انتشر اسم “بغديدا” الضاحية العراقية الصغيرة شرقي الموصل منذ الليلة الماضية في وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية، بعد أن أودى حريق مفجع بحياة 114 من المحتفلين بزفاف شابين من المدينة ذات الأغلبية المسيحية.
الحريق الذي اندلع في قاعة أعراس الهيثم وأصاب المئات من المحتفلين بدأ بإشعال ألعاب نارية داخل القاعة المبنية بمواد سريعة الاشتعال، كما أن عدد الضحايا الكبير عُزِي إلى عدم توفر مطافئ حريق عاملة، وعدم تواجد بوابات خروج للطوارئ من القاعة.
لكن هذه لم تكن الفاجعة الأولى التي تشهدها المدينة، التي خرجت قبل سنوات من احتلال دموي لتنظيم “داعش”.
بغديدا
تعرف المدينة أيضا باسم “قره قوش”، وهي مركز قضاء الحمدانية التابع لمحافظة نينوى والذي يقع شرقي الموصل، كما أن الاسم يلفظ “بخديدا” في كثير من الأحيان.
تسكن المدينة أغلبية مسيحية آشورية، يعود تواجدها في المنطقة إلى فترة ما قبل ظهور الدين الإسلامي، بحسب مؤرخين، ويقول الأهالي إن أصولهم تعود إلى الامبراطورية الآشورية التي كانت تتخذ من مدينة الحضر عاصمة لها وتمتد على مناطق واسعة من العراق وصولا إلى أجزاء من تركيا وإيران وسوريا ولبنان.
ويتحدث مسيحيو المنطقة باللغة الآرامية خلال صلواتهم، وهم من بين آخر التجمعات السكانية في العالم التي تتحدث بهذه اللغة القديمة.
كما تشير مصادر مسيحية إلى وجود كلمات أكدية وسومرية لا تزال متداولة على ألسن أهالي تلك المنطقة، كما يدرس الكثيرون اللغة السريانية.
ويقول القس، بهنام سوني، في دراسة إن “لغة بغديدا الرسمية هي الآرامية السريانية السوادية (السورث)، وهذه هي اللهجة المشتركة بين السريان الشرقيين والسريان الغربيين”.
مضيفا أن “هذه اللهجة قديمة وهي أقرب لهجة إلى الآرامية التي تكلم بها السيد المسيح”.
كما أن هناك قرى تحيط بالمدينة يسكن فيها مواطنون من أقليات الشبك، والإيزيديين تحيط بالمدينة.
بشكل عام يعتبر قضاء الحمدانية من أكثر الأقضية تنوعا دينيا وعرقيا في العراق، حيث يسكن فيه، بالإضافة إلى المسيحيين، الآشوريين والسريان والكلدان، مسلمون من الشيعة الشبك، ومسلمون سنة، وإيزيديون، وكرد، وكاكائيون.
“خرجوا بملابسهم فقط”
احتل مسلحو تنظيم “داعش” بغديدا، عام 2014.
ويقول الصحفي والناشط في المدينة، كمال مقدوني، إن التنظيم فرض “الجزية” على المسيحيين بعد وقت قليل من دخوله القضاء، فيما قام بعمليات قتل واسعة النطاق للإيزيديين الذين يسكنون في بعشيق وسنجار القريبتين، كما لاحق وقتل المنتمين إلى الأقليات الشبكية والكاكائية.
ويضيف مقدوني لموقع “الحرة” أن التنظيم استولى لاحقا على أملاك جميع المسيحيين الساكنين في القضاء بعد أن خرجوا منه بملابسهم فقط إلى مدينة أربيل ومخيمات النزوح في إقليم كردستان العراق.
بعد تحرير القضاء عام 2016، سيطرت قوات الحشد الشعبي من لواء 30 المكون من الشبك على الحمدانية، بالإضافة إلى فصيل “بابليون” المسيحي التابع للحشد.
ويقول مقدوني إن الناس يبلغون باستمرار عن مضايقات يتعرضون لها، حيث يسيطر الحشد على الكثير من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية في المدينة التي يعيش أهلها بشكل كبير معتمدين على الزراعة والتجارة.
ويشير إلى أن أكثر من 40 بالمئة من مسيحيي المدينة، أحجموا عن العودة إليها وإلى أملاكهم بعد التحرير، بسبب خوفهم من هذه المضايقات.
ويضيف أن “فاجعة الزفاف أضافت حزنا كبيرا جديدا إلى الأحزان الهائلة التي عاشها أهل المدينة”.
تاريخ بغديدا
تقع المدينة ضمن منطقة سهل نينوى المعروفة تاريخيا بوجود المسيحيين فيها منذ الفترات المبكرة للمسيحية.
وتتوسط بغديدا، أو بخديدا عدة كنائس وعدد من الأديرة التاريخية والمناطق الأثرية.
ويقول القس جورج متي، وهو باحث في تاريخ الأديرة والكنائس العراقية، إن اسم المدينة له الكثير من التفسيرات، حيث قد يكون أصلها “بيث خوديدا” أو بيث كذوذي” التي تعني بيت الشباب، أو بيث خديدا التي تعني بيت الآلهة أو بيت الله.
ويقول إن المدينة كانت تدين بالزرادشتية قبل المسيحية، وهناك آثار كثيرة تعود إلى الفترة الوثنية قبل ظهور المسيح في المنطقة.
كما أن للمدينة اسما آخر ظهر في الفترة العثمانية هو قره قوش، أو الطير الأسود، ويعتقد متي، في حديث لموقع “الحرة” أن “الاسم أصبح هكذا، لأن الأسود هو زي رجال الدين المسيحيين”.
وقام النظام العراقي السابق بتحويل اسم القضاء إلى الحمدانية، نسبة إلى بني حمدان، العائلة العربية التي حكمت المنطقة نهايات الفترة العباسية، والتي لا يزال للمتحدرين منها تواجد كبير في تلك الأنحاء.
نكتشف أن اسمه عبد الرحمن. لقد فقد زوجته وأطفاله الثلاثة.
ويقول عبد الرحمن مشيرا إلى المنطقة التي كان المنزل فيها ذات يوم: ” كان منزلنا هناك”. هو الآن مجرد جزء من كومة من الحطام.
“يمكنك رؤية البطانيات البيضاء والأثاث أيضا. كل شيء آخر قد ذهب”.
