحمل تدخلا مماثلا. وبعيدا عن التعامل مع التضخم، “عمل القانون على توفير 370 مليار دولار في هيئة إعفاءات ضريبية ومنح وإعانات دعم مستهدفة لتعزيز قطاع التصنيع في أمريكا، فضلا عن تقديم شيء عزيز على اليسار الأميركي: الانتقال إلى الطاقة الخضراء”.
ويرى الكاتب أن إدارة بايدن تسعى بشكل متعمد، ودون ميل للاعتذار، إلى تخصيص رأس المال والقوة العاملة على قطاعات الاقتصاد عبر الحكومة الفيدرالية، بدلا من تركها للأسواق.
ويقول غريغ إن هذا التوجه مدعوم من المشرعين الأمريكيين، الذين يقف بعضهم على طرفي نقيض من القضايا الاجتماعية بينما يتوافقون تماما على السياسات الاقتصادية، ومن ذلك على سبيل المثال الاعتقاد بأن “السماح للصين بالانضمام إلى منظمة التجارة العالمية يكلف الأمريكيين الوظائف”.
وكتب: “تشمل أسباب هذا التحول الواسع نحو القومية الاقتصادية مخاوف تتعلق بالأمن القومي بشأن الصين، والقلق بشأن تغير المناخ، والرغبة في مساعدة الأمريكيين من الطبقة العاملة الذين يؤكد الشعبويون من اليسار واليمين أنهم كانوا الخاسرين الأساسيين من العولمة… ومن الواضح أن الثقة الأمريكية في قدرة الأسواق على تخصيص الموارد بكفاءة قد تلاشت”.
وسوف تكون العواقب طويلة الأمد المترتبة على هذا التحول وخيمة بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، وكذلك على العالم وفق الكاتب.
ويرى أن سياسة الإعفاءات الضريبية وإعانات الدعم السخية للمنتجات أمريكية الصنع تعرض الحكومات، في جميع أنحاء العالم، لضغوط باتجاه تقديم إعانات دعم مماثلة ومن بين هذه الدول بريطانيا.
وعلى سبيل المثال، فإن تصنيع السيارات من الصناعات التصديرية الرئيسية في بريطانيا، وتعد أمريكا حاليا ثاني أكبر سوق للشراء. وإذا دخل الاتحاد الأوروبي وواشنطن في حرب بشأن السيارات الكهربائية، “فقد تجد بريطانيا نفسها بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي مهمشة عاجزة، وغير قادرة على تحمل تكلفة العقوبات الانتقامية. وكما يقول المثل، ليس هناك مكسب في الحرب: بل هناك درجات متفاوتة من الخسارة”.
واختتم الكاتب: “ربما نكون في المراحل التمهيدية لاعتناق أمريكا للقومية الاقتصادية. إذا كان الأمر كذلك، فإن الغرب يخوض رحلة جامحة، حيث يتم استبدال البديهيات المرتبطة بسنوات ريغان – كلينتون (نهج السوق الحر) بمجموعة أولويات ترامب وبايدن. والنتيجة النهائية لن تكون أمريكا أقل ازدهارا فحسب، بل وأيضا عالم أكثر انقساما وأكثر فقرا على المستوى الاقتصادي”.
“غياب شي جينبينغ”
وننتقل إلى صحيفة فاينانشيال تايمز وتقرير بعنوان “غياب شي جينبينغ يتحدى وضع مجموعة العشرين كمنتدى للقيادة العالمية”.
يتناول التقرير أنباء تشير إلى غياب الرئيس الصيني، شي جينبينغ، عن قمة مجموعة العشرين التي تعقد في الهند الأسبوع المقبل.
واعتبر مسؤول غربي يشارك في الإعداد للقمة إن هذه الأخبار تعني “أنهم يعملون على إفساد عملنا المشترك طوال العام”، معتبرا “عدم الحضور هو الخطوة الواضحة”.
ولم تؤكد بكين بعد قرار شي إرسال رئيس مجلس الوزراء “لي تشيانغ” إلى القمة بدلا من الرئيس، وهو ما يقول مسؤولون غربيون إنه تم إبلاغهم به من نظرائهم الصينيين.
لكن غياب الرئيس الصيني سوف يشكل ضربة لرئاسة الهند الدورية للتجمع متعدد الأطراف، حسب الصحيفة، ووضع قمة نيودلهي. كما أنه يهز مكانة مجموعة العشرين باعتبارها منتدى القيادة العالمية البارز، وسط انقسامات عميقة بين أعضائها.