ويوضح عبد الرحمن قائلا إنه “ركض لمسافة 3 كيلومترات إلى المنزل من محطة الوقود التي كان يعمل فيها بعد وقوع الزلزال، وبدأ ينادي أطفاله بشكل غريزي، صيحاته تختلط بصيحات الآخرين الذين يفعلون الشيء نفسه. لم يكن هناك رد”.
ويتحدث بحزن ” لقد دفناهم بالأمس”.
“عندما وجدناهم ، كانوا جميعا متجمعين معا. كان الأولاد الثلاثة نائمين. جرفهم الزلزال.”
في خيمة كبيرة قبالة الطريق الجبلي المتعرج الذي يربط القرية بالعالم الخارجي، تجلس عشرات العائلات معا.
ويمكن سماع بكاء لا يطاق قادم من كل اتجاه.
هذه الموجة الأخيرة من الحزن سببها جثة فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات، تدعى خليفة، تم سحبها من تحت الأنقاض.
هذا هو الحزن في شكله الخام. امرأة يغمى عليها ، وأخرى تنهار في كرسيها وتنوح.
مأساة المغرب هي أن هذا المشهد يجري في قرية بعد قرية عبر جبال الأطلس.
ربما كانت المجتمعات التقليدية راضية عن الانفصال عن بعض ضغوط العالم الحديث ، لكنها الآن ، أكثر من أي وقت مضى ، بحاجة إلى مساعدة خارجية، بشكل ملح وفي أسرع وقت ممكن.
بعد حصول الهزة مساء اليوم الاثنين، شهدت العاصمة بيروت حركة سير ناشطة بشكل كبير، إذ أخلى الكثير من المواطنين منازلهم وتوجهوا مباشرة إلى الأماكن المفتوحة.
وفي مدينة طرابلس، فقد أفيد عن حصول هالة من الهلع بسبب الهزة العنيفة، وقد شهدت المدينة إطلاق رصاص كثيف لإخلاء المباني المرتفعة من قاطنيها.
أما في صيدا، فإنّ مواطنين أفادوا بأنّ الهزة حصلت على مرحلتين، وقد كانت الثانية هي الأقوى.
انطلقت عملية تهدف للإمساك بفهد ظل يتجول طليقا في ولاية كارناتاكا في الهند منذ 27 يوما.
وقد تصدر الحيوان الأخبار في الخامس من أغسطس/آب حين هاجم أحد العمال في مدينة “بيلاغوم” كثيفة السكان في ولاية كارناتاكا الشمالية. وأصيب الرجل بجروح لكنه نجا من الموت.
وشوهد الحيوان أكثر من مرة في محيط ملعب للغولف في المدينة ، مما أثار الهلع في أوساط سكانها.
وخصصت دائرة الغابات في الإقليم طاقما من ثلاثين شخصا، بينهم أطباء بيطريون وقناصون، لاصطياده؛ لكن لم تسفر الجهود عن أي نتائج حتى الآن.
وكادت القضية تتسبب بعاصفة سياسية ، حيث طالب سياسيو المعارضة وزير الغابات في الولاية أوميش كاتي بالاستقالة، والذي بدوره قال إنه مستعد لذلك إن كان ذلك سيؤدي إلى الإمساك بالفهد.
وقال فيجاياكومار غوجي، وهو مسؤول رفيع في قطاع الغابات في الإقليم لبي بي سي إن هناك ضغطا شعبيا هائلا على السلطات من أجل الإمساك بالحيوان، مما جعل عددا أكبر من المسؤولين ينضم لحملة الإمساك به”.
ويقول نشطاء الحفاظ على البيئة إن العملية الضخمة قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
والمعروف عن الفهود أنها حيوانات خجولة تميل للاختفاء، لكن انتشرت تقارير عن دخولها إلى القرى الهندية بحثا عن الفرائس، مع اضمحلال مساحة البيئة التي تعيش فيها.
ويعيش في ولاية كارناتاكا، التي تمتلك مساحات شاسعة من الغابات والعديد من المساحات التي تلجأ إليها الحيوانات البرية، 1783 فهدا. وهذا ثاني أكبر تجمع للحيوانات في البلاد. وكثرما تشاهد الحيوانات في مدن كبرى في الولاية، مثل بنغالور وميزور.
ويقول أنطوني ماريابا، وهو مسؤول في قطاع الغابات من مدينة بيلغاوم يقود عملية البحث عن الحيوان، إنها المرة الأولى التي شوهد فيها فهد في مدينة بيلغاوم، ولهذا السبب أحس سكان المدينة بالهلع.
كيف تجري عملية البحث عن الفهد ؟
لقد أقيم 20 شركا مزودا بالكاميرات بالقرب من ملعب الغولف من أجل رصد حركة الفهد. وهذه الكاميرات مزودة بمجس يعمل بالأشعة تحت الحمراء يلتقط صورة حال رصده جسما متحركا.
ووضعت عشرة أقفاص فيها كلاب وخنازير صغيرة من أجل استدراج الفهد.
وقال غوجي “بذلت جهود أيضا لاستدراج الفهد باستخدام روائح تشبه روائح المواد التي تطلقها إناث الفهود، كما استخدم بول الإناث في اقفاص الفرائس”.
ويضيف أن فريقا مكونا من 300 شخص قام بتمشيط المنطقة على مساحة 300 هكتار بشكل دقيق من أجل تحديد مكان الفهد. وخططوا لاستحضار فريق من القناصة من أجل إطلاق مواد مخدرة عليه فور رؤيته من أجل الإمساك به وإعادته إلى بيئته الطبيعية.
وقال إنهم استأجروا اثنين من الفيلة المدربة لاعتلاء ظهرها أثناء البحث عنه، لأن هذا يجعل رؤيته أسهل.
وبالإضافة إلى ذلك، استخدمت ست ماكنات حفر لمساعدة الفرق في البحث عن الفهد في التضاريس ذات الكثافة العالية مع حمايتهم من أي هجوم محتمل. واستخدمت طائرة موجهة عن بعد لتمشيط المنطقة من الأعلى.
لماذا لم يعثر بعد على الفهد ؟
ويقول ماريابا إن الفهد شوهد مرتين خلال عمليات البحث، لكنه تمكن من الفرار قبل الإمساك به.
ويضيف أن الأمطار الغزيرة في الولاية أعاقت جهود البحث، حيث قللت مجال الرؤية وشكلت مناطق تجمع للمياه مما أعاق عمليات نصب الشراك.
يضاف إلى ذلك، أن الفهد غير مهتم بالحيوانات في الشراك بسبب توفر الفرائس في الطبيعة بكثرة.
وشكا ماريابا من أن ضغط وسائل الإعلام والضغط الشعبي يسبب مشاكل للطواقم .
وقال “السلطات والشعب يريدان نتائج سريعة، لذلك فقد تعرضنا لضغوط لتطبيق تجارب جديدة أو إجراء تغييرات متزايدة في عمليات البحث كل يوم. لكن من أجل الإمساك بفهد يجب أن يكون هناك القليل من العنصر البشري والكثير من الهدوء في البيئة”.
وهذا ما يعتقده خبير الحياة البرية سانجاي غوبي الذي درس الفهود في كارناتاكا على مدى عقد من الزمان، حيث قال “الفهود تفر إذا ما أحست بأي مصدر إزعاج لذلك فإن عمليات المطاردة واسعة النطاق التي تجري استجابة للضغوط تسبب أضرارا أكثر من الفوائد”.
وحذر من أن الإمساك بفهد واحد لن يحل المشكلة.
وأضاف “ما نحتاجه هو برنامج أكثر شمولا من اجل مساعدة الناس على فهم الفهود وسلوكها. هذا يمكن أن يؤدي إلى قبولها بشكل أكبر والتصالح مع فكرة التعايش معها في الحيز في بيئة أكثر أمنا وسلاما”.
أمست مدينة تشنغدو، أحدث مدينة صينية يتم إغلاقها، مع استمرار بكين في اتباع سياسة “صفر كوفيد” المثيرة للجدل.
وصدرت أوامر لحوالي 21 مليون شخص بالبقاء في منازلهم، مع السماح لشخص واحد فقط من كل أسرة بالخروج لشراء السلع الأساسية.
وسجلت المدينة يوم الخميس 157 إصابة جديدة، بينها 51 بدون أعراض.
وتلزم السياسات الصينية الخاصة بمكافحة فيروس كورونا المدن بالدخول في عمليات إغلاق صارمة، حتى لو تم الإبلاغ عن عدد قليل من الحالات.
ومع ذلك، فإن حملة بكين لضمان “صفر كوفيد”، اتُهمت بعرقلة النمو الاقتصادي وأثارت معارضة عامة نادرة من المواطنين.
وطُلب من سكان تشنغدو البقاء في منازلهم اعتباراً من الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي يوم الخميس على أن يخضعوا جميعاً لاختبارات كورونا خلال الأيام المقبلة، لكن لم يتضح متى سيتم رفع القيود.
في غضون ذلك، تم منع الناس من دخول أو مغادرة مدينة تشنغدو، عاصمة مقاطعة سيتشوان جنوب غرب البلاد، مع إمكانية خروج من يظهر دليلاً على أن الاختبارات أظهرت خلوه من فيروس كورونا لشراء الضروريات.
كما أفادت وسائل الإعلام الحكومية، أن فصل الخريف الدراسي في المدارس قد تم تأجيله، كما تم وقف الرحلات الجوية.
ووصفت السلطات الصحية الوضع بأنه “معقد للغاية وخطير” وألقت باللوم في تفشي الفيروس على التجمعات المكتظة أثناء الطقس الدافئ في أماكن السباحة والترفيه.
حملات الصين الأخيرة على كوفيد
مارس/آذار: أكبر إغلاق جراء الوباء في الصين، في شنغهاي، استمر شهرين وأدى إلى تقارير واسعة النطاق عن نقص الغذاء وسوء الأحوال المعيشية في مراكز الحجر الصحي
يونيو/حزيران: إيقاف قطار فائق السرعة وإدخال ركابه إلى مركز عزل بعد ربط أحد الركاب بمجموعة مصابة بكوفيد
يوليو/تموز: ووهان تدخل في إغلاق جديد بعد اكتشاف أربع حالات إيجابية
أغسطس/آب: التقاط مشاهد فوضوية في شنغهاي، بينما كان يحاول مسؤولو الصحة إخراج المتسوقين في أحد فروع إيكيا، لحجر شخص كان مخالطاً لشخص مصاب بكوفيد
أغسطس/آب: نشر لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، تظهر الأسماك وسرطان البحر وهم يخضعون لاختبار الإصابة بكوفيد
أغسطس/آب: مسؤولو الكرة الطائرة الصينية يعتذرون بعد احتجاج جماهيري شديد، إثر ظهور صورة للمنتخب الوطني للسيدات وهو يلعب مباراة وهو يرتدي أقنعة الوجه
هناك قيود أخرى سارية حالياً في أماكن أخرى في الصين، بما في ذلك منطقتا شنتشن في الجنوب وداليان في الشمال الشرقي.
وطبقت البلاد مجموعة من تدابير الوقاية الخاصة من كوفيد بحسب المدن، بعد أن ضربت الموجة الأولية للفيروس مدينة ووهان في عام 2019.
في تطور جديد يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الحرب الدائرة في بلده بدأت في شبه جزيرة القرم ويجب أن تنتهي بتحريرها.
وجاءت تصريحات زيلينسكي بعد ساعات فقط من وقوع سلسلة انفجارات في قاعدة جوية روسية في شبه جزيرة القرم وهو ما أسفر عن مقتل شخص ce واحد.
ولم يذكر الرئيس الأوكراني هذه الانفجارات، لكنه ركز في خطابه على شبه الجزيرة والتأكيد على أن “القرم أوكرانية ولن نتخلى عنها أبدا”.
وقللت روسيا من شأن الانفجارات، ونفى مستشار أوكراني كبير مسؤولية الجيش الأوكراني عنها.
ومن الناحية الرسمية، تعد شبه جزيرة القرم جزءا من أوكرانيا، ولكن روسيا ضمتها إليها في عام 2014 بعد تنظيم استفتاء مثير للجدل، وهو ما يعتبره المجتمع الدولي غير شرعي.
وتجنب زيلينسكي الحديث عن التفجيرات في خطابه، لكنه تحدث بإسهاب عن شبه جزيرة القرم قائلا: “لن ننسى أن الحرب الروسية ضد أوكرانيا بدأت باحتلال شبه جزيرة القرم”.
وأضاف “هذه الحرب الروسية… بدأت مع شبه جزيرة القرم ويجب أن تنتهي في شبه جزيرة القرم بتحريرها”.
وتشير تصريحات زيلينسكي الأخيرة إلى أنه يعتقد أن أوكرانيا يجب أن تستعيد شبه الجزيرة قبل أن تنتهي الحرب الحالية، لكنه ادلى في الماضي بتصريحات تناقض ذلك بشأن هذه القضية.