وأشار التقرير إلى التصدعات التي تشهدها مجموعة العشرين منذ انفصال روسيا عن الغرب بعد ضمها شبه جزيرة القرم عام 2014، ثم الحرب الشاملة ضد أوكرانيا في فبراير/ شباط عام 2022.
وقد أدت الأزمة العالمية الناجمة عن ذلك، إلى جانب التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة والصين في السنوات الأخيرة، إلى تفاقم خطوط الصدع بين أعضاء المجموعة من الدول المتقدمة والنامية.
وعلى الرغم من أن مجموعة العشرين قد تمكنت من الاتفاق على بيان مشترك غير متوقع في قمة 2022 في بالي، لكن المناقشات التي جرت هذا العام تحت رئاسة الهند اتسمت بصدع يبدو أنه لا يمكن جسره بين الديمقراطيات (الغربية) من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى بشأن الحرب في أوكرانيا. وفي اجتماعات وزراء الخارجية والمالية وغيرهم من المسؤولين، فشلت الهند في الحصول على بيان نهائي واحد متفق عليه من قبل جميع الأعضاء.
وردا على سؤال عن غياب شي، قالت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة إنها ستعلن عن أي خطط للسفر في “الوقت المناسب”.
ونقلت الصحيفة عن بول هاينلي، مدير مركز كارنيجي الصين للأبحاث قوله “إن عدم حضور شي قمة الهند سيضر الصين أكثر من مجموعة العشرين. فبدلا من الاستفادة من مجموعة العشرين، فإنه يقلل من قدرة الصين على تشكيل الأجندة العالمية. وقال إن مجموعة العشرين لن تختفي”.
ومن الصحيفة ذاتها نطالع مقالا كتبه بارني جوبسون بعنوان “لويس روبياليس رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم غير التائب”.
يتحدث المقال عن القبلة التي طبعها رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، لويس روبياليس، على شفتي اللاعبة جيني هيرموسو بعد فوز المنتخب الإسباني بكأس العالم للسيدات مؤخرا، والتي “حولته إلى أكثر مدرب رياضي مذموم في العالم والوجه الجديد للذكورة المسيئة”.
تم إيقاف المسؤول الرياضي عن وظيفته لمدة 90 يوما، من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وصوت الرؤساء الإقليميون الـ19 للاتحاد الإسباني لكرة القدم بالإجماع لصالح استقالته. كما فتحت النيابة تحقيقا أوليا في احتمال حدوث اعتداء جنسي.
ويشير المقال إلى أن روبياليس يقضي عطلته في بلدة “موتريل” مسقط رأسه مع بناته الثلاثة، اللائي انجذبن للضجة التي أثارتها القبلة أيضا.
وخلال الأسبوع الماضي، وصف الرجل نفسه بأن ضحية للنسوية الزائفة وأصر على أن القبلة كانت بالتراضي، الأمر الذي تنفيه اللاعبة هيرموسو تماما.
وحين رأى إحدى بناته في صفوف الجمهور تمسح دموعها على خلفية فضيحة القبلة، قال لها: “لا تبكي. عليك أن تكوني فخورة بمن يكون والدك”، وفي اليوم التالي، وفي بيان تم حذفه الآن من على الموقع الإلكتروني للاتحاد، هدد باتخاذ إجراءات قانونية ضد هيرموسو بتهمة “الكذب”.
ويستعرض المقال مزاعم فساد متعددة يتهم روبياليس بالتورط فيها، منذ انتخابه رئيسا للاتحاد الإسباني عام 2018.
ومن بينها هذه المزاعم التي يجري فيها تحقيق قضائي صفقة مثيرة للجدل، تقضي باستضافة السعودية بطولة كأس السوبر الإسباني لمدة ست سنوات، كما يدرس القاضي أيضا كيفية قيام روبياليس بدفع تكاليف رحلة إلى نيويورك مع صديقته. وفي الوقت نفسه اتهمه عمه، خوان روبياليس، الذي كان رئيسا لموظفي الاتحاد حتى عام 2022، باستخدام أموال الاتحاد الإسباني لكرة القدم لدفع ثمن حفل جنسي مع شابات في فيلا فاخرة بالقرب من بلدة موتريل.
ويشير الكاتب إلى أن روبياليس ينفي ارتكاب أي مخالفات في جميع الاتهامات، بل وصف إدارته للاتحاد وفي وقت سابق من هذا العام بأنها “نقية”.
وانتقد الكاتب إصرار روبياليس، مختتما: “في عاصفة القبلة أيضا، تبين أن الهجوم هو أسوأ أشكال الدفاع”.