ففي وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني إن كييف يمكن أن تقبل السلام إذا عادت روسيا إلى مواقعها قبل 24 فبراير/شباط الماضي، مما يعني أنه لم يضع استعادة شبه جزيرة القرم شرطا للسلام.
وكان الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف قد وجه تحذيرا مفاده أنه في حال استهدفت أوكرانيا شبه جزيرة القرم فسوف تفتح على نفسها أبواب الجحيم.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم في مارس/آذار 2014، بعد تصويت في الإقليم – الذي تسكنه أغلبية من الناطقين بالروسية – للانضمام إلى روسيا في استفتاء تعتبره أوكرانيا ودول غربية غير قانوني.
وتم تنظيم الاستفتاء على عجل بعد أن سيطرت قوات روسية على العديد من المواقع الإستراتيجية في جميع أنحاء شبه الجزيرة.
وكانت الإمبراطورية الروسية قد سيطرت على القرم وضمتها أبان حكم كاثرين العظيمة في عام 1783، وظلت جزءا من روسيا حتى عام 1954 عندما قام الزعيم السوفيتي آنذاك نيكيتا خروشوف، وكان أوكراني الأصل، باهدائها إلى جمهورية أوكرانيا السوفيتية “من أجل تعزيز الوحدة بين الروس والأوكرانيين”.
ولم يكن لذلك القرار أثر عملي إبان الحقبة السوفييتية، ولكن بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991، أصبحت شبه جزيرة القرم جزءا من أوكرانيا المستقلة.
ولكن رغم ذلك، ما زال أكثر من 58 بالمئة من سكانها يعتبرون أنفسهم من الروس.
فما هي قصة شبه جزيرة القرم؟
تقع شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا بين البحر الأسود وبحر آزوف وتمتد في البحر الأسود، وهي لا تتصل بالبر القاري إلا من خلال شريط ضيق من جهة الشمال، ويمتد من جهتها الشرقية شريط أرضي يكاد يتصل بالأراضي الروسية، ويفصلها عن روسيا من الشرق مضيق كيرش.
وتبلغ مساحة شبه جزيرة القرم 27 ألف كيلومتر مربع، فيما يبلغ عدد السكان نحو مليوني نسمة وفقا لإحصاء عام 2001.
ويشكل الروس أغلبية السكان في القرم، ولكن تسكن في المنطقة أيضا أقليات لابأس بها من الأوكرانيين والتتار.
ويمثل تتار القرم المسلمون نحو 12 في المئة من سكان شبه جزيرة القرم، ويبلغ عددهم نحو 243 ألف نسمة من عدد السكان البالغ مليوني نسمة في الإقليم.
ويعد السكان من ذوي الأصول الروسية الذين تبلغ نسبتهم نحو 58 في المئة أكبر عرقية تسكن الإقليم، وهو ما يفسر نتيجة التصويت لصالح الانضمام لروسيا. بينما يمثل السكان من الأوكرانيين في الإقليم نحو 24 في المئة، وذلك وفقا لآخر إحصاء سكاني أجرته أوكرانيا منذ عام 2001.
تاريخ
ربما كان السيميريون أول من استوطنوا شبه جزيرة القرم منذ حوالي ألف عام قبل الميلاد. وفي القرن السابع قبل الميلاد، احتل السكيثيون منطقة السهوب، لكن نجت مملكة البوسفور في شبه جزيرة كيرش حيث تعرضت لتأثير يوناني قوي.
وقد وقعت شبه جزيرة القرم تحت سيطرة اليونانيين والرومان لعدة قرون، فخلال القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، أنشأ الإغريق مستعمرات على طول سواحل القرم، وكان أهمها في تشيرسونيسوس بالقرب من سيفاستوبول الحديثة، وبانتيتابايوم حيث تقع كيرش الآن.
وقد نجت تلك المستعمرات، التي خضعت للسيطرة الرومانية في عام 15 قبل الميلاد، من سلسلة من الهجمات التي شنتها جحافل البدو الشرقيين الذين احتلوا فيما بعد منطقة السهوب.
وقد طالب أمير كييف فلاديمير الأول في القرن العاشر بتلك المدن الساحلية، لكن كييف لم تكن قادرة على الاحتفاظ بشبه جزيرة القرم التي سقطت في أيدي الكيبشاك الأتراك ولاحقا في يد تتار القبيلة الذهبية.
وفي القرن الثالث عشر، أنشأت جنوة بؤر استيطانية تجارية على طول الساحل حيث تمكنت في النهاية من السيطرة على تجارة البحر الأسود.
في أوائل القرن الرابع عشر انتشر الإسلام بين السكان التتار في المناطق الداخلية لشبه جزيرة القرم تحت حكم أوز بيك، خان القبيلة الذهبية، الذي اعتنق الإسلام، وباتت خانية القرم تابعة للسيادة العثمانية في عام 1475.
وعلى الرغم من أن قوتهم قد تضاءلت بشكل كبير منذ أيام الغزوات المغولية ، فقد شن التتار غارات متكررة على موسكو من عاصمتهم في باخشيساراي في جنوب شبه جزيرة القرم.
الصراع الروسي العثماني
كانت الإمبراطورية العثمانية القوة المهيمنة في المنطقة لعدة مئات من السنين، لكن توسع الحدود الجنوبية لروسيا الذي بدأ بشكل جدي في أواخر القرن السابع عشر على يد القيصر بطرس الأكبر أدى في كثير من الأحيان إلى صراع بين القوتين.
وخاضت روسيا والإمبراطورية العثمانية على مدى القرنين التاليين سلسلة من الحروب للسيطرة على منطقة البحر الأسود.
وأسفرت واحدة من تلك الحروب التي دارت رحاها من عام 1768 إلى عام 1774 عن معاهدة كوتشوك كيناركا في عام 1774 التي قامت بمقتضاها دولة تتار القرم المستقلة.
وفي عام 1783 ضمت الإمبراطورة الروسية كاترين الثانية شبه الجزيرة التي أصبحت أرضا روسية.
ومع ذلك، استمر التنافس الإقليمي بين الروس والأتراك واتسع نطاقه في حرب القرم (1853-1856) حيث حاربت بريطانيا وفرنسا، اللتان كانتا متخوفتين من الطموحات الروسية في بلاد البلقان، روسيا للاستحواذ على إرث الدولة العثمانية الآفلة.
الاتحاد السوفيتي
عندما أدت ثورة 1917 إلى انهيار الإمبراطورية الروسية، أعلن تتار شبه جزيرة القرم عن قيام جمهورية ديمقراطية مستقلة.
وخلال الحرب الأهلية الروسية (1918-1920)، كانت القرم بمثابة المعقل الأخير للقوات البيضاء (المناهضة للبلشفية)، وأدت هزيمتهم إلى نهاية دولة القرم المستقلة.
وبعد انتصار البلاشفة باتت شبه جزيرة القرم جمهورية القرم الاشتراكية السوفيتية المتمتعة بالحكم الذاتي في عام 1921.
وقد قُتل عشرات الآلاف من تتار القرم أثناء قمع جوزيف ستالين للأقليات العرقية. واحتل النازيون شبه جزيرة القرم في أوائل عام 1940 قبل أن يُطردوا منها.
وفي مايو/آيار من عام 1944، رُحل ما تبقى من تتار القرم، حوالي 200 ألف شخص، قسرا إلى سيبيريا وآسيا الوسطى بزعم تعاونهم مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
وبعد الحرب، تم تخفيض وضع شبه جزيرة القرم من جمهورية تتمتع بالحكم الذاتي إلى إقليم (منطقة) من جمهورية روسيا الاشتراكية الاتحادية السوفيتية، وفي عام 1954 تم نقل تبعيتها إلى أوكرانيا خلال الاحتفال بالذكرى الـ 300 لاتفاقية بيرياسلاف وهي المعاهدة التي سلمت أوكرانيا إلى روسيا.
ومع وفاة ستالين وصعود نيكيتا خروتشوف كزعيم سوفيتي، سُمح للقوميات التي تعرضت للترحيل الداخلي في النهاية بالعودة إلى مناطقها الأصلية إلا أن تتار القرم كانوا استثناء ملحوظا.
عودة تتار القرم
في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي ومع تفكك الاتحاد السوفيتي، استقر العديد من التتار في القرم وزاد عددهم من حوالي 38 ألف نسمة في عام 1989 إلى ما يقرب من 243 ألف نسمة في مطلع القرن الحادي والعشرين، وهم يشكلون الآن زهاء 12 بالمئة من سكان شبه جزيرة القرم.
كما تم تغيير الوضع القانوني لشبه جزيرة القرم خلال تلك الفترة. ففي عام 1991 أصبحت شبه جزيرة القرم جمهورية ذات حكم ذاتي داخل الاتحاد السوفيتي، ولكن مع حل الاتحاد السوفيتي رسميا في ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام، انتقلت تبعية شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا المستقلة حديثا.
وفي أوائل تسعينيات القرن الماضي وجد تتار القرم العائدين أنفسهم في دولة مستقلة جديدة هي أوكرانيا حيث واجهوا نسبة بطالة عالية جدا وظروف سكن رديئة للغاية.
نتيجة لذلك، نشبت توترات واحتجاجات متواصلة تتعلق بحقوق الملكية إذ أن تمليك الأراضي في القرم للتتار كان أمرا خلافيا في أوكرانيا.
وقد تبنى البرلمان الأوكراني حينئذ قرارا يعتبر تتار القرم هم السكان الأصليين لشبه جزيرة القرم، على أن تعمل أوكرانيا بموجبه على تحريرهم وتنميتهم في المجالات العرقية والثقافية واللغوية بوصفهم مواطنين أوكرانيين.
ويرى تتار القرم أن العيش في ظل أوكرانيا أو الاتحاد الأوروبي يفتح لهم آفاقا أوسع في مجال الحقوق والحريات، ولم تغب عنهم ذكريات الماضي في ظل الحكم الروسي.
فقد هاجرت الغالبية العظمى من تتار القرم من الإقليم بعد أن تعرضوا لعمليات تهجير قسري في عهد الزعيم السوفييتي السابق جوزيف ستالين عام 1944، وذلك بعد أن اتهمهم بالتعاون مع الألمان خلال الحرب العالمية الثانية.
ونزح الكثير منهم إلى عدد من دول آسيا الوسطى، بالإضافة إلى تركيا التي كونوا فيها واحدة من أكبر الجاليات خارج أراضيهم.
توتر بعد الاستقلال
وعقب اعلان استقلال أوكرانيا، سعى سياسيون روس في القرم إلى توثيق علاقات شبه الجزيرة مع روسيا وإلى تثبيت سيادتها من خلال سلسلة من الخطوات وصفتها الحكومة الأوكرانية بأنها منافية للدستور الأوكراني.
وينص الدستور الأوكراني الذي سن في عان 1996 على أن القرم لها وضع الجمهورية ذاتية الحكم، ولكنه نص أيضا على ان القوانين التي تسن في القرم يحب أن تتماشى مع القوانين الأوكرانية.
وللقرم برلمان خاص غير رسمي يدعى المجلس يقول إن الغرض منه اعلاء حقوقهم ومصالحهم، كما أن لها حكومة لها صلاحيات للتحكم بالأمور الزراعية والسياحية وتلك التي تتعلق بالبنية التحتية.
وقد اتسمت العلاقة بين كييف وشبه جزيرة القرم بالتعقيد حيث شكل الروس غالبية السكان في شبه جزيرة القرم، وأدت حركة استقلال قصيرة العمر في عام 1994 إلى إلغاء منصب رئيس الجمهورية المتمتعة بالحكم الذاتي، وقد زاد نفوذ موسكو في القرم من تعقيد الأمور خاصة ما يتعلق بأسطول البحر الأسود وقاعدته في سيفاستوبول.
ويعد ميناء سيفاستوبول قاعدة بحرية مهمة، وكان مقر أسطول البحر الاسود الروسي منذ الحقبة السوفيتية. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، جرى تقسيم الأسطول بين روسيا وأوكرانيا.
وقد ألزمت مذكرة بودابست، الموقعة من قبل روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة وبريطانيا في ديسمبر/كانون الأول من عام 1994، الموقعين باحترام حدود أوكرانيا ما بعد الاتحاد السوفيتي، بينما تعهدت أوكرانيا بنقل مخزونها الهائل من الأسلحة النووية من الحقبة السوفيتية إلى روسيا.
كما حُسمت مسألة أسطول البحر الأسود بتقسيمه بالتناسب بين الطرفين وقد مُنحت روسيا عقد إيجار ممتد لمرافق الموانئ في سيفاستوبول، ومع التوقيع على معاهدة الصداقة والتعاون والشراكة في عام 1997 تم تأكيد شبه جزيرة القرم مرة أخرى كأرض أوكرانية.
وقد اتفق البلدان على بقاء الاسطول الروسي في مقره في سيفاستوبول حتى عام 2017، ولكن بعد انتخاب فيكتور يانوكوفيتش المؤيد لروسيا رئيسا لأوكرانيا في عام 2010، وافقت أوكرانيا على تمديد بقاء أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول بـ 25 سنة بعد 2017، مقابل حصول أوكرانيا على الغاز الروسي بأسعار تفضيلية.
وقد ظل وجود الأسطول الروسي في سيفاستوبول مصدر توتر بين روسيا وأوكرانيا. ففي عام 2008، طالبت أوكرانيا – التي كان يحكمها آنذاك الرئيس فيكتور يوشنكو الموالي للغرب – روسيا بالامتناع عن استخدام أسطول البحر الأسود في صراعها مع جورجيا.
الضم الروسي
في أوائل القرن الحادي والعشرين، ومع اهتزاز المشهد السياسي في أوكرانيا بسبب الثورة البرتقالية، ظل سكان شبه جزيرة القرم، التي تقطنها أغلبية روسية، من أشد المؤيدين لفيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا.
وعندما أصبح يانوكوفيتش رئيسا في عام 2010 ، مدد عقد إيجار روسيا للميناء في سيفاستوبول حتى عام 2042. وسمحت الاتفاقية لروسيا بوضع ما يصل إلى 25 ألف جندي في سيفاستوبول والحفاظ على قاعدتين جويتين في شبه جزيرة القرم.
في أوائل عام 2014، أصبحت شبه جزيرة القرم محور أخطر أزمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة، وذلك بعد الاطاحة بالرئيس الأوكراني المنتخب (والموالي لروسيا) يانوكوفيتش في احتجاجات شابها العنف في العاصمة كييف.
وفي فبراير/شباط من عام 2014، فر يانوكوفيتش من كييف بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بحكومته. وعقب ذلك، قامت قوات موالية لروسيا بالسيطرة على شبه جزيرة القرم.
وكانت المظاهرات المؤيدة لروسيا شائعة في جميع أنحاء شبه جزيرة القرم، ولكن كانت المظاهرات التي نظمها تتار القرم مرئية بنفس القدر، والذين دعموا بشكل كبير استمرار الارتباط بأوكرانيا.
وفي مارس/آذار تلقى فلاديمير بوتين موافقة البرلمان الروسي على إرسال قوات إلى شبه جزيرة القرم بدعوى حماية السكان من أصل روسي.
وقد تم إجراء استفتاء شعبي حول وضع شبه جزيرة القرم في 16 مارس/آذار من عام 2014 على الرغم من أن الحكومة المؤقتة في كييف وصفت الاقتراع بأنه غير دستوري.
ودعا زعماء تتار القرم إلى مقاطعة التصويت. وكانت النتيجة 97 في المئة لصالح الانضمام إلى روسيا على الرغم من الإبلاغ عن العديد من المخالفات.
ولم تعترف كييف بالاستفتاء، وتحركت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الفور لفرض عقوبات على قائمة ضمت كبار المسؤولين الروس وأعضاء حكومة القرم المعلنة من جانب واحد.
ووقع بوتين في 18 مارس /آذار معاهدة دمج شبه جزيرة القرم في الاتحاد الروسي.
ولم يعترف سوى عدد قليل من البلدان بشرعية الضم الروسي، وأكدت الأمم المتحدة مرارا أن شبه جزيرة القرم لا تزال جزءا لا يتجزأ من أوكرانيا.
وتم تصنيف روسيا في نظر القانون الدولي على أنها “قوة محتلة” في شبه جزيرة القرم، ولم يُنظر إلى موسكو على أنها تتمتع بأي مطالب قانونية في شبه الجزيرة.
حثّت السلطات الصينية سكان العاصمة بكين على التوقف عن استلام طرود من خارج البلاد، وذلك إثر تقارير عن إصابة امرأة بعدوى أوميكرون جرّاء فتْح أحد الطرود.
ويشيع اعتقاد في بكين بأن كوفيد-19 قد ينتقل ما بين دول العالم عبر واردات الأطعمة المجمدة.
ولدى فحص المرأة المشار إليها، تبيّنتْ إصابتها بكوفيد، رغم أنها لم تغادر البلاد، بحسب المسؤولين الذين قالوا إنهم رصدوا آثار الفيروس على الطرْد الذي طلبته من خارج البلاد.
وتأتي هذه الإصابة قبل أقلّ من ثلاثة أسابيع على انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين.
وأعلنت الصين، الاثنين، أنها لن تبيع تذاكر للجماهير من أجل حضور المسابقات.
وفي إطار تدابير السلطات الصينية للسيطرة على الفيروس، تقرّر عدم السماح بحضور المسابقات لغير المدعوّين، والذين لم يعلَن حتى الآن كيف سيتم اختيارهم، وما إذا كانوا سيخضعون لحجر صحيّ.
وتعد هذه الإصابة، الوحيدة حتى الآن الناجمة عن متحور أوميكرون التي تسجّل في بكين
وصرح المسؤول الصحي في بكين، بانغ شينغو، بأن الفيروس اكتُشف على سطح خطاب تلقّته المرأة المذكورة قادمًا إليها من كندا.
ولدى فحص عدد من الرسائل الواردة في هذه الطَلبية، رُصدت آثار الفيروس على خمس منها.
وأكد مركز بكين للسيطرة على الأمراض، إن احتمالية انتقال العدوى لهذه المرأة عبر طردٍ قادم من دولة أخرى غير مستبعد.
وفي سبيل مكافحة فيروس كورونا، تتبنى الصين استراتيجية تطلق عليها اسم “صفر كوفيد”، وهي تجمع بين التلقيح الجماعي، والفحص المستمر، ومراقبة حركة الناس في عموم البلاد، وقياس درجة حرارة الأشخاص، والاستعانة بتطبيقات الهواتف للتأكد من عدم وجود خطر.
وفي حال ظهور إصابة واحدة فقط، تتعامل السلطات مع الأمر بمنتهى الجديّة.
ولجأت الصين إلى هذه الاستراتيجية منذ البدء؛ حيث يرى قادة البلاد بدءًا من الرئيس شي جين بينغ ومَن خلفه أن أي تدابير أقلّ شدّة قد تتسبب في إصابات ووفيات على نطاق واسع وهو ما لن يكون مقبولا على أي من الأصعدة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.
قتل أكثر من 50 قرويا في إحدى قرى شمال غرب نيجيريا، الأحد، على يد مسلحين.
وقال سكان إن عشرات المسلحين على دراجات نارية نهبوا القرية في نيجيريا، وقتلوا السكان.
ومنذ سنوات، تشن مجموعات مسلحة هجمات في مناطق بشمال غرب نيجيريا، وتُجبر الألوف على الفرار منها. واشتهرت هذه العصابات عالميا بسبب عمليات الخطف الجماعي التي نفذتها من مدارس من أجل الحصول على فدية.
وقال عبدالله كرمان أوناشي، وهو زعيم محلي، لـ”رويترز”، إن عشرات المسلحين دخلوا قرية دنكادي في ولاية كيبي ليل الجمعة، وتبادلوا إطلاق النار مع جنود ورجال الشرطة.
وأضاف أن قوات الأمن اضطرت للتراجع، واجتاح المسلحون المنطقة، وأحرقوا المتاجر وصوامع الحبوب، وسرقوا الماشية، في الساعات الأولى من صباح أمس السبت.
وأضاف أوناشي: “قتلوا جنديين وشرطيا و50 قرويا. وخطفوا زعيم قرية دنكادي وكثيرا من القرويين، الذين كان معظمهم من الأطفال والنساء”.
وجاء ذلك بعد مرور أسبوع على مقتل 200 في ولاية زامفارا المجاورة على يد مسلحين.
وقال ديدزي عمر بونو، نجل الزعيم المخطوف، إن المسلحين عادوا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، وأضرموا النيران في مزيد من البيوت.
وأضاف عبر الهاتف: “لم يطلبوا أي فدية. جثث القتلى متناثرة في قرية دنكادي”.
ولم يرد نافيو أبو بكر، المتحدث باسم شرطة كيبي، على اتصالات ورسائل أُرسلت عبر هاتفه.
ولولاية كيبي حدود مشتركة مع زامفارا، حيث بدأت الحكومة في أيلول/ سبتمبر هجوما مسلحا، وفرضت حظرا على الاتصالات بها؛ لتخليص الولاية من العصابات التي تصف أعضاءها بأنهم إرهابيون.
وتُفاقم جرائم العنف التحديات في ولايات شمال نيجيريا، التي تعاني فقرا أشد من ولايات الجنوب.
وقال الرئيس محمد بخاري، في بيان، إن الجيش بدأ عملية عسكرية كبيرة في ولاية النيجر المجاورة لكيبي؛ للقضاء على العصابات ومتمردي بوكو حرام الفارين من هجوم للحكومة.
… هل هو «القاتِل» يعود إلى مَسْرح الجريمة؟ سؤالٌ محشوّ بفائضٍ من الغضب والريبة، طفا أمس على «السحابة البركانية» التي جثمتْ بسوادها فوق العاصمة اللبنانية التي لم تلملم بعد أشلاء أبنائها ومَبانيها التي التهمها «بيروتشيما» في 4 أغسطس الماضي لتجد نفسها في 10 سبتمبر على موعدٍ مع وليمة نارٍ في هشيمِ مرفئها وعلى مَسرح الجريمة عيْنها التي كانت خطفتْ قبل 37 يوماً 192 شخصاً وجرحتْ أكثر من 6500 آخَرين وشرّدت نحو 300 ألف وتَسَبَّبتْ بدمارٍ رهيب. في 4 أغسطس كان القاتِل الذي حوّل بيروت «محرقةَ العصر» اسمُه العنبر رقم 12 وصندوقه الأسود الذي ضمّ «خليطاً سرياً» رأسُ الجبلِ المتفجّر فيه نيترات الأمونيوم وصاعقُها المفترض «عمليةُ تلحيم»… وفي 10 سبتمبر كان اسمُ المُجْرم الذي خَنَقَ العاصمةَ ولفّ عُنُقَها بغيمةٍ سوداء عملاقةٍ، مستودعٌ في السوق الحُرّة في المرفأ قيل إنه يحتوي على زيوتٍ وإطارات كاوتشوك ومستحضراتِ تجميلٍ أَشْعَلَتْه شرارةٌ مجهولةُ باقي الهوية أشاعتْ تسريباتٌ سوريالية أنها نجمتْ أيضاً عن «عمليةِ تلحيم». وفي الحاليْن بدا القاتِل مُتَخَفّياً إما بثوبِ «لعنةٍ فتّاكة» قبضتْ على المرفأ كأنها تستهدفُ اغتيالَ بيروت، واسمُها الإهمال وسوء الإدارة والفساد وتَحَلُّل الدولة، وإما بأيدٍ خفية، عدوانية أو تخريبية عن سابق تَصَوُّر وتصميم كأنّها تنفّذ إعداماً بحق «ست الدنيا»، مرّةً رمياً بأطنان نيترات الأمونيوم وربما بما هو أعظم، ومرّة أخرى بـ «حبل مشنقة» من دخانٍ مميتٍ أشبه بالحفر عميقاً في الجُرح المفتوح لعاصمةٍ لم تُقْفَل مقابرُها بعد ولا جفّت دماءُ أبنائها ودموع أهلها ولا اندملتْ ندوبُ بيوتاتها. ولم تكن فِرَقُ الإطفاء أخمدتْ بعد الحريقَ الذي أنْذَر بأن يمتدّ إلى كل السوق الحُرة واستوجب تأهُّباً لـ «بقايا» المؤسسات العاملة في الدولة وصولاً إلى التئامِ المجلس الأعلى للدفاع برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون عند السابعة مساءً، حتى استعرتْ أبعادٌ ثلاثية لهذا التطوّر الذي حَجَبَ لهيبُه كل العناوين الأخرى، الداخلية التي يختصرها ملف تشكيل الحكومة الجديدة بامتداداته الإقليمية – الدولية، كما الخارجية التي استعادتْ وهجَها مع إطلاق واشنطن سلسلة عقوباتٍ بحق سياسيين رفيعي المستوى من حلفاء «حزب الله» بدت من ضمن لائحة الـ Most wanted التي ستكرّ سبحتها تباعاً. وهذه الأبعاد هي: * ما ظهّره وقوع الحريق الهائل، الذي رُصد عن مسافات بعيدة جداً واحتلّ دخانه سماء لبنان، في البقعة نفسها التي «انفجرت» قبل 37 يوماً، من أن مسرح جريمة 4 أغسطس متروكٌ و«سائبٌ» رغم استمرار التحقيقات التي يشارك فيها خبراء من أكثر من دولة، ومواصلة القضاء عمله لتحديد ملابسات التفجير الهيروشيمي والمسؤوليات عنه في ظل توقيفاتٍ إدارية وأمنية واستماعٍ متوالٍ لمسؤولين كان آخِرهم أمس وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار والمدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا. ولم يكن عابِراً ما رافق «طوفان النار» من سيناريوهات وتعليقاتٍ لم تخْلُ من كوميديا سوداء، بعضها سأل ساخراً «هل ما جرى هو في إطار تمثيل جريمة 4 أغسطس»، وبعضها الآخَر لم يتوانَ عن القول استهزاءً بأن «هكذا يحصل مسْح مسرح الجريمة في لبنان»، في موازاة طغيان فرضية العبث بالأدلّة وطمْسها بالنار و«حرق وإخفاء حقيقة 4 أغسطس الأسود». * البُعد النفسي والمعنوي لمشهديةِ الحريق الكبير، الذي استحْضر بعض مكوّنات تسونامي الدم والدمار قبل 37 يوماً، عبر بعض الانفجارات الصغيرة التي تَزامَنَتْ مع كرة النار المتطايرة، ما وَضَع عائلات ضحايا تفجير 4 أغسطس والجرحى مجدداً وجهاً لوجه أمام الكابوس الذي لم يُطْبِق جفنيْه أصلاً، في موازاة إطباق الرعب على نفوس سكان المناطق المجاورة للمرفأ وعموم لبنان الذين كانت أيديهم على قلوبهم خشيةَ تكرار «بيروتشيما». وجاء معبّراً الهلعُ الذي أصاب المواطنين في الشوارع المحيطة بالمرفأ، الذي تحوّل ميناءً ترسو فيه الكوارث، حيث شوهدت سياراتٌ تغادر على عجل بعيد اندلاع الحريق (قرابة الثانية من بعد الظهر) ومحالٌ تُقفل كأن البلاد في حال طوارئ، وناسٌ حائرون: هل نقفل نوافذ منازلنا تَجَنُّباً لسموم الغيمة الملعونة، أم نفتحها تفادياً لانفجارٍ يحوّل الزجاج سكاكين قاتلة؟ * أما البُعد الثالث فتمثّل في ما كرّستْه الاستجابةُ الميدانية للحريق الضخم من غياب مقومّات القدرة على إدارة الكوارث وفق بروتوكولات جاهزة، وصولاً إلى الدلالاتِ الخطرة والمؤلمة لـ «استغاثةِ» الدفاع المدني «نريد المياه» لعمليات الإطفاء، كما لمناشدته السلطات في المرفأ «تحديد طبيعة المواد الموجودة في المستودعات للمحافظة على سلامة العناصر»، وذلك بعدما كان فوج إطفاء بيروت فُجع يوم 4 أغسطس بخسارة 10 من عناصره وُضعوا في فم الموت حين أُرسلوا في مهمة انتحارية على طريقة one way ticket لعدم معرفتهم بالمواد «المختبئة» في العنبر رقم 12. وشكّلت مسارَعةُ فرنسا لإبداء الاستعداد للمساعدة في إخماد الحريق إذا تطلّب الأمر تدخُّلها وإبداء دول أخرى مثل كندا صدمتها وحزنها لوقوع حريقٍ جديد في المرفأ، عامِلاً عَكَسَ من جهةٍ ارتياحاً لاستمرارِ العين الدولية على لبنان، ومن جهة أخرى تعميق صورة «بلاد الأرز» كدولةٍ لم تنجح بعد 11 يوماً على تكليفِ رئيسٍ جديدٍ تشكيلَ حكومةِ رفْعِ أنقاضِ بيروت ورفْعِ تحدي الإصلاح الشاق في إحداث اختراقٍ يُعتدّ به، رغم «مطاردة» باريس للطبقة السياسية على مدار الساعة عبر خليةِ أزمةٍ شكّلها الرئيس ايمانويل ماكرون الذي رمى بثقْله من خلال مبادرة «الفرصة الأخيرة» التي تسير جنباً إلى جنب مع عصا العقوبات الأميركية التي أصابتْ قبل يومين الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس اللذين يمثلان حليفيْن رئيسيْين لـ «حزب الله». وفيما تَراجَع أمس عنوان تشكيل «حكومة المَهمة» (خلال المهلة الفرنسية أي 15 يوماً تنتهي الثلاثاء المقبل، ووفق بروفايل ماكرون لحكومة اختصاصيين تحظى بتوافُق سياسي) أمام هول السحابة المسمومة، استوقف أوساطاً سياسية «المَهمة» التي اضطلع بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في باريس موفداً من عون حيث التقى عضويْ «المفرزة الديبلوماسية» المكلفة متابعة الملف اللبناني أي السفيريْن برنار ايمييه وايمانويل بون وبحث معهما في مسار التأليف وتعقيداته. ولاحظتْ الأوساط أن زيارة إبراهيم المعلَنة بدت في سياق محاولة جسّ نبض باريس face to face حيال حقيقة موقفها وموقعها من المعايير التي يتبعها الرئيس المكلف مصطفى أديب في تشكيل حكومته والتي تلقى اعتراضاتٍ من مختلف أطراف الائتلاف الحاكم الذين يرفضون خصوصاً اختيار أديب فريقَه الحكومي بالأسماء وفق قاعدة الاختصاصيين الذين لا ولاء سياسياً مباشراً لهم، ناهيك عن تَشَدُّد المكوّن الشيعي وخصوصاً بعد العقوبات على وزير المال السابق علي حسن خليل في التمسك بهذه الحقيبة بما يكسر مبدأ المداورة كمنطلقٍ إصلاحي. وكان لافتاً ما سُرِّب عن أجواء لقاءات إبرهيم في باريس وتحديداً لجهة أنه أبلغ إلى عون اهتمام فرنسا بمتابعة ما اتّفق عليه خلال زيارة ماكرون «وخصوصاً لجهة الإسراع في تشكيل الحكومة التي يجب أن تضم اختصاصيين في مجالاتهم لا يلقون معارضة من ممثّلي الأحزاب»، وهو ما ترَك علامات استفهام حول إذا كان المقصود فتْح باب أمام مخْرجٍ يجعل الأحزاب صاحبة «فيتو» على اقتراحات يضعها الرئيس المكلف بما يحول دون اعتكافه أو اعتذاره